الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اليسار في أزمة سرمدية، أم لايزال هناك أمل؟؟!!

دعد دريد ثابت

2018 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


من أكثر الحقبات التي حفرت في التاريخ أثراً وأثبتت إنسانية الإنسان هي حقبة الستينيات في القرن العشرين.
ففي كل أنحاء العالم، في أوربا، أمريكا، اليابان، أمريكا الجنوبية وغيرها، أنتفض الطلاب والشباب في مظاهرات مدنية تزامنت مع حركات وثورات تحررية في كوبا والكونغو، ضد الأنظمة الرأسمالية في بلدانها وعلى رأسهم أمريكا في عدوانها الغاشم في فيتنام ومجازرها المروعة وإستخدامها الأسلحة الممنوعة دولياً وتدمير البنية التحتية تماماً، لمجرد إعلان هذه الدولة الصغيرة إستقلالها من أذرع أخطبوط الرأسمالية.
وكان العنف والقسوة التي جوبه بها الطلاب من قبل شرطة ومخابرات بلادهم، لاتوصف في الضرب والغازات المسيلة للدموع وحتى القتل، بالرغم من تظاهراتهم المدنية السلمية، التي بالإضافة لمطالبتها بإنهاء العدوان في فيتنام، كانت تطالب بالعدل وأجوراً أفضل للعمال في بلادهم وحياة كريمة. هذه الشراسة تؤدي أما لإنكسار العزيمة، أو التحدي. والأخير هو ماأختاره هؤلاء الطلبة والشباب الرائعون.
ولاننسى حركات ومظاهرات الأفارقة الأمريكان ضد السياسة العنصرية في بلادهم، وضد الظلم والقتل واللا عدل الذي يعيشونه كل يوم.
وحتى كبار ومشهوري الأدب والفلسفة كبرتراند راسل، سارتر وسيمون دي بوفوار، دعوا لمحاكمة أمريكا دولياً، لمجازرها وإعتدائها على فيتنام ومقاضاتها دولياً على غرار محاكمة نورنبرغ بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية لجرائم النازية من مخابرات وضباط ضد الإنسانية في معتقلاتهم وأفرانهم بقتلهم وتعذيبهم وإمتهانهم للإنسانية بحق اليهود والمعارضين والغجر والمعوقين وغيرهم.
وطالب هؤلاء الأدباء وبشدة، أنه لايجوز للإنسانية بالسكوت عن جرائم دول لمجرد أنها الأقوى بحق شعوب تريد حقها في العدل وتقرير المصير، وكان الحكم قد قُرر بالذنب على امريكا.
وكانت لهذه المحاكمة صدىً إعلامياً وجماهيراً التأثير الأكبر على فنانين وأدباء من كل أنحاء العالم الغربي، في المشاركة بالإحتجاجات والتنديد بسياسة أمريكا وأذنابها القمعية الرأسمالية ومن بين الأشهر الرياضي اللامع محمد علي كلاي الذي رفض التجنيد والقتال في فيتنام، وعوقب على ذلك بسحب لقب البطولة العالمية في الملاكمة منه.
أستمرت الإحتجاجات وكانت كالنار في الهشيم، ولكنها بدأت بالإنتكاس بمقتل رموز التغيير والإصلاح لهذه الحركات، تشي غيفارا، لومومبا من الكنغو، رودي دوتشكا في برلين، مارتن لوثر كينغ، مالكوم إكس والأخوين كينيدي وغيرهم مع إلتفاف السرطان الرأسمالي الذي يختلف تماماً بعيقدته ومغزى وجوده، والذي يملك كل القوة لإمتلاكه المال والذي يعني السلطة والشرطة والجيش. هذه الحركات لم تكن سياسية وإنما فلسفية حالمة، ولهذا السبب فهي لم تؤثر على نظام عريق في رأسملته، بل ربما زادته قوة.
هذه اليقظة الشابة كانت نسمة، ولم تكن ريحاً عاتية تقتلع الأشجار من جذورها. وبالرغم من كل هذا، أثبتت لشباب تلك الفترة، أنهم يستطيعون فعل شئ والتغيير ممكن ونتانة العفونة من الممكن تخفيفها.
اليمين قوة وقحة، وربما من الضروري للقضاء عليه ان يجابه بوقاحة أكبر هي وقاحة البقاء الإنساني. على القوة الشبابية أن تتعلم من أخطاء الماضي وتضع إستراتيجيات حكيمة وللمدى البعيد، بعيدا عن رومانسيات الماضي ورموزها، بل بالمنطق الرأسمالي الذي يفهمه ولكن بعدل إنساني.
الخلطة عجيبة، ولكن بإعتقادي هي الطريقة الوحيدة لإيقاف أو إبطاء هذا الجنون المسعور
والذي لامحالة سيؤدي الى كوارث صغيرة والتي بدورها ستنتهي بالكارثة الأخيرة
أو ربما ماقبلها.
وكما قال كارل ماركس:
" الفقر لا يصنع ثورة وإنما وعي الفقر هو الذي يصنع الثورة ..
الطاغية مهمته أن يجعلك فقيراً وشيخ الطاغية مهمته أن يجعل وعيك غائباً "

آه منا فقط لو علمنا، أن الإنسان لو وعى لعلم أنه الرأسمال الوحيد في الحياة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الرئيس الروسي يؤدي اليمين الدستورية ويتعهد بوضع مصالح روسيا


.. مشاهد توثق لحظة إصابة صاروخ لمبنى بمستوطنة المطلة جنوب لبنان




.. 7 شهداء و14 مصابا في قصف إسرائيلي استهدف شقة سكنية في حي الز


.. الأردن يحذر من تداعيات اقتحام إسرائيل لمدينة رفح




.. أمريكا تفتح تحقيقا مع شركة بوينغ بعد اتهامها بالتزوير