الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل تقفل ايران قواعدها في سوريا وكيف ؟؟

صافي الياسري

2018 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


هل تقفل ايران قواعدها في سوريا وكيف ؟؟
صافي الياسري
ليس تطورات الاحداث في منطقة الشرق الاوسط والساحة السورية ودوليا وبخاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي وتداعياته الاقتصادية والسياسية والعسكرية وحدها هي التي ستجبر ايران وحزب الله على الانسحاب من سوريا وانما ايضا وبشكل مؤثر الغارات التدميرية الاسرائيلية على المقرات والقواعد الايرانية وميليشياتها المسلحة وحزب الله ،انما السؤال كيف ستنفذ ايران هذا الانسحاب هو الذي حل محل السؤال هل ستنسحب ايران وحزب الله وتوابعهما ام لا فقد تزايدت الضغوط المحلية والاقليمية والدولية وهي تدفع بهذا الاتجاه ،والسؤال في جوهره يقول كيف ستحفظ ايران وحزب الله وجههما وتبرير الانسحاب الذي يعدانه هزيمة منكرة للمشروع الايراني بالاستحواذ على سوريا ولبنان والعراق وترسيم الهلال الشيعي الاستراتيجي على الارض ؟؟
نقرأ في التقارير المتداولة على صفحات ومواقع الميديا الاجتماعية ان الانسحاب سيتم تدريجيا حتى لا يشعر بصفعته احد ويرد في التقارير انه على رغم عدم اكتمال تفاصيل اللقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد في سوتشي، تحدث الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن "محادثات مفصلة" تناولت جانبين: أولاً، آخر المستجدات على الساحة السورية، والمقصود بذلك هو القصف الاسرائيلي والرد الإيراني اليتيم، وثانياً "الخطوات اللازمة لبدء الحل السياسي".
في الجانب الأول، كان لافتاً إعلان بوتين أن القوات الأجنبية ستنسحب من الأراضي السورية "مع بدء المرحلة النشطة من العملية السياسية". ورغم أن الرئيس الروسي لم يُحدد هوية تلك القوات، أوضح المبعوث الروسي الى سوريا ألكسندر لافرينتيف أن "الحديث يجري عن جميع الوحدات العسكرية الأجنبية المتواجدة في سوريا بما في ذلك الأميركيين والأتراك وحزب الله، وبالطبع الإيرانيين". كما حملت صحيفة "افتاب يزد" الإيرانية نقداً مُبطناً الى الرئيس الروسي من خلال عنوانيها "روسيا: على الجميع الخروج إلا نحن"! و"المتحدث باسم الكرملين: الحضور الروسي في سورية وحده القانوني".
والحقيقة أن هذه القراءة الايرانية للتصريح الروسي المُبهم ليست بعيدة عن الواقع، سيما لو أخذنا في الاعتبار ربط الكرملين بينها وبين "المستجدات الأخيرة" في التصريحات الاعلامية خلال اليومين الماضيين. المواجهات الأخيرة بين ايران واسرائيل تُهدد المكتسبات الروسية. كما أن الصراع مع اسرائيل أو تهديدها أمنياً وعسكرياً لا يندرج ضمن قائمة الأهداف الروسية في سوريا، ناهيك عن النظام السوري الذي أبقى الجولان المحتل في سلام ووئام طوال 45 عاماً.
وهذا التباعد في الأهداف بين طهران وموسكو واضح، وبالإمكان قراءته في التنسيق الروسي-الإسرائيلي لتدمير القواعد الايرانية على الأراضي السورية. بالنسبة إلى روسيا، والى حد ما النظام السوري أيضاً، فإن المشاركة البرية الايرانية في القتال، مُرحب بها، على عكس المحاولات الإيرانية لإنشاء قواعد دائمة. هناك في موسكو ودمشق من تُسرّه الغارات الاسرائيلية.
بالمنطق ذاته، يُكمل الجانب الثاني من تصريحات سوتشي، والمرتبطة ببدء مرحلة الحل السياسي في سوريا، هذا المشهد. على جانب المعارضة، تُركيا هي الراعية الأساس. على جانب النظام، روسيا هي الداعم الأهم ولاعب دولي يجمع بين كونه طرفاً ووسيطاً في آن. لكن أين ستحشر ايران نفسها في الصورة؟ هل ستأكل من الحصة والمكانة الروسية؟
بيسكوف، الناطق باسم الرئاسة الروسية، رسم خطوطاً للتسوية السياسية (من جهة النظام) بناء على الإجتماع بين الأسد وبوتين فحسب، وتقضي بجمع مسارات الأستانة وسوتشي وجنيف في قالب واحد، ربما لاحتواء الأول والاستيلاء على شرعيته الدولية.
وقد خلص الاجتماع إلى "تهيئة ظروف إضافية لإعادة إطلاق عملية سياسية شاملة الأطر والنتائج التي جرى تحقيقها عبر منصة أستانا وفي مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي عقد في سوتشي". كما أفضى إلى نتيجة "بالغة الأهمية"، وفقاً لبيسكوف، تمثّلت "في اتخاذ الرئيس السوري قراراً بتوجيه وفد من ممثليه إلى الأمم المتحدة لتشكيل اللجنة الدستورية، المعنية بالعمل على صياغة القانون الأساسي في سوريا على أساس عملية جنيف".
ستكون تركيا مدعوة للمشاركة في هذه المفاوضات ورعايتها من جانب المعارضة، وبخاصة أن أنقرة اتخذت إجراءات عملية لتوحيد الصف شمالاً من خلال مساعي إنشاء جيش وطني، ومنطقة آمنة تتسع رقعتها وخدماتها تدريجياً. لكن من الصعب رؤية القوات التركية تنسحب بهذه السهولة والسرعة. بيد أن القوات التركية (والأميركية والفرنسية أيضاً الى حد ما) موجودة ضمن رقعة جغرافية مُحددة، وتملك فيها علاقات مع القوى المحلية، على رأسها الوجود التركماني. كما عززت تركيا علاقاتها الاقتصادية مع روسيا، وتحديداً خط الغاز الروسي إلى أوروبا، بعيداً عن أوكرانيا. وأبرمت أنقرة صفقة سلاح مهمة تتضمن منظومة "أس 400" للدفاع الجوي. العلاقات التركية-الروسية باتت أعمق مما كانت عليه قبل سنتين.
وعلى عكس أميركا وتركيا،فإن إيران وقواتها وحلفاءها منتشرون في أكثر من منطقة، وليس وجودهم محصوراً في رُقعة جُغرافية واحدة، لذا فإن انسحابهم التدريجي لا يُخلّف فراغاً أمنياً كبيراً. وقد يُوفّر هذا المخرج "المُشرّف" للإيرانيين، عليهم ورطة تتسع رقعتها. وهذه رسالة تُحاول موسكو ايصالها الى طهران.
أندرو كوريبكو، أحد الخبراء الروس القريبين من الكرملين، كتب متوقعاً انسحاباً تدريجياً "ولكن مُشرّفاً" للحرس الثوري الإيراني و"حزب الله" من سوريا بعد مساهمتهم الأساسية في "تحريرها". المقال اللئيم والحنون في آن، ذكر أن بوتين، بضوء أخضر، حوّل الايرانيين وحلفاءهم إلى أهداف سهلة ومباحة للإسرائيليين في أنحاء سوريا، لذا فإن اعادة انتشارهم خارجها ستُساعدهم على التفكّر بمكافحة الصهيونية بشكل أفضل! حتى ذلك الحين، بحسب كوريبكو، "لن يُسمح للإيرانيين وحزب الله بأن يُقاتلوا اسرائيل حتى آخر سوري".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سيجرع خامنئي ايضا السم الزعاف
سيلوس العراقي ( 2018 / 5 / 21 - 12:50 )
مثلما تجرعها سلفه المقبور الخميني العفن على ايدي العراقيين البواسل
سيتجرع خامنئي سم الانسحاب الذليل من سوريا
ويعود القهقرى الى قم
وسيكون سم فشله على ايدي روسيا وترمب واسرائيل
سببا في تعجيل اجله الى بئس المصير
ولتتيتم فيديريكا موجيريني العفنة
ههه

ومن بعد تجرع السم ورحيله غير الماسوف عليه
ستضطرب الاحوال في ايران وينتفض الايرانيون وينقلبون على حكم الملالي
نأمل ان تسير الامور هكذا
وهي هكذا كما يبدو
لان الزرازير حين طار طائرها ظنت انها اضحت شواهينا
وهذا ينطبق على نزام الملالي العفن البائس

اخر الافلام

.. سائقة تفقد السيطرة على شاحنة وتتدلى من جسر بعد اصطدام سيارة


.. خطة إسرائيل بشأن -ممر نتساريم- تكشف عن مشروع لإعادة تشكيل غز




.. واشنطن: بدء تسليم المساعدات الإنسانية انطلاقاً من الرصيف الب


.. مراسل الجزيرة: استشهاد فلسطينيين اثنين بقصف إسرائيلي استهدف




.. وسائل إعلام إسرائيلية تناقش إرهاق وإجهاد الجنود وعودة حماس إ