الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
تطوير كفاءة مشاريع الري عامل مهم لتجاوز ازمة المياه بالعراق
عبد الكريم حسن سلومي
2018 / 5 / 19الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
تطوير كفاءة مشاريع الري عامل مهم لتجاوز ازمة المياه بالعراق
العراق اليوم يواجه نقص حاد بالمياه وهذه حقيقة أصبحت واضحه ولا مجال للتشكيك بها من أية جهة كانت فالواقع الحالي للعراق هو التناقص المستمر لموارده المائيه من جميع مصادرها مع تعرض العراق للتغير المناخي المتأثر بظاهرة الاحتباس الحراري وبصوره كبيره والذي صاحبه جفاف وسوء توزيع وتفاوت بالامطار هذا بالاضافه الى ان ادارة المياه تعاني من السوء بالداخل بسبب استخدام أساليب قديمه لكل مجالات استخدام الموارد المائيه
من خلال دراسة طبيعة مناخ العراق السائد فيه اليوم سنلاحظ مدى العلاقه القويه بالحراره والجفاف التي تغلب على طابعه العام مع قلة تساقط الامطار بصوره عامه عدا بعض مناطق شماله التي تمتاز على الاغلب بوفرة بالمياه وتساقط الامطار لبعض المواسم بغزاره والتي تكفي للزراعه الديميه فيه(البعليه) ولموسم شتوي فقط .
لذلك كله فقد اصبح لموارد المياه الاخرى بالعراق عدا الامطار الدور الكبير في مسألة التنميه للبلاد فتاريخ العراق يقول ان العراق كان مرتبط بصوره كبيره بثروته المائيه التي اعتمدت عليها الزراعه الاروائيه بصوره كبيره وكانت الزراعه مجال البلاد الوحيد للتنميه قبل اكتشاف النفط
ان نهرا دجله والفرات وروافدهما تعتبران شريان الحياة في العراق فماذا سيكون حال العراق بلا هذه الانهار مع كون اغلب المياه بالبلاد لازالت تستخدم للزراعه الاروائيه والتي تعتمد عليها كليا اغلب مناطق العراق وخاصة المناطق الوسطى والجنوبيه والتي يشكل سكانها اكثر من 75% من سكان العراق تقريبا
لقد مارس الانسان العراقي الزراعه الاروائيه منذ فجر التاريخ وعلى مستوى العالم تعتبر الزراعه الاروائيه هي المستهلك الاكبر للمياه حيث يستخدم مايقارب 75% من المياه في الزراعه لدى اغلب الدول العربيه واكثر من 75% من مياه العراق كواقع ومع الاسف ان استخدام المياه في الزراعه لدى العرب عموما غير كفوء وان جزء صغير فعلا من المياه المستخدمه للري تستغل بصوره فعاله للزراعه والبقيه تهدر لان اغلبها يضيع من خلال النتح في النباتات والتبخر والتسرب العميق وتلوث اغلبها بالاملاح والمبيدات
ان الزياده السكانيه والتطور العمراني زاد من الحاجه للمياه المستخدمه في الري من اجل توفير الغذاء بالزراعه الاروائيه والتنميه الحضاريه فالري لابد منه في المناطق الجافه وشبه الجافه لانتاج الغذاء
ان الاحوال المناخيه ونوع النباتات المزروعه وطرق الري المستخدمه بالاضافه لعوامل اخرى تؤثر بصوره كبيره على كفاءة الري ومع هذا فمن الممكن تحسين كفاءة الري عن طريق
(* تحدبد نوعية المحصول*مواعيد الري* طرق الري الحديثه *مصادرللمياه جديده وامنه *نوع التربه*مناخ المنطقه *مقننات مائيه لكل منطقه *)فالري الكفوء بمعناه البسيط هو اضافة الماء بواسطة احسن الطرق وفي اوقات محدده مناسبه وبكميات محسوبه لحاجة النبات بشرط ان يكون الماء المضاف موزع بصوره متجانسه ومنتظمه في الحقل الزراعي ويؤدي لتقليل الضائعات المائيه مع زيادة الانتاجيه
فكل محصول يحتاج لكميات مختلفه من المياه في مختلف مراحل النمو مع العلم ان للأحوال الجويه تأثير على استخدام مياه زائده قد يؤدي لنتائج عكسيه حيث يؤدي لانخفاض نسبة الاوكسجين في منطقة جذور النباتات ولذلك تحديد مواعيد الري يقلل من كميات المياه المستخدمه للري وان وضع مقياس محتوى الرطوبه في منطقة الجذور للنباتات المزروعه اصبح ضروره لتحديد مواعيد الري حسب الحاجه الفعليه ويجب ان تكون مواعيد الري ملائمه مع الظروف الجويه وذلك لكون الظروف المناخيه من حراره ورطوبه واشعة شمس ورياح وسرعة فقد المياه وسرعة امتصاص المياه من قبل التربه كلها عوامل تؤثر على نمو النباتات .
لقد أن لكل من يعمل بمجال الري ان يقوم بتغير اساليب العمل لديه لغرض تطوير كفاءة مشاريع الري وترشيد الاستهلاك المائي بالزراعه الاروائيه لتتمكن البلاد من عبور الشحه المائيه التي تواجهها .
*توجد العديد من المشاكل في الزراعيه الاروائيه ومن اكبرها شحة المياه وتراكم الاملاح في التربه من جراء استخدام مياه الري المفرط واكثر من حاجة النبات الفعليه ومع كون ادارة المياه على كل المستويات الحاليه هي سلبيه ومتخلفه فهذا سيؤدي الى زيادة التملح وخروج الاراضي من صلاحيتها للزراعه المنتجه .
إن الهدف الذي صممت وأنشأت من أجله نظم الري هو لمواجهة عجزالاحتياجات المائية للمحاصيل نتيجة لشح الأمطار أو محدودية سعة خزن الماء في التربة،وعلى الرغم من هذه الحقيقة، فإنه لمن المدهش حقًا أن نعلم بأن الجهد الذي يبذل في تقدير الاحتياجات المائية للمحاصيل لغرض تصميم وإدارة نظم الري قليل جدًا، علمًا بأن مبالغ طائلة تنفق على تنفيذ هذه المشاريع التي قد تتراوح ما بين عشرات أو مئات الملايين من الدولارات، فنسبة المبالغ المنفقة لتقدير الاحتياجات المائية ضئيلة جدًا مقارنة بتكلفة النظام، كتلك المبالغ المنفقة على تقدير حجم الأنابيب أو الاعتبارات والأمور الهيدروليكية الأخرى، علمًا بأن الاحتياجات المائية هي القوة الرئيسيه والدافعة للنظام بأكمله.
فتقدير الاحتياجات المائية بشكل مناسب قد يغير إلى حد كبير مواصفات حجم المشروع والعوائد المتوقعة منه، فهناك العديد من المشاريع في العالم أثبتت عدم جدواها من الناحية الاقتصادية وفشلت بسبب عدم تقدير الاحتياجات المائية
للمحاصيل بشكل مناسب.
بدأ تاريخ الري بإضافة الماء إلى الأرض المروية باستخدام النظام السطحي بطريقة ما، ويأخذ الري السطحي اليوم عدة نماذج في العالم وهو اكثر طريقة ري واسعة
الانتشار ولكن لابد لمصمم المشاريع ان يعلم مسبقا ان تخطيط المشاريع على الورق قد يختلف كثيرا عما سيكون بالواقع وخاصة بعد تشغيل المشروع
واليوم يتوفر الكثير من التقنيات الحديثه التي تعمل على تقليل استهلاك المياه بالري ومنع التبذير والاسراف وفي حالة استخدامها ستقل كميات المياه المستخدمه في الزراعه المستهلك الاكبر للمياه وكذلك في الاستعمالات الصناعيه والبلديات وهو مانحتاجه اليوم فعلا لتطوير كفاءة مشاريع الري بالعراق.
المهندس
عبد الكريم حسن سلومي
3/2/2018
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف ستفاجئ إسرائيل إيران بضربة قاسية؟
.. أمريكيون يكتبون أسماءهم على أجسادهم بسبب إعصار -ميلتون-
.. هل تقدم إسرائيل تفسيرا لإيطاليا بسبب قصفها مقر اليونيفيل؟
.. لماذا فشلت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية في اعتراض المسير
.. كوريا الشمالية ترصد منشورات في سمائها وتهدد جارتها الجنوبية