الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات و تغريدات ..

حامد الزبيدي

2018 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


انتخابات و تغريدات ..

لا نريدها انتخابات تعيد لنا من كان متواريا يحيك المؤامرات على الوطن ويهدد الامن والسلم ووحدة البلد .. كما لا نريدها اعادة انتاج لغربان الشر والفساد التي نعقت فحرقت كل خير .. كما لا نريدها تغريدات تلعب باعصاب الجماهير ويفسرها كل على هواه .. لنزيد المشهد تعقيدا فوق ما هو معقد . ولا ادري هل هي تأثرا بالرئيس ترامب المشهور بتغريداته الوسخة .. فبدأ
الجميع يغرد على الجميع .. وبدات المفوضية المحاصصاتية هذه المرة ان تكون هي وعلى عكس واجبها الاول في ان تكون عادلة ومنصفة .. لتكون هي قاعدة الخلاف والاختلاف والشتات والظلم الذي احاق بهذا الشعب الذي يشهد تيها وضياعا غير مسبوق منذ سقوط بغداد على يد هولاكو .. فلا الحكومة ( المنتخبة ) تتحرك لتوقف ظالما او سارقا او قاتلا ولا الاحزاب تنتخي لقيمها وترفض الظلم الذي يتعرض له الشعب ولا قادة الاحزاب الساعية للوقوف على تلال جماجم الفقراء تتوجه لبناء دولة القانون التي تحفظ للبشر ابسط الحقوق وتمنحهم ابسط الاحتياجات التي يحتاجها للبشر للعيش .. تغريدة تتوعد وتغريدة تعظم الانجاز الذي شابه لغط التزوير لترفع شأن فلان واخرى تتوعد من تسبب بخذلان تاج الراس هذا والقائد ذاك .. واليوم اذا كان هناك هدوا وصمت فالغد لا يبشر الا بعظائم الامور والقتل والاغتيالات البشعة .. فقط لننتظر لحين ترتيب الاوضاع الجديدة لتبدأ بعدها عمليات التصفية والانتقام .. فالعراق دولة مهمة جدا في حفظ الامن في الاقليم واي تلاعب في ميلان كفة الميزان لهذا الطرف او ذاك فانها تعني انهيار كوابح الانفجار وفلتان الذئاب من حظائرها لتمزق اجساد الاخرين .. وان افتراض ان دول الجوار بدون استثناء ليس لهم اطماع في العراق فهذا الحديث ساذج ورخيص بحكم التجربة والتاريخ . ويبقى السعي لبناء عراق قوي داخليا وحكم ثابت الركائز بقيادات تاريخية ذات وعي متقدم هي من ستكون صمام الامان لاستقرار البلد وتقدمه وعدم خشيته من تدخلات دول الجوار .
لكن .. الامور لا تسير بالاتجاه الصحيح من وجهة نظري البسيطة .. فانا كأي متابع اسمع واقرأ واحلل من خلال عراقيتي التي لم تخذلني ابدا ..
العراق بلد غني .. والعالم لا يستطيع ان يستغني عنه مهما يحاول الاخرون وقد حاولوا وفشلوا .. وسعوا الى توريط العراق في حروبا خارجية وداخلية لإضعافه وابتعاده عن ان تكون له اهمية عالمية .. لكنهم الان يهرولون باتجاه العراق في خديعة كبرى تحت شعار عودة الابن الضال لحضن اخوته الشاذين والضالين .
لا يحكم العراق بمثل هذا الاداء الضعيف والمتهالك والخانع للعديد من الاملاءات الخارجية والداخلية .. بدأ بالإملاءات الامريكية الى الكردية الى الحزبية الى التبعية للدول الاقليمية .. ولربما يكون هذا الضعف هو سيناريو تم اعداده خارج العراق ليكون البوابة لتدخلات الاخرين بحكم غياب الحكم الرشيد الذي يراعي حقوق البلاد والعباد .. لكننا نرى انه ادءا لتحقيق نظرية الفوضى الخلاقة التي بشرتنا بها وزيرة الخارجية الامريكية غوندليزا رايز في عهد الرئيس بوش الابن . ليحسن تنفيذها بشكل دقيق من عراقيين مزدوجي الجنسية .الذين بلغ عددهم 122 مرشح في الانتخابات الاخيرة .
الانتخابات ونتائجها وطبيعة النظام القائم في العراق .. يقود البلد للتقسيم والتشظي .. وما لم يتم تغيير الدستور وكل ما اتى به المحتل الامريكي لن يجد العراقيين طريق الخلاص الابدي .. وسيظل العراقيين كل اربع سنوات يكون هناك اخطارا غير متوقعة العواقب تهدد بانفجار حربا اهلية .. والحرب الاهلية في العراق تعني ذبح وجز رؤوس لا حصر لها من كل الطوائف والاعراق وبالتمثيل المروع بجثث المغدورين .. الذي اصبح ملمحا وتراثا عراقيا بامتياز يتعلم منه كل الارهابيين الذي يشهد العالم العربي تكاثرا لهم في ليبيا واليمن ومناطق اخرى من افريقيا المرشحة لان تكون ساحة اقتتال طائفي .
وما يحصل في فلسطين هي مؤامرة يقودها ترامب والملك سلمان في مشروع تم تسميته بصفقة العصر .. لوضع النهاية السعيدة لمشكلة اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني .. قد هيمنت السعودية على القرار العربي بفرض هيمنتها على جامعة الدول العربية وغالبية الدول الاسلامية فقيرة وهي تحتاج للمساعدات السعودية لتبرر تأييدها لسياسة للمملكة .. تم ابعاد سوريا من جامعة الدول العربية لمعارضتها الشديدة لاي سلام وتطبيع مع اسرائيل بسيناريو معروف .. بقي العراق الرافض للان الاعتراف باسرائيل وبتطبيع علاقته معها رغم ما نسمعه من اختراق اسرائلي لبعض الخواصر الضعيفة في الجسد العراقي .. ان أي تقارب للعراق مع ايران وسوريا يرعب اصحاب هذه الصفقة .. من هنا سعت امريكا والسعودية الى احداث شرخ في العلاقة الايرانية العراقية ليسحبوا العراق الى معسكر صفقة العصر ولقطع الطريق بين ايران وسوريا لتكون الخطوة التالية هي ضرب ايران واضعاف سوريا واحتواء العراق بعدما تم افلاسه وافقاره من قبل حكامه الجدد .. هذا يؤشر لنا حجم التدخلات الامريكية – السعودية - الاماراتية - الاسرائيلية في نتائج الانتخابات العراقية . ولا احد يستطيع ان ينكر امكانية تحقق هذا الاستنتاج .. ونحن نرى كيف تدمر السعودية وتحالفها العربي الشعب اليمني الفقير بحجج سخيفة تؤكد حقيقة ان العرب يكرهون بعضهم بعضا حتى في المنام .. ولم تتوقف ماكنة القتل بينهم مذ كان شعرا ثم بالحجارة ثم انتقل للسيف ثم بالمنجنيق ثم بالمدفع والرشاش فالطائرة والصواريخ .. فهل هناك من ينتظر من هؤلاء أي خير .. اشك والله من بغداد حتى سوشي .
حـامد الزبيدي
19/5/2018








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صواريخ حزب الله تشعل غابات شمال إسرائيل- أخبار


.. هل تستطيع الصين إزاحة الولايات المتحدة؟




.. حماس: لا يمكننا الموافقة على اتفاق لا يشمل وقفا دائما للحرب


.. أمريكا.. اعتصام داخل القنصلية الإسرائيلية في سان فرانسيسكو




.. راسل الجزيرة يرصد حجم الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال بعد انسح