الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق بين قبضتين

صافي الياسري

2018 / 5 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


العراق بين قبضتين
صافي الياسري
واقصد عراق ما بعد الانتخابات البرلمانية الاخيره ،حيث فرزت بضعة قوى متصارعة على كرسي رئاسة الوزارة الذي لن تحصل عليه الا الكتلة الاكبر والكتل الفائزة الاكبر اربع – كتلة الصدر – سائرون تليها كتلة الفتح – هادي العامري- تليها كتلة النصر – حيدر العبادي – تليها كتلتا المالكي والبارزاني ،والجميع يتبارون على حشد الاصوات البرلمانية الى جانب كتلهم او صف كتلهم في خندق الكتل المتقدمة للفوز بالكراسي المهمة في الوزارات والمناصب الفاعبة في توجيه سياسة البلد ،وحديثنا عن قبضتين هنا ،وان كان مكشوفا الا انه حتى اللحظة لم يحسم لاحداهما ،كتلة السيد الصدر وهي بالمركز الاول انتخابيا وحظوظها كبيرة في ان تكون نواة تلتم حولها كتل من الممكن ان تشكل الكتلة الاكبر اذا ما تحالفت مع النصر والاكراد ومجموعة الكتل الصغيرة التي ستجعلها في موقع قوى للتنافس على تشكيل الوزارة ،وبذلك يمكننا الحديث عن قبضة السيد الصدر دون حسم حتى يتبين الخيط الابيض من الاسود في تحالفاته ،ومن غير المتوقع ان يتحالف مع هادي العامري كما سبق ان لمح قادة ( سائرون ) مع انه التقى هادي العامري لكن دون ان يعلنا شيئا ،كذلك الامر بين الصدر والعبادي ،وهما المرجحان القويان للتحالف ،وتكرار السيد الصدر انه ينشد حكومة وطنية عراقية قرارها عراقي ،يعني بوضوح انه لن يكون في قائمة قاسم سليماني القبضة الاخرى التي تسعى للامساك بوسائل وخيوط نتيجة تشكيل الحكومة العراقية ،وسليماني حامل عدة القاب في العراق – فهو صانع الملوك ،وحامل الملف العراقي ،ومحرر العراق ،والحاكم بامره بادواته المسلحة وعصابات الحشد الولائي وقد خاض خلال الايام القليلة الماضية عدة حوارات مع الكتل الفائزة بنية تشكيل الكتلة الاكبر لتسمية رئيس الوزراء الذي يجب الا يخرج عن كونه عصفورا في القفص الايراني ،ولاضاءة المشهد في عذا الصراع بشكل اكثر تبيانا نقرأ هذا التقرير الذي تداولته اليوم صفحات الميديا الاجتماعية في العراق والبلدان العربية المهتة بالامر :

إنتصرت كتلة "سائرون" التي يقودها مقتدى الصدر في الإنتخابات النيابية في العراق حيث تصدرت كتلته لائحة الأحزاب الفائزة إنقسم الإعلام الإيراني حيال نتائج بالانتخابات النيابية في العراق إلى قسمين: الاصلاحيون يعزون فوز "سائرون" إلى موقفهم الرافض لإيران خلال الحملة الانتخابية خاصة بعد ان هدد علي اكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى خلال زيارته للعراق قبيل اجراء الانتخابات بأن إيران لن تسمح لقفز الليبراليين والشيوعيين الى السلطة في العراق في إشارة واضحة الى التيار الصدري المتكون من أحزاب واتجاهات عدة من بينهم الشيوعيون، ويلقي خبراء اصلاحيون باللائمة على ولايتي ويعتبرون انه خدم الصدريين بتدخله في الشؤون العراقية الداخلية.
وبالرغم من أن نتائج الإنتخابات العراقية تظهر فوزًا ساحقًا للمقربين أو المدعومين من قبل إيران إلا أن تصدر تيار مقتدى الصدر الذي يطالب بإنسحاب إيران من الأراضي العراقية له دلالاته ولهذا سارع الجنرال قاسم سليماني إلى بغداد في الأيام الأخيرة بغية التأثير على مسار تشكيل الحكومة.
ولا شك في أن سليماني يحاول إيصال نظيره العراقي هادي العامري قائد الحشد الشعبي إلى منصب رئاسة الوزراء إلا أن رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي أكثر حظاً منه نظراً لدعم المرجعية والكتل الأخرى وحتى أهل السنة وإيران وأمريكا، والأخيرتان تتفقان على منع الصدر من السلطة، فإن الولايات المتحدة لم تنس غزوات الصدر ضد قواتها العسكرية في العراق وإيران لم تعد تثق به خاصة بعد زيارته المفاجأة إلى السعودية ولقائه مع بن سلمان.
ويبدو أن تلك الزيارة كانت نقطة الفراق بين الصدر وإيران وهذا ما يظهر في موقف المحافظين الإيرانيين من الصدر بعد فوزه في الإنتخابات، فجريدة جوان المقربة من الحرس الثوري الإيراني اتخذت موقفا حادا تجاه الصدر، كتب عبد الله غنجي في العمود الافتتاحي يوم الخميس الماضي: "ان مقتدى الصدر، هو أحمدي نجاد العراق بجميع محاسنه وعيوبه وتناقضاته" ويعتبر غنجي ان "مقتدى يملك شخصية متناقضة يصعب معها إصدار أي حكم بحقه، إنه رمز الإفراط والتفريط ويفتقد إلى التوازن، مقتدى يرتدي زي رجل الدين ولكنه فجأة يظهر في قامة رجل قومي ويمد يد التحالف إلى الشيوعيين، إنه يتحدر من ثقافة حوزوية ولكنه يتهجم على مرجع شيعي. أقام فترة بمدينة قم وفجأة يظهر في الرياض والقاهرة وأربيل، إنه يعارض المرجع الأعلى في النجف المتمثل بالسيد السيستاني حتى يعتبر قوميا وفي الوقت نفسه يذهب إلى زيارة مراجع الشيعة في قم ويقبل أياديهم!".
ويستنتج الكاتب إلى ضرورة عدم إقصائه بالرغم من التناقضات التي تعاني شخصية الصدر منها فإنه في نهاية المطاف ليس عميلًا ولا يبيع وطنه وليس عدوا لإيران كما أنه ليس عدوًا للسعودية، إنه يريد أن يظهر بمظهر لاعب حر مستقل.
فهل تستعد إيران للعمل مع هذا اللاعب الحر أم تريد فرض إرادتها على السلطة السياسية في العراق؟ من المؤكد جدا أن لا يرضى قاسم سليماني بصعود نجم الصدر في سماء الحكومة العراقية وإنما الكلام في أنه هل يصر على رئاسة العامري أم يوافق على إئتلاف العامري مع العبادي؟ هل سيصعد الدخان الأبيض الحكومي من مدخنة غرفة الجنرال في بغداد أم أن الأمر متروك للعراقيين أنفسهم.
قال المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية الإيرانية قبل أيام أن قاسم سليماني يتواجد حاليًا في العراق ولكنه لا يعرف أسباب زيارته للعراق ولا يعلم ماذا يفعل الجنرال هناك؟؟ هل تصدقون هذا الكلام ؟؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تحذير دولي من كارثة إنسانية في مدينة الفاشر في السودان


.. أوكرانيا تنفذ أكبر هجوم بالمسيرات على مناطق روسية مختلفة




.. -نحن ممتنون لكم-.. سيناتور أسترالي يعلن دعم احتجاج الطلاب نص


.. ما قواعد المعركة التي رسخها الناطق باسم القسام في خطابه الأخ




.. صور أقمار صناعية تظهر تمهيد طرق إمداد لوجستي إسرائيلية لمعبر