الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تغيير النظام في ايران بين الواقع والخيال!

نجاح محمد علي
سياسي مستقل كاتب وباحث متخصص بالشؤون الايرانية والإقليمية والارهاب وحركات التحرر

(Najah Mohammed Ali)

2018 / 5 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


أثارت تصريحات أدلى بها مؤخراً وزير الخارجية البريطاني "بوريس جانسىون" أشار فيها الى رفض بلاده تغيير نظام الجمهورية الاسلامية، ردود أفعال متفاوتة بين المعارضة وإيرانيين مؤيدين للنظام فقد أجمع معارضون على القول إن هذه التصريحات "محبطة".
وبينما قال "بوريس جونسون" إن تغيير النظام فى إيران لن يكون سياسة تنتهجها بريطانيا وإن أى تغيير لا يعنى بالضرورة أنه سيكون للأفضل.قال المعارض والباحث الإيراني المقيم في بروكسل (بلجيكا) سعيد بشير تاش في برنامج حواري على قناة "منوتو" الإيرانية المعارضة التي تبث من لندن "إن تغيير النظام من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا ليس مطروحاً على الأجندة لأنه مشروع لايمكن تحقيقه".
وأدلى جونسون بهذه التصريحات أمام البرلمان يوم الثلاثاء الماضي رداً على سؤال بشأن ما إذا كان يعتقد أن جون بولتون مستشار الأمن القومي الأمريكي يسعى لتغيير النظام فى إيران.وقال جونسون "ينبغى أن أخبركم أنني لا اعتقد أن تغيير النظام فى طهران هو الهدف الذى يجب أن نسعى لتحقيقه".
وأضاف "قد نسعى لتغيير النظام عن قناعة بذلك فى مرحلة ما في المستقبل القريب لكن لا يمكنني القول بأى نوع من الاقتناع إنه سيكون تغييرا للأفضل...لأن يمكنني تصور أن قاسم سليماني من (الحرس الثوري الإيراني) قد يضع نفسه فى مكانة جيدة جداً ليحل محل آية الله خامنئي على سبيل المثال".
ويعتقد معارض إيراني آخر أن توقيت تصريحات جونسون لها صلة بقمة قادة دول الاتحاد الأوروبي في صوفيا(بلغاريا) لمواجهة قرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المتعلقة بالملف النووي الإيراني وانسحاب واشنطن من الاتفاق النووي الدولي مع طهران.
 لكن وجهة نظر طهران فإن موضوع تغيير النظام ليس جديداً إذ يعتقد المسؤلون وأكاديميون أنه دائماً أجندة كل الإدارات الأمريكية منذ قيام الثورة الإيرانية، إلا أنه يتعرض للانتكاس بسبب "استحالة" تحقيقه!
الحاضر الغائب
وفي هذا السياق ترى طهران أن تغيير النظام هو المشروع الحاضر الغائب الذي طالما ذُكر في خطابات الساسة الأمريكيين، وأنه لم يكن غائباً عن واشنطن منذ أربعة عقود حتى الآن سواءً كانت الإدارة بيد الديمقراطيين أم الجمهوريين، أو عبر حلفائهم في المنطقة الذين لم يخفوا رغبتهم في الإطاحة بنظام الجمهورية الإسلامية، تارةً بشكل علني وأخرى في الاجتماعات السرية.
لكن ما أثار جدلاً حول جدية السعي نحر تغيير النظام في ايران هو النبرة الحادة في تصريحات الأمريكيين منذ تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منصبه في البيت الأبيض في يناير 2017 ، وتشكيله ماسمي "حكومة حرب" والسعي الى تشكيل تحالف دولي ضد ايران، يوحي كل ذلك بأن لدى واشنطن رغبة جامحة أن يجري تغيير النظام في ايران من الداخل، مع العمل على إضعافه بواسطة العقوبات وتثبيت حلفاء واشنطن في المنطقة ( السعودية والعراق تحديداً) بدل العمل العسكري من الخارج.
وبدا هذا الهدف واضحاً منذ البداية عندما أعلن ترامب في أغلب خطاباته دعمه للمحتجين الإيرانيين في المظاهرات التي إندلعت نهاية ديسمبر كانون الثاني من العام الماضي في بعض المدن الإيرانية احتجاجاً على الفساد والتضخم وسوء الأوضاع الإقتصادية، وطالب مجلس الأمن الدولي لعقد جلسة طارئة من أجل مناقشة الطريقة التي إتخذتها الحكومة في إيران لقمع المتظاهرين.
وفعلاً عقدت الجلسة أمام إستغراب أعضاء مجلس الأمن الدولي ودهشتهم من دون التوصل لنتائج ملموسة على الأرض الواقع بالنسبة لواشنطن، خصوصا أن ترامب وجد الذريعة لإعادة ملف إيران الى مجلس الأمن بعد غياب دام ثلاث سنوات تقريباً منذ إبرام الإتفاق النووي الإيراني الذي توصلت إليه طهران مع مجموعة 1+5 في 2015.
وقد عقدت جلسة مجلس الأمن بناء على رغبة واشنطن في الوقت الذي ينص قانون الأمم المتحدة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء.
وبعد ترامب كان وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون قد صرح في جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الاميركي أن إدارة ترامب تدعم عناصر داخل ايران لتغيير النظام السياسي في ايران، الأمر الذي دفع بطهران الى الرد على لسان وزير الخارجية محمد جواد ظريف بقوله" على الإدارة الأميركية دراسة التأريخ قبل العودة إلى نظام تغيير السياسة غير القانوني والوهمي ضد إيران". موضحاً أن انقلاب 1953 ضد حكومة محمد نصدق وثورة 1979 ضد الشاه، أثبتا أن الشعب الإيراني منيع ضد المحاولات الخارجية لسلبه حقه بتقرير مصيره.
وكتب ظريف أن "على ساسة أميركا أن يقلقوا على نظامهم بدلاً من تغيير النظام في ايران، فايران شهدت مؤخراً مشاركة شعبية بالانتخابات بلغت 75 بالمئة"..
ضغوط للمساومة
ولايستبعد حكوميون في طهران ومنهم وزير الخارجيةظريف أن يستمر الحديث في واشنطن خصوصاً، عن "تغيير النظام" في ايران في إطار سياسة الضغط لتحقيق مكاسب سياسية والحصول على تنازلات من طهران في ملفات عدة متورطة فيها، وهم يَرَوْن أيضاً أن التهويل بالخطر الإيراني يأتي لابتزاز المنطقة، ولذلك طرحوا فكرة إيجاد نظام أمن إقليمي بمشاركة دول المنطقة،لدرء مايسمونه "الخطر الخارجي".
ولَم يمنع هذا الرأي من الحديث في طهران عن وجود رغبة أمريكية "جدية" في تغيير النظام، إذ يقول المتشددون المعترضين على سياسة الرئيس حسن روحاني إن "تقديم تنازلات في الملف النووي، يتبعها تقديم تنازلات في ملف الصواريخ الباليستية" بما يعني أن مسألة تغيير النظام السياسي ستكون في مرحلة لاحقة!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هذا نظام قذر
وسام يوسف ( 2018 / 5 / 20 - 03:20 )
اي تغيير لنظام الملالي القذر هو تغيير نحو الاحسن


2 - السؤال واضح !
S . Joseph ( 2018 / 5 / 21 - 09:57 )
البعض من الذين يتحدثون بالسياسة بالتحليلات المؤيدة باطنيا لتلك الانظمة المارقة القمعية الارهابية عليهم ان يستوعبوا التاويلات والتوقعات وسياسة الخطوة خطوة .
يذكرني هذا عندما غزا المجرم صدام الكويت بمجرد اجتماع السفيرة الامريكة مع قائد الضرورة .
عصر وعهد اسقاط الانظمة عسكريا انتهى كليا من حسابات واجندة الدول المعنية ونقصد هنا اميركا على راسها منذ الاطاحة بالنظام الليبي والعراقي - لو كان الامر هكذا لقاموا بتغيير نظام بشار الاسد الفاشي وهو حاضر للسقوط بمجرد دخول طائرة امريكية او فرقة من المارينز فوق قصر الرئيس وهم قادرون انتشال الرئيس ليلا من غرفة نومه .
النظام الايراني النازي الفاشي المجرم سيسقط لا محال ومعه كل الذيول
متى ذلك !!! الايام القادمة سنثبت ذلك ولكل حادث حديث .

اخر الافلام

.. انفجار بمقر للحشد في قاعدة كالسو العسكرية شمال محافظة بابل ج


.. وسائل إعلام عراقية: انفجار قوي يهزّ قاعدة كالسو في بابل وسط




.. رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بابل: قصف مواقع الحشد كان


.. انفجار ضخم بقاعدة عسكرية تابعة للحشد الشعبي في العراق




.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي