الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة لصحيفة الراية القطرية

عباس خضر

2003 / 3 / 12
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

الأخوة في صحيفة الراية القطرية
الأخ رئيس التحرير المحترم
الأخ مسؤول صفحة شعر وأدب المحترم

تحية طيبة

من الطبيعي أن يشارك المحرر في بعض الأحيان المبدع في نصه  بطريقة ما وذلك بتصحيح سهوا لغويا أو بتغيير كلمة بأخرى تحمل ذات المعنى لضروريات معينة وجمالية تخص الصحيفة , أما غير الطبيعي فهو أن يشارك المحرر الكاتب النص ويقص ويشطب حتى يبدو معها النص وكأنه خارج للتو من انفجار قذيفة  أو مركز للتشريح أو معتقل سياسي عربي, فهذا ما لا يصدق , وقد تحدثت عن هذا الموضوع  في مقال (( قوالب جاهزة)) الذي  أرسلته  لكم قبل أيام , وما يدفعني لمثل هكذا رسالة هو ما تعرض له المقال الذي  نشر لي بتاريخ   2/3/2003 في صحيفتكم  والذي تصورت بعد قرأته بأن أحد غيري قد كتبه , فقد تعرض المقال الأصلي إلى  حملة غير طبيعية من الشطب والحذف والإضافة أيضا واعتراضي هنا ليس شخصيا بقدر ما هو ثقافي بحت يقف إزاء حيرة وتساؤل عن مغزى مثل هكذا مقص غير مجد ولا يغني أو يسمن . أعرف بأني وبرسالتي هذه سأفقد العمود الأسبوعي الذي من المفترض أن أكتبه في صحيفتكم, وأعرف بأني سأكون أسرع كاتب عربي يفقد عمله بعد مقالة واحدة لا أكثر !!!
لكن  العمل والتعب والجهد الذي يبذله الكاتب لأجل أن يظهر نصه بشكل جيد فوق كل اعتبار ومكافأة , وهنا أقولها بشكل صريح وبالحرف الواضح : أرفض رفضا قاطعا مثل هكذا سكاكين وخناجر وعقد ورقابة لم تقدم لثقافتنا أكثر من ضياعها.
 ومن جانب آخر أطلعت اليوم على حوار غريب نشر في صحيفتكم مع حامد يوسف حمادي أحد وزراء صدام وحامل أسراره كما ذكرتم وقد جاء اسمه كالآتي : المسؤول الأول عن الثقافة في العراق!!!! لا أعرف, هل فقد العراق كل كتابه وعباقرته وتأريخه فجأة ليكون السفاح  حمادي هو المسؤول عن ثقافته ؟! أبعد كل هذه المذابح والمجازر التي أرتكبها صدام وزمرته بحق الشعب العراقي ومازلتم ترقصون لهم بهذه الطريقة الفجة ؟! أبعد كل هذا التدمير والتشويه الثقافي والإنساني؟!... لا أجد مبررا لذكر من هو صدام و حمادي وغيره , ولا أجد مبررا لذكر أسماء عباقرة ومبدعين هذا البلد الأصيل (العراق) الذين مازالوا يعانون  من حمادي وأمثاله, يعانون وبكبرياء نخيلهم دون أن تنزل لهم هامة أمام كل من هب ودب,  لا أجد مبررا لأن الحقيقة  أوضح من شمس الظهيرة ,ولا رغبة لي في الحديث طويلا حول هذا الأمر لأني مازلت أظن بأنه لا يغفل عنه أو يحتار فيه حتى المعاق ذهنيا , والكلمة الأخيرة هي وببساطة :أني غير مستعد أن أعمل في صحيفة تسمي السفاح مثقفا ولا تدع للكلمة الأخرى فسحة للتنفس 
ولكم احترامي

 

عباس خضر
شاعر وكاتب عراقي مقيم في ألمانيا

 

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا