الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


معارك الجثث هي معارك لكسب الجماهير بأبشع الطرق البربرية

طه معروف

2006 / 3 / 20
الارهاب, الحرب والسلام


يعجزالمرءعن ايجاد عبارة مناسبة تعكس الوضع المأساوي العراقي بعد ثلاث سنوات من الحرب الامريكية والميليشيات الطائفية المتحالفة معها . ان الحرب التي دخلت العراق عبر البوابة العرقية والطائفية حولته الى ساحة لارتكاب مجازر بشرية مرعبة تكاد تهدد وجود الحياة والنسل البشري فإذا استمرت على هذه الوتيرة الطائفية سيكون الحديث عن استمرار الحياة وإدامتها في العراق امر مشكوك فيه وربما مبالغ فيه. فبعد ثلاثة سنوات بدات الحرب تدك كل ابواب الحياة وصار صيادوها من الطائفيين الاسلاميين والقوميين يقتنصون الانسان و يخوضون معاركهم باحدث الاساليب و ابشعها تدميرا باسم معارك الجثث . يبدو ان السياسة الامريكية اعطت ثمارها؛ فها هي حرب الجثث تشتد والثأر الطائفي يبلغ ذروته ولكن لتنهال على كل الاكاذيب والادعائات الباطلة حول العملية السياسية في العراق. ان إشتداد وتصعيد وتيرة معارك الجثث في العراق تقف وراءها امريكا بالدرجة الاولى وتليها الجمهورية الاسلامية الايرانية وقوى إقليمية اخرى لتصفية حساباتها السياسية في الساحة العراقية ولو فوق تلال من الجثث الهامدة واصبح الرهان حول استتاب الامن والاستقرار في العراق ورقة مربحة في أيدي الدول ذات العلاقة بسلطة الميليشيات في العراقوان تصريحات رئيس المجلس القومي الايراني علي لارجاني يوم الخميس حول استعداد الجمهورية الاسلامية للدخول في مفاوضات مع الولايات المتحدة بغية حل المشاكل التي يعاني منها العراق ،ولمساعدته على تشكيل حكومة مستقلة ،دليل حي على تورط الاسلاميين في ايران في إقامة هذه المجازر في العراق.
و لكن لحرب الميليشيات ما يبررها خصوصا بعد فشلها المطلق في كسب ود الجماهير و تحولها الى خانة الأعداء في نظر الاغلبية الساحقة من الجماهير جراء اعمالها الهمجية من القتل والأغتيالات وسرقة الأموال والاعتداء السافرعلى المرأة و على ابسط الحريات والقيم الانسانية . إن ظاهرة الإقتتال الطائفي لزرع بذور الفتنة الطائفية هي الوسيلة الوحيدة لارعاب الجماهير بغية إجبارها على الخضوع لسياساتها ومشاريعها الطائفية على حساب انتزاع هويتها الانسانية .ان معارك الجثث هي في الحقيقة معارك لكسب الجماهير بأبشع الطرق البربرية تتجاوز في دمويتها اساليب الحكومة البعثية المتراكمة خلال 35سنة من سلطتها القمعية في العراق .
تمكنت الميليشيات الطائفية من تصديع اسس العلاقات الانسانية بين الجماهير ولكنها فشلت لحد الآن في تدميرها والدليل على ذلك هو كونها محصورة حتى الان في " الغيتوات" الطائفية الضيقة ولم تتحول الى حرب اهلية شاملة كما تحولت في رواندا والبلقان رغم التدخلات القوية من جانب الدول الاقليمية وخصوصا الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تحاول جاهدة ان تدفع بالجماهير العراقية نحو الحرب الاهلية لتحقيق اهدافها الشريرة وغير الانسانية . ومن جانب آخر بدأ ت أمريكا والدول الغربية جميعا بقرع طبول هذه الحرب الرجعية من موقع ومكانة الميليشيات المسلحة لتشويش الموقف الجماهيري الرافض لها. ففي حين تحاول امريكا ان تضفي على هذه الميليشيات الطابع والصفة الجماهيرية، فان الجماهير رغم معاناتها ومحنتها القاسية تنبذ هذه الميليشيات وحربها الرجعية وترفض السير وراء شعاراتها. إن موقف الجماهير من الإقتتال الطائفي تدحض كذب إلادعائات حول مشاركتها بصورة طوعية في العملية السياسية والمهزلة الانتخابية الامريكية وقوى السيناريو الاسود من القوميين والاسلاميين . ان الميليشيات المسلحة بحكم طبيعتها الاجرامية لن تتحول الى حركة جماهيرية لإنها تعادي من الصميم المطالب الجماهيرية السياسية والاجتماعية والثقافية ولكن وجود الاحتلال الامريكي تغذيها وتمنحها الفرصة للتحدث باسم الجماهير كما هو حال ميليشا حزب الله في لبنان الذي يتاجر بالاحتلال الاسرائيلي .وبالنسبة لميليشيات البيشمركة التابعة للأحزاب القومية الكردية التي تتسلط على الامور السياسية في كردستان و التي تعتاش كالطفيليات على القضية الكردية المعلقة تحولت تماما الى أداة قمع ووسيلة للإقتتال الداخلي بأيدي الأحزاب القومية الكردية حيث حولت اماكن عمل ومحلات سكن الجماهير الى ساحات اقتتال لأكثر من اربعة سنوات وبالامس ارتكبت جريمة إطلاق النار على المحتجين من سكان حلبجة في ذكرى فاجعة القصف الكيميائي لحماية مسؤولي الفساد الأداري في كردستان الذين إعترض المحتجين على حظورهم في هذه الذكرى المؤلمة .
إن إشتداد وتصعيد القتال الطائفي الأخير ومعارك الجثث يهدف الى حسم الموقف الجماهيري الرافض للطائفية لها و ردم الهوة الفاصلة بين الاحزاب الطائفية وبينها بعدما فشلت في كسب الجماهير عن طريق شعاراتها الاسلامية وطقوسها ومناسباتها الدينية وبدأت الجماهير في بعض المناطق الملتهبة بتشكيل فرق مسلحة من صفوفها لتجنب شر هذه الميليشيات الطائفية وتحاول منظمة حرية العراق كطليعة ثورية ناشئة للجماهيرتحقيق حياة طبيعية يسودها الامن وتشكيل الفرق المسلحة تحت اسم (جيش ألأمان) للمحافطة على ارواح الجماهير ولتوفير الأمن والأمان لها في خطوة بناءة لتسليح الجماهير ولدرء خطر حرب هذه العصابات الأجرامية الطائفية المعادية للتحظر والتمدن و من اجل العيش بسلام في الظرف الراهن.
طه معروف
19-3-2006








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تبدو كالقطن ولكن تقفز عند لمسها.. ما هذه الكائنات التي أدهشت


.. أصوات من غزة| سكان مخيم جباليا يعانون بسبب تكرار النزوح إلى




.. يحيى سريع: نجحنا حتى الآن في إسقاط 5 مسيرات أمريكية من نوع ط


.. بدء مراسم تشييع الرئيس الإيراني في مدينة تبريز عاصمة محافظة




.. تحذير من حقن التخسيس لأصحاب هذا المرض