الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل إنتهت حرب الخليج ؟

غازي صابر

2018 / 5 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


هل إنتهت حرب الخليج ؟
كلنا نعتقد أن الحرب العراقية الإيرانية إنتهت يوم 8 أب 1988 ويومها هلل الشعب ورقص حزب البعث فرحاً بالنصروإشتعلت السماء برمي العيارات النارية .
ولأن الحرب قامت على أساس طائفي وقومي ولم تندلع بسبب نزاع على الحدود أو المياه أو أي قضية معلنة إخرى حتى أن صداماً أعلن أن هذه الحرب هي القادسية الثانية بين العرب والفرس وأن العراق هو حارس البوابة الشرقية للعرب وأن إيران تسعى لنشر أفكار الطائفة الشيعية في كل البلدان العربية والإسلامية ومن خلالها تسيطر على السلطة في هذه البلدان ولهذا ممكن القول أن هذه الحرب الملعونة توقفت في الثامن من أب 1988 لكنها لم تنته وإنما أخذت شكل أخر من الإقتتال فيما بعد .
وإستمر المعارضون لنظام صدام من الأحزاب الشيعية والتي تمكنت إيران من تسليحهم وتأسيس ما سمي بفيلق بدر من الإستمرارفي التسلل لداخل المدن العراقية على الحدود والقيام بأغتيال البعثيين بين فترة وإخرى حتى تفجرت إنتفاضة الجنوب بعد هزيمة الجيش العراقي في إحتلال الكويت تحت ضربات القوات الأمريكية ومن معها من البلدان العربية فدخلت أعداد من قوات بدرلمحافظات الجنوب لكنها هربت مرة إخرى لداخل إيران عندما إستعاد صدام زمام المبادرة عند توقف الأمريكان ومن معهم في الكويت إبان تحريرها وإرتكب أبشع الجرائم بحق المنتفضين من أبناء الجنوب وهرب البعض منهم لإيران وأخرون للسعودية .
في التاسع من نيسان 2003 سقط نظام صدام بيد الأمريكان وكانت فرصة لدخول المعارضة العراقية والتي تدربت وتسلحت من قبل إيران وهي تحمل نفس أفكار الخميني العقائدية في نشر أفكار الطائفة في كل البلدان العربية والإسلامية وهي تحمل السلاح والتوجيه من إيران وتمكنت من التحرك وسط الناس في المحافظات الجنوبية والوسطى وفي بغداد والسيطرة على كل شيئ بعد سقوط الدولة والحكومة ونهب كل ممتلكاتها مستفيدين من حل الجيش وقوى الأمن العراقية من قبل الأمريكان. .
أصبحت هذه القوى هي المهيمنة على مجريات كل الأمور وفي صياغة الدستور وفي الحكم وهي التي فازت بالأكثرية في أول إنتخابات وبدعم من مرجعية النجف ومرجعية إيران .
كان سقوط نظام صدام في 2003 سقوطاً للبوابة الشرقية من خطرالفرس ومن الشيعة والتي قال عنها صدام حسين أبان الحرب وكرد على هذا الهجوم وهذا التحول في حرب الخليج دخلت العراق مليشيات الطائفة الإخرى الوهابية وهي العدوة اللدوة للشيعة ومقرها السعودية ودول الخليج وتحت تسميات القاعدة أو الزرقاوي أو داعش أو أي مسمى أخر كان يقاتل تحت عباءة العداء والحقد على الشيعة وإيران ومن كل بقاع العالم وإنضمت لهذه التنظيمات من حزب الأخوان وبدعم من تركيا الإسلامية .
كل ما حدث يعني للعراق أن حرب الثمانيين لم تنته وإنما أخذت أشكال مختلفة وفي كل مرة تكون أكثر دموية وخراباً حتى وصلت لتمزيق وحدة و بنية المجتمع العراقي الى طوائف وقوميات وكل هذه التشكيلات مسلحة وتتقوى بدولة مجاورة أو دولية بعيدة ولأن هذا مزق بينة الدولة والحكومة والمجتمع فقد عم الخراب والإغتيالات والفساد والذي يحتاج لعقود حتى يعود المجتمع والدولة الى ما كانت عليه هذا في حال إنهاء الإقتتال الطائفي في المنطقة والذي تقوده إيران والسعودية ودول الخليج وتركيا وهناك دول تصب الزيت على هذه الحرب كلما هدأت النيران فيها ...
طالما بقي العداء بين البلدان الطائفية في المنطقة قائماً فلن ينعم العراق ولا أي دولة في المنطقة فيها طوائف وأعراق بالأمان والوفاق بين مكوناته .
ممكن تسمية حرب الخليج بين العراق وإيران قبل ثمانية وثلاثون عام وتطوراتها بحرب القرن في المنطقة ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. السودان الآن مع عماد حسن.. دعم صريح للجيش ومساندة خفية للدعم


.. رياض منصور: تغمرنا السعادة بمظاهرات الجامعات الأمريكية.. ماذ




.. استمرار موجة الاحتجاجات الطلابية المؤيدة لفلسطين في الجامعات


.. هدنة غزة.. ما هو مقترح إسرائيل الذي أشاد به بلينكن؟




.. مراسل الجزيرة: استشهاد طفلين بقصف إسرائيلي على مخيم الشابورة