الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


خدام صديقا للشعب الكردي ...هزلت!!!

عصام حوج

2006 / 3 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


إذا كانت الإثارة والمفاجأات من ميزات الظرف السياسي الراهن , فإنها لدينا نحن الكرد ذو طعم خاص ونكهة خاصة , تدعو إلى الضحك لدرجة القهقهة أحيانا , والبكاء إلى حد العويل , أحيانا أخرى , ومن آخر مفاجأاتنا نحن أبناء الجن كما يسموننا , هو ماحدث في مؤتمر واشنطن لدعم الحقوق الإنسانية والقومية للشعب الكردي , أقول ماحدث , لان المؤتمر بحد ذاته , مكان انعقاده وتوقيته , والجهة الراعية له , ليست مفاجأة في مرحلة يكاد البعض يجعل من البيت الأبيض كعبة الديمقراطية ,لدرجة التفكير بتعليق صور جورج بوش في بيوتنا بدل تمثال كاوا , وسماع أغاني مادونا بدل شفان , وحفظ إبداعات غوبلز ورامسفيلد عوضا عن قصائد جكرخوين وشيركو بيكس .... ومن يعترض على ذلك فهو ذو فكر شمولي , عميل السلطة , متخلف, إرهابي ,ملعون الأبوين .... وبالعودة إلى ماحدث في مؤتمر واشنطن واقصد تحديدا قراءة الأستاذ صلاح بدر الدين لرسالة الديكتاتور سابقا والديمقراطي حاليا السيد عبد الحليم خدام ( لقب السيد نكاية بالأطرش طبعا ) في المؤتمر , والذي يبث فيه لواعج نفسه الرقيقة,وعواطفه النبيلة تجاه الشعب الكردي . ولمن لايعنون بحفظ الأسماء نقول صلاح بدر الدين سياسي كردي مخضرم وماركسي لينيني سابق, وعدو أول للامبريالية والصهيونية كما كان يقدم لنا على مدى عقود من الزمن , وكانت المنح الدراسية من الدول الاشتراكية السابقة متوفرة لديه أكثر من بعض الأحزاب الشيوعية , وانتقل مع من انتقل إلى مواقع ومواقف أخرى .... كل ذلك بات من الأمور شبه المألوفة , بقوة الأمر الواقع في مرحلة خلط الأوراق وضياع المقاييس ,أما ماهو غير مألوف هي محاولة تسويق خدام كرديا , بعد أن سوق طائفيا اثر لقاءه البيانوني , وفتوى هذا الاخيرعن إمكانية توبة خدام عما اقترفه من مثالب إثناء وجوده في الصف الأول من السلطة, لقبوله في صفوف المعارضة ,وكأن هناك من يريد رسم لوحة محاصصة طائفية عرقية في سوريا محاكيا النموذج العراقي .... وإذا افترضنا حسن النية وقلنا إن هذه قناعات هذه الفئة من القوم , فان ما نتمناه هو ألا يفعلوا ذلك تحت ستار الديمقراطية وحقوق الإنسان , والتباكي على ضحايا أحداث حماة , والقامشلي... فالديمقراطية تتناقض على طول الخط مع الانقسام الطائفي والقومي ومبدأ المواطنة , اللهم إلا إذا كانت ستارا لاستراتيجيات أخرى بدأنا نجد ملامحها في العراق , نقصد استراتيجيات التفتيت , وإذا كنا نجد في العراق بداية المأساة , فإنها ستتجلى في الظرف السوري كمسخرة بكل تأكيد لعوامل واعتبارات ليس الآن مجال بحثها
إن الصراع الدائر في سورية اليوم لم يكن يوما ما ولن يكون صراع قومي ,أو ديني ,أو مذهبي, ومن يريد إن يقدمه بهذه الصيغة إنما يريد التغطية على جوهر الصراع , الذي هو صراع بين الناهب والمنهوب , بين القامع والمقموع , بين الوطني واللاوطني, وبالتالي فالعمل وفق منطق البيزنس الطائفي والقومي , لايمثل إلا مصالح تلك النخب السياسية والثقافية التي تتكأ أصلا على ما نتج عن التطور المشوه للواقع الاقتصادي والاجتماعي ومستوى الديمقراطية في البلاد جراء السياسات المتبعة من قبل السلطة على مدى عقود , والتي أحيت كتحصيل حاصل تلك البنى الاجتماعية التقليدية ( المذهب , الطائفة , والقبيلة والعشيرة , والتعصب القومي ), باتجاه قوننتها , فالديمقراطية المزعومة هذه هي استكمال لمشروع نتج عن جوانب من سياسات السلطة أصلا ,وفي هذه الحالة هي موضوعيا تصب في ذات الاتجاه , وليست قطيعة معه , والمواطن السوري لايهمه اسم الناهب والمستبد, ودينه ,وقوميته, ومذهبه بقدر ما يهمه تغيير الواقع باتجاه تأمين كرامته, وأي تغيير اذا اخذ مثل ذاك المنحى يمكن أن يسمى بأي اسم إلا اسم التغيير الديمقراطي بل هو استبداد من طراز آخر يستعيض عن الكرباج بالفيتو الطائفي , الذي سينتج موضوعيا نقيضه أي فيتو الطائفة الأخرى لتنتج في المحصلة تجاذبات طائفوية أو قوموية , يضع الكل الطائفي والقومي بمواجهة الكل الآخر وهذا ما يتناقض مع المنطق , والعقل فبين أبناء كل جماعة قومية او دينية او طائفية من استبد ,ومن نهب بطريقته ووفق مصالحه والأمثلة أكثر من أن تذكر في هذا السياق.
إننا نعتقد إن الكرد السوريين كما كانوا ضحية السياسة الاقتصادية الاجتماعية وما نتج عنها من بطالة وفقر وقهر مثل أغلبية الشعب السوري كحالة سورية عامة,وسياسات التمييز القومي, وإنكار الوجود كحالة خاصة ,فانهم في نفس الوقت ضحايا بعض النخب السياسية الكردية المأزومة , وبعض النخب الثقافية التي فشلت في المجال الإبداعي وانتقلت إلى الحقل السياسي وبدافع مصالح آنية مفترضة أو على الأقل قراءة خاطئة للوحة السياسية الراهنة إلى مواقف ومواقع تدفع الشعب الكردي إلى منزلقات خطيرة تؤثر على علاقته مع شركاء الوطن والتاريخ والجغرافيا
لقد أكد غالبية الكرد السوريين , - ولا أقول الكل- على انتماءه الوطني السوري , وساهموا مثل غيرهم من أبناء سورية في معارك النضال الوطني والاف الشهداء الكرد منذ معارك الاستقلال وضد الأحلاف وحرب 48 وحرب 67 وحرب تشرين وحرب لبنان أدلة دامغة على ذلك , وهم الرد الواقعي على كل ماأبدعه العقل الشوفيني السلطوي على مدى عقود من اتهامهم بالانفصالية بلغة تعميمية منافقة , وإذا كان سلوك هذا العقل الشوفيني مفهوما , فان ماهو غير مفهوم هو سلوك بعض النخب الكردية وبالأخص تلك التي ظهرت بعد الاحتلال الأمريكي في العراق , و تناسلت بعد أحداث القامشلي بين الجاليات الكردية في الدول الغربية , وباتوا يتحدثون باسم الكرد السوريين ويحاولون الدوس على ذلك الارث أي انهم في المحصلة يعملون موضوعيا على اثبات ما عجزت عن اثباته العقلية الشوفينية في السلطة , ليس عن طريق الجلوس بين احضان البنتاغون فقط , بل بتسويق ذلك النوع من المعارضة التي تتباهى بالتغيير بمباركة أمريكية أو ما يصب باتجاه تنفيذ المشروع الأمريكي على اقل تقدير .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد الحالة الرابعة لنزع حجاب المتظاهرات.. هل تتعمده الشرطة ا


.. استشهاد طفلين وإصابة آخرين إثر غارة إسرائيلية استهدفت منزلا




.. طلاب جامعة بيرزيت يطردون السفير الألماني من المتحف الفلسطيني


.. نتنياهو: سنواصل الحرب حتى تحقيق أهدافها كافة بما في ذلك تنفي




.. باتيل: إذا لزم الأمر سنحاسب مرتكبي الجرائم بقطاع غزة