الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


انتخابات أي انتخابات!

ثامر قلو

2018 / 5 / 21
مواضيع وابحاث سياسية


في الثاني عشر من أيار جرت الانتخابات البرلمانية في العراق بمشاركة مقبولة على الصعيد العالمي حيث قاربت الخمسين بالمئة أو على نحو قريب من هذه النسبة , وصار معلوما حدوث تطور نوعي في ألية اجراءها حيث تم فرزها بالعد الالكتروني الفوري وهذا الامر شكل سابقة في المنطقة وخصوصا بالنسبة للتجارب الانتخابية السابقة في العراق التي فرض العد والفرز اليدوي فيهم.
جرت الانتخابات , فخرجت لنا النتائج , ثم ماذا بعد؟.. السؤال أو الاسئلة التي يجب أن نطلقها نحن المواطنين , هل ولدت هذه الانتخابات جديدا ينتظره الشعب العراقي منذ تغيير النظام البائد في العام 2003 , هل حدث تغيير في مزاج الناخب العراقي وانبرى لاختيار قوى جديدة , أو أحزاب اخرى لم تلوث ايديهم بالتجارب السابقة ؟ أو حتى فكر هذا الناخب لبرهة أن يمنح صوته لتيار جديد , أقلها أن يجهض هذا الدوران المقيت في مزاجية الناخب الذي بات يعطي صوته في كل مرة لذات العناوين تحت أسماء أو مسميات مختلفة لكنهنم في الجوهر هم أنفسهم يتبنون الافكار والممارسات ذاتها , ولايختلفون الا بالصورة والشكل .
لعل الملفت بعض الشي في الانتخابات الاخيرة , كنس بعض الوجوه الفاسدة والطائفية التي مل الناس حتى من مشاهدتها , فعبروا بذلك عن أبلغ الدروس للقادمين الجدد للساحة السياسية لكي ياخذوا بالحسبان هموم الجماهير الذين انتخبوهم , فأين صار موفق الربيعي الذي ظل يتباهى سنين طويلة بالحبل الذي شنق صدام به ظنا انه السبيل الوحيد لنجاحه في كل انتخابات ,تاركا هو والاخرون من أمثاله هموم الناس اقتصاديا وأمنيا جانبا ونافخين في الوقت ذاته في أوزار النيران الطائفية , وماذا حل بالنجيفي الذي صار قزما فاحتل مكانته عن جدارة خالد العبيدي , اقلها لابتعاده عن النفس الطائفي بمشاركته في قائمة لاتمثل السنة بصريح العبارة كما درجت العادة عند أغلبهم ولاندرجه في خانة النزاهة لانه من الصعب بمكان تزكية شخص أي شخص أو سياسي دخل الساحة السياسية التنفيذية في العراق في السنين الاخيرة .
الاختراق الملفت الذي انتجته الانتخابات الاخيرة يمثل بالنجاح الذي حققته القوائم الشيعية في المناطق السنية حيث كما هو معروف أن قائمتي النصر والفتح احدثتا احتراقات في معظم المحافظات السنية , الامر الذي يمثل سابقة فاذا كانت نجاحات قائمة النصر مبررة في هذه المناطق لانها تمثل قائمة الحكومة العراقية بشخص الدكتور حيدر العبادي رئيس الوزراء , فكيف منحوا ثقتهم لقائمة الحشد الشعبي ؟ هل شعر الاهالي في هذه المحافظات بالعرفان لمشاركة الحشد الشعبي في تحرير منطاقهم من الاحتلال الاسلامي الداعشي , أم بسبب الظغوطات الممارسة بحقهم ربما , فان كان بسبب العرفان للحشد ودورهم فانها تشكل سابقة خطيرة , وتشكل البداية لتحرر أهل السنة من طائفيتهم , لكن السؤال الذي يجب طرحه , ألم يكن دور الجيش العراقي اكثر تأثيرا في تحرير محافظات السنة , الامر الذي يمنح قائمة النصر أفضلية لنيل ثقتهم باعتبار انها تمثل القائمة الحكومية في هذا المخاض الانتخابي !؟
أين أنتم ؟!
أين التيارات المدنية واليسارية في هذا المخاض الانتخابي؟ ما هي نتائجهم ؟ أليس من العار أن يدخلوا هذه الانتخابات تحت عشرات المسميات ؟ من المحال كسب النجاح بهذا التشتت فالتيارات المدنية الاساسية , تمدن والتحالف المدني الديمقراطي والحزب المدني وعشرات الالوف من الناخبين الذين يؤمنون بالمشروع المدني للدولة العراقية عزفوا عن منح أصواتهم للتيارات المدنية خوفا من هدرها بسبب قلة الحظوظ الناتج بسبب تشتتهم ولهاث قادة هذه التيارات المدنية وراء الحصول على لقب النائب الذي بات يدر ذهبا , ضاربين عرض الحائط المستقبل المشرق للتيارات المدنية في العراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تطبيق يتيح خدمة -أبناء بديلون- لكبار السن الوحيدين ! | كليك


.. تزايد الحديث عن النووي الإيراني بعد التصعيد الإسرائيلي-الإير




.. منظمة -فاو-: الحرب تهدد الموسم الزراعي في السودان و توسع رقع


.. أ ف ب: حماس ستسلم الإثنين في القاهرة ردها على مقترح الهدنة ا




.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يلاحقون ضيوف حفل عشاء مراسلي البيت ا