الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن في زمن الشرعية لمن لا شرعية له...!!!؟؟؟

محمد بسام جودة

2006 / 3 / 19
القضية الفلسطينية


كوكب المريخ سمع خبر اقتحام مقاطعة أريحا كما كل البشر في هذا العالم الساكن الصامت المتفرج من الشرق إلي الغرب ، فأن تكون فلسطينياً هذا يعني أن كل أيامك مجبولة بالدم والموت والدمار والخراب، تبطش بك يومياً آلة الحرب الإسرائيلية، ويبطش بك أكثر صمت عربي ودولي مريب، فلا يبقى أمامك إلا أن تختار شكل موتك في زمن باتت ترسم حدوده وشرعيته واشنطن ولندن وتل أبيب . وكأنه بات قدراً على الإنسان العربي الفلسطيني أن يتعلم أبناءه أبجدية الموت قبل أن يتعلموا أبجدية الحياة التي خلقوا من أجلها، والتي أثراها أجدادهم بحضارة أسست لإنسانية الإنسان .
إن لعبة الشطرنج الإسرائيلية ما زالت هي الحكم والسيد في المنافسة بين الأحزاب الصهيونية لمن يستطيع الفوز بممارسة العدوان والإجرام أكثر علي الشعب الفلسطيني ، سيما وأن الانتخابات الإسرائيلية بدئت تدق طبولها في المجتمع الصهيوني وبالتالي فاللعبة مازالت مستمرة حتى يستطيع الحزب الأكثر بطشا للفلسطينيين كسب أصوات الناخب الإسرائيلي .
فمن اولمرت هذا المتطرف الذي جاء خلفا لشارون بالوكالة والذي يسعى لإثبات أنه رجل يستطيع أن يرأس حكومة تل أبيب وان لديه قدرة أكثر من غيره ومن سبقوه في رئاسة الحكومة بقمع وبطش للفلسطينيين ، إلي بنيامين نتنياهو ولااءاته المتطرفة القديمة الجديدة ضد الفلسطينيين ، فالاثنين وبرنامجيهما وجهين لعملة واحدة .
إن عشرة سنوات من التفاوض وعقد الاتفاقيات والمعاهدات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي منذ اوسلو وحتى خارطة الطريق كانت مرحلة شهد لها التاريخ ، وحكم عليها بالفشل منذ اللحظة التي أظهرت فيها إسرائيل بكل حكوماتها وحكامها بأنها لا تريد سلاماً مع الفلسطينيين ، ضاربة بعرض الحائط كل المواثيق والالتزامات الدولية ، مستخدمة جبروت القوة والبطش والعدوان بكافة أشكاله وأنواعه المسموح والممنوع وحتى المحرم دولياً وذلك كله بغطاء كامل من حليفتها أمريكا هذا الوحش الذي يريد أن يحكم ويسيطر علي العالم بقوته وجبروته وبريطانيا هذه التي تقود وتسيطر علي ما يسمي بالاتحاد الأوروبي ، فإذن عن أي شرعية دولية نتحدث أما زال هناك شرعية دولية في ظل هذه الهيمنة والعربدة الأمريكية البريطانية الصهيونية لشعوب العالم ، أيبقي شرعية دولية نتحدث عنها في زمن لم يعد فيه احترام لأي معني للإنسانية ، أيمكن أن نقبل العبودية لأجل أمريكا وبريطانيا و إسرائيل ونقول إنها الشرعية الدولية ، أيصدق العالم ما جري في فلسطين بالأمس القريب من اقتحام لمقاطعة أريحا بهذه الوحشية وهذا الإذلال وهذه البشاعة الإجرامية للإنسانية تحت غطاء ما يسمي بالشرعية الدولية التي تقودها وتزعمها أمريكا ، إنها شريعة الغاب ، انه زمن العبودية والإذلال والا كرامة للمنطقة العربية في هذا العالم المبنج بإبر الشرعية المصنوعة بمصانع السياسة الأمريكية .
إن حالة التخبط التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية بمواقفها وتصريحات جنرالاتها وقادتها تجاه كل ما يجري علي الساحة الفلسطينية و الإعلان منذ كامب ديفيد وعهد الشهيد الرئيس الراحل ياسر عرفات وانتفاضة الاقصي عن عدم وجود شريك فلسطيني وما بعدها من تصريحات إسرائيلية علي أن خارطة الطريق قد انتهت وولت ولم تعد في حيز الوجود وما تلاها من فوز لحركة حماس في الانتخابات التشريعية و توالي التصريحات الإسرائيلية المتكررة لوضع العقبات والتعجيزات أمامها ، وازدياد المطالبات الدولية وعلي رأسها المطالبات الأمريكية لحماس للاعتراف بإسرائيل والتخلي عن سلاحها وتحولها إلي حزب سياسي …الخ ، كله يدل علي عدم جدية ومصداقية حكومة تل أبيب في إحلال السلام واحترام الحقوق والاتفاقيات مع الفلسطينيين .
إننا نعيش الآن مرحلة باتت أكثر إلحاحا لمراجعة الحسابات كفلسطينيين في الوقت الذي لا حول لنا ولا قوة ، وكوننا ندير صراعنا بأنفسنا ، فلو تريثنا قليلا وتوقفنا علي مجمل الأحداث الحاصلة لوجدنا مدي السخط وحالة الهرولة التي تعيشها الحكومات والأنظمة العربية الغارقة بأحلام وأوهام أمريكا وحلفائها ، فمن من زعماء أمة العرب وقف ليستنكر ما جري بالأمس القريب من اقتحام لمقاطعة أريحا ، من منهم هؤلاء الذين يعملون بجهد وكد في ليلهم ونهارهم للهرولة تجاه بناء علاقات يسمونها بالوطيدة والمفيدة ليقف وينتقذ أمريكا أو بريطانيا أو إسرائيل علي ما جري ، أنهم يتفرجون يشاهدون ويسمعون وفي نفس الوقت يتعامون ويتطارشون خوفاً من غضب أمريكا عليهم ، ففي عصر الغباء العربي أصبح الدم الفلسطيني شمعة العصر.! وأصبح الصبر الفلسطيني مغناة العصر.! والصمود الفلسطيني ملحمة العصر.! وملاحقة الفلسطيني في كل مكان .. حكمة العصر! وقتل الفلسطيني على الهوية.. سمة العصر! _وأن يقاتل الفلسطيني وحده.. من مسلمات العصر!
لا نسوق هذا الحديث من موقع "جلد الذات" باعتبارنا من هذه الأمة، بل من واقع المعاناة اليومية بكل جزئياتها للإنسان الفلسطيني أينما وجد.. في المنافي والشتات، أو على امتداد مساحة الوطن الفلسطيني أو ما تبقى من هذا الوطن في ظل هذه الهجمة الصهيونية البربرية التي يقودها مجرموا الحرب وعصابة القتلة في تل أبيب ضد كل ما هو فلسطيني..!! هذه هي عروبة أمتنا العربية ، وهذه هي اللحمة العربية والوفاء والتضامن العربي ، هؤلاء هم حكام العرب الذين يعملون بكل جهد ومثابرة ويسطرون بمواقفهم وقراراتهم القومية والعربية تحدياً لكل محاولات الاضطهاد والظلم والقهر والعدوان علي الشعب الفلسطيني ، هؤلاء هم المدافعين والحامين لقضيتنا الفلسطينية العادلة .
إذن فنحن ماذا ننتظر في هذه الحالة التي يعيشها المشهد العربي تجاه قضايا الصراع والوجود ، أعتقد أن علينا كفلسطينيين مراجعة ذاتنا لا مراجعة لجلد الذات ، فالوقت كقد حان لإعادة النظر في كل الاتفاقيات المبرمة مع الكيان الصهيوني ، للوقوف بجدية وحكمة وشجاعة لما تتطلبه المصلحة العامة لا الفئوية والحزبية الضيقة هنا أو هناك ، فالمرحلة الماضية والفشل السياسي الواضح في التوصل إلي سلام حقيقي مع هذا العدو الصهيوني ، وتقويد السلطة وإضعافها وعدم الاعتراف بها وبشرعيتها من قبل إسرائيل في الوقت الذي كانت كل هذه الممارسات تسير أمام مريء ومسمع المجتمع الدولي وواشنطن التي تنصب نفسها الراعي الأول لكل الاتفاقات والمعاهدات الدولية وعملية السلام في هذا العالم .
فمنذ اتفاق اوسلو عام 1993، قالها أبو مازن ذات مرة إن اتفاق اوسلو إما يوصلنا إلي الجنة وإما إلي الجحيم وذلك يتوقف علي مدي التعاطي والتكيف معه ، وها نحن الآن نغرق رويداً رويداً في مستنقع اوسلو وجحيم قاعه فهل من ينجدنا من عذابات غرقنا هذا ، هذا لايعني أنني مع المنادين والمطالبين بحل السلطة وتفكيكها كما يطالب البعض منا لما لهذا الأمر من تداعيات مقلقة وخطيرة سوف يحدثها ذلك الفعل ، وبذلك أري أن هذه المطالبة أقصد حل السلطة مطالبة غير واقعية في الوقت الذي أصبحت فيه السلطة واقع فلسطيني يعيشه الناس وتقوم هذه السلطة بتنظيم حياتهم وإدارة شئونهم ، بغض النظر عن محاولة إضعافها أو تقويدها من قبل الجانب الإسرائيلي ، أعتقد أنه الآن يجب تغير أوصول اللعبة السياسية فلسطينيا ليس بحل السلطة لنشر الفوضي وقلب أمورنا الداخلية رأسا علي عقب ، وإنما المقصود بتغير أصول اللعبة من قبل هذه السلطة وبالشراكة مع بقية فصائل العمل الوطني والنضالي بالاتفاق علي برنامج وطني موحد وصيغة جديدة لإدارة الصراع مع إسرائيل ،ومراجعة كل الاتفاقيات المبرمة سابقا ،وفرض واقع جديد للعملية السياسية برمتها من خلال تعزيز مفهوم الكفاح وحق الشعب الفلسطيني بالمقاومة والنضال والتأكيد علي الثوابت الفلسطينية وعدم التخلي عنها في أي مرحلة من المراحل اللاحقة وهذا يستدعي من الحكومة المقبلة التي ستشكلها حماس وضع برنامج سياسي مقاوم بالاتفاق مع كل أطياف العمل السياسي الفلسطيني ، يعلن عنه صراحة أمام العالم أجمع فالمشهد الفلسطيني الآن يواجه حالة عدوانية مبرمجة ومقصودة وغير مبررة إسرائيليا طالما أنها تمارس بشكل علني و دون احترام لأي معيار شرعي و قانوني ودون أي رادع أو عقاب من مجتمع الشرعية الدولية لإسرائيل ، التي لم تعد تحترم أي معيار أو اتفاق دولي وكأنها كيان فوق القانون ، وفي الوقت الذي أصبح فيه مفهوم الشرعية الدولية التي تصيغها وتسوقها وتعزف علي أوتارها أمريكا وإسرائيل تستخدم كبوق يتغنى به لبث الظلم علي شعوب العالم المقهورة ، فنحن أصبحنا نعيش في زمن يساق به هذا العالم من قبل أمريكا كالعبيد ، و زمن أصبحت فيه هذه الشرعية تعطي لمن لا شرعية له .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار


.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل




.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال


.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني




.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -