الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التشريعي والتصريحات الغير مشروعة

شجاع الصفدي
(Shojaa Alsafadi)

2006 / 3 / 19
القضية الفلسطينية


في خضم المعمعة الإعلامية وحمى التصريحات النارية المتبادلة بين رؤساء الكتل في المجلس التشريعي المنتخب تارة, وبين الناطقين الإعلاميين باسم هذا الفصيل أو ذاك تارة أخرى يشعر المواطن الفلسطيني بالمزيد من القلق وتتبدد آماله بالعيش المستقر, وبدلا من الطموحات العريضة والأمل في التغيير الذي كان مصاحبا لكل من حمل أمانة صوته وانتخب بديمقراطية نحسد عليها, بات المواطن لا يجني سوى المزيد من القلق والتوجس خيفةً مع كل يوم يمر في حياتنا الفلسطينية العجيبة, وهنا نتساءل بحسن نية: هل انتخب الفلسطينيون قائمتهم الأصلح لأجل أن يكون دورها هو زيادة تعليق الأخطاء وتحميل الأعباء على شماعة كُسِرت أطرافها وسقطت آذانها من شدة ما حمّلها إياه القاصي والداني حتى أولئك الذين كانوا غائبين عن ساحات النضال الفلسطيني وأتوا شاهرين ألسنتهم لا لشئ سوى ليلوكوا أخطاء الحكومة السابقة, وما يدعو للاستغراب في ظل الظروف الراهنة والاعتداءات الإحتلالية على أرضنا ومقدساتنا وقادتنا أن نجد ذوي الشأن الذين يتوجب عليهم الذود بكل الطرق عن أمان الشعب الذي انتخبهم غائبين عن هذا الواجب ونجد أن الكثيرين منهم قد انشغلوا بالتصريحات الإعلامية المنددة بما قاله فلان وما فعله علان, وحين يلاموا على أي أمر يحدث في الساحة الفلسطينية يكون الرد: هذا ما جنته الحكومة السابقة ونحن لم نتولَ الحكم بعد لنُسأل عن شئ.
وسؤال برئ يطرح نفسه للسيد رئيس المجلس التشريعي المنتخب, هل التصريحات عن الفساد السابق وعن التجاوزات القانونية لهذا الفصيل أو ذاك أو المناوشات في المجلس التشريعي هي أهم الآن مما يجري في أرضنا المحتلة وأهم مما يرتكب بحقنا من جرائم الاحتلال ليتم التركيز عليها بهذا الزخم ؟ وسؤال آخر, أليس من الأجدر بالسيد رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي ألا يرهق نفسه بإطلاق التصريحات ومتابعتها والرد عليها فأمامه مسؤوليات وواجبات من جِسام الأمور في المستقبل القريب تجاه حركة فتح وتجاه كل مواطن فلسطيني.
الموقف الفلسطيني يحتاج للكثير من الانكماش الداخلي بمعنى أن يكون لدينا قبضة واحدة مضمومة ولا يهم اختلاف شكل أصابعها وإنما يهم اتجاه ضربتها, واليوم ونحن نواجه آلة قمعية صارمة لا رادع لها ويدعمها مجتمع دولي منحاز بسياساتٍ شاذة وإدارة أمريكية متواطئة مع القمع الواضح الذي تمارسه, علينا أن نكف عن التصريحات الهجومية المتبادلة, وعلى من تولوا أمانة الحكم أن يقفوا وقفة واضحة مع برنامج سياسي وأفق كفاحي محدد يعني بالمصلحة الوطنية أولا حتى يكون الحكم صالحا ولا ينفر منه الشعب, وحتى لا يرى المواطن أن من انتخبهم ليعدلوا حاله قد ميلوا الحال.
ثم إن الحديث عن الهدنة طويلة الأمد أو التهدئة الذي ساقته حماس ليس منطقيا في ظل الاعتداءات( الإسرائيلية) المستمرة, وأن يقال أن أي اعتداء من جيش الاحتلال على أرضنا وشعبنا سوف يتم الرد عليه في الوقت والزمان المناسبين فهذا يذكر ببعض الأنظمة العربية التي تتلقى الصفعة وتتحدث عن زمان ومكان مناسبين للرد ولم تكن هذه حقيقة البرنامج الانتخابي السياسي أو المقاوم الذي طرحته حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية.
ولا يمكن أن يتفهم شعبنا الفلسطيني توقف حماس عن الرد الفوري على تلك الاعتداءات وانشغال قادتها بالسفر من بلد لآخر لتقريب وجهات النظر فيما يسمي بكسب الرأي العالمي والعربي في الحين الذي يذبح الشعب في الداخل اقتصاديا وعسكريا واجتماعيا, ونستذكر موقف حماس تجاه تنقلات الرئيس الراحل ياسر عرفات والذي كان يتعرض لانتقادات حادة من حماس بالذات رغم أنه الوحيد الذي لم يغب يوما عن ساحة الكفاح الفلسطيني, ولكن ما نراه اليوم هو انشغال القائمة المنتخبة بالشؤون الخارجية والتنقلات بين الدول والاكتفاء بالتصريحات الإعلامية داخليا دون فاعلية تذكر كمقاومة, وقد كانت حماس أول من يسارع للرد العسكري فور حدوث أي اعتداء مهما كان الظرف السياسي الذي يتعرض له الحزب الحاكم, وأما الآن وقد تبدلت الأدوار يبدو أن حماس لها رأي مخالف فالمقاومة والرد العسكري الآن ليس وقتهما المناسب ولا مكانهما المناسب رغم الاغتيالات و الهجمات الشرسة والاعتقالات والاغلاقات, فليس هذا هو المهم الآن بقدر ما هو مهم التنسيق مع الدول الأخرى لأجل تأمين مستقبل حماس كحزب حاكم بدلا من تأمين حياة مستقرة للشعب الفلسطيني حسب وجهة نظر حركة حماس.
وفي ظل مواقف و ظروف سياسية كهذه أعتقد أن على حركة فتح أن تمتنع حقا عن المشاركة في الحكومة المقبلة فلن يضيرها ذلك قط, و عليها أن تلعب دور المعارضة الايجابية وتطالب حماس بطرح برنامجها السياسي وتنفيذه وأن تقوم بواجبها الوطني بدون مشاركة فتح بالذات حتى لا تكون هنالك أي ذريعة لأي فشل ولا تكون شماعة فتح المثقلة بأعبائها هي دوما جمل المحامل فعلى كل طرف أن يواجه مسؤولياته, ومسؤوليات حماس كحزب حاكم الآن كبيرة جدا وأهمها تنفيذ برنامجها الانتخابي الذي وعدت به وقدمته للشعب, أما مسؤوليات فتح فهي إعادة ترتيب البيت الفتحاوي ليعود إليه النظام والهدوء والاستقامة لوضع الأمور في نصابها, وليس معيبا أن تتداول الحكم أحزاب مختلفة فهذا أمر يحسب لفتح كحركة ذات نهج ديمقراطي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا