الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ذكريات

كمال التاغوتي

2018 / 5 / 23
الادب والفن


سَألَهَــا عنْ أوَّلِ هدِيَّةٍ أهدتْهُ إيَّــاهَــا. أخْبَرَتْهُ أنَّهُ مَهْوُوسٌ بالأُغْنِيَــاتِ، فانْتَقَيْتُ لهُ شَرِيطًا اقتَنَيْتُهُ مِنْ محَلٍّ فَخْمٍ؛ عليْهِ أُغْنِيَةُ "انت عمري". سألَهَــا عن سببِ وفَاتِهِ. قالتْ إنّ أبَاهُ كان يُعانِي من دَاءٍ في الكِلَى، وحين سُجِنَ ورِفَاقَهُ سنةً كاملةً ساءَتْ حالُهُ، ولمْ يُمْهِلْهُ الموْتُ أكْثَرَ مِنْ سَنَتَيْنِ. سألَها عنْ أوّلِ

لِقَــاءٍ. أجابَتْهُ وكأنّها تَجُوبُ الزّمانَ:" دافَعَ يوْمَها عَنِّي بشَرَاسَةٍ. لكمَهُ شرطِيٌّ كان يعاكسُنِي كلما دخلتُ من باب الجامعةِ، فصفعهُ. أُمُّكَ كانتْ تُلْهِبُ الطلبةَ بخطاباتِها". قاطعها مبتسما: "وجمالِها". "لمْ تَكُنْ بيْنِي وبينَهُ صِلَةٌ، دافع عنِّي شهامةً. لقدْ عشِقْتُ تلْكَ النّخْوَةَ فيهِ، فبادَرْتُ وثابرْتُ حتّى أصبح قلبُهُ

لعينيَّ مستَقرًّا. لمْ يُغَيِّرْهُ زواجُنَــا، ظــلَّ صُلْبًا حرِيصًا على سُمْعَتِهِ مُؤْمِنًا بما شبَّ عليْهِ. دعَوْتُهُ إلى ضرورةِ النُّزُولِ أحيانا عمَّا نعتقِدُ؛ فالحياةُ العملِيَّةُ يا حبيبي ليستْ خلفَ أسوارِ الجامعةِ، لا بُدَّ من قَبُولِ ما لمْ نكُنْ نقْبَلُهُ. أبَى إلاَّ أنْ يُنغِّصَ عليَّ وعليْكَ، فاصطدَمَ بِرئِيسِهِ في العملِ وكان ما تعْرِفُ.

اكْتَشَفْتُ أنَّ العُمْرَ يَضِيعُ، ينسابُ كالرّمْلِ، يحْتَرِقُ كالحُلْمِ في تَنُّورِ الفَجْرِ". قاطعَها مرَّةً أُخْرَى:" فتخلَّصْتِ مِنْهُ". اتسعتْ عيناها اللّوزِيَّتَيْنِ دهْشَةً، فقال:" لا تعْجَبِي يا أُمُّ، فقدْ أخبَرَنِي بوعِيدِكِ". "أيُّ وَعِيدٍ؟" "إمَّــا أنْ يَقْبَلَ بالمَنْصِبِ المعروضِ عليْهِ وإمَّــا أنْ تَطْوِي عُمْرَكِ." "ولكِنِّي لم أنتَحِرْ". "بلَى

لقدْ فَعَلْتِهَــا يا أُمَّاهُ، مزَجْتِ دَواءَهُ بمادّةٍ سامَّةٍ". تركها تحدّقُ في الفَرَاغِ؛ ثمّ تناوَلَتْ هاتِفها الجَوّالَ فوجدتْ رسالَةً مِنْ نبِيل، زوجِها الآتِي: شكرا حبيبتي على هديتِكِ الجميلة، فأنا من عُشّاق أم كلثوم...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة