الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل هو اغتيال جديد لسوريا .؟؟
ميشيل زهرة
2018 / 5 / 26مواضيع وابحاث سياسية
عندما أولغت الحرب في دماء شعوبنا السورية ، و الأيادي القذرة ، تلوثت بتلك الدماء الذكية ، و قبل أن تخرج الناس من الخنادق ، و هي تحمل عدة قتلها و قتالها ، و من خلال مشاهدة برك الدم ، و الجثث المتناثرة على كل بقاع الوطن ..تفتق الوعي السوري عن تساؤلات عميقة ، و شك ، بكل ما هو قائم ، على أمل أن تتراجع العواطف ، و يعود كل شيء هادئا ، ليجسد السوري ما توصل إليه من قناعات جميلة ، على أرض الواقع ، ليست في صالح من حولوا مجرى الحدث من مطالب محقة ، مفتوحة على احتمال أن تتحول إلى ثورة ، لولا سقوط طليعة الحراك في حضن المشايخ ..! فهناك ، من المتصارعين ، وهم من أولاد الفلاحين غالبا ، من توصل إلى قناعة : إن هذه الدماء التي سالت ، لا مصلحة لي بها أنا من أمسك السلاح و أقتل أخي في الوطن ، تحت أي ذريعة كانت ، من أجل مصلحة تجار الحروب الذين لا يعنيهم الوطن ، أو الله الذي نحارب تحت رايته ، فالثورات يمكن أن تقوم بلا دماء ..و هي ثورات الوعي ، عندما ندرك نحن أولاد الفلاحين : إننا نحارب بعضنا لنحمي الأقطاعي الذي يضطهدنا معا ..! و لكن ما يحدث على مساحة الوطن و إعلامه ، قبل رمي السلاح و الخروج من الخنادق ، أن ثمة من يغتال هذا الوعي الوليد عند من سفكوا دماء بعضهم ، الذين صارو وقودا لقطار الحرب ، ليحولوه إلى طاقة حقد جديدة ، بتحريض مقصود ، و متعمد ، في إيقاظ الديني مرة أخرى تحت مسميات جديدة ( موالية للوطن ) كما تدعي . و أمام عيون من يبالغون في وطنيتهم . و ما هذا إلا للقضاء على المكتسبات ، العقلية التي أنضجها الدم ، للمغرر بهم من هذه الطبقة المسحوقة بكل شرائحها الطائفية المتصارعة من أجل الأميرين : الديني ، و السياسي المتعاونين على اغتيال وعي هذه الشرائح ..و التي اكتشفت ذاتها في المعركة .
في المعارك ، كثيرا ما يتوصل المقاتل إلى اكتشافات جديدة ، فيكتشف ذاته ، ومن يقوده إلى حتفه ..فيبدأ بالتغيير في ذاته أولا ، ليترجم هذا التغيير إلى سلوك في الواقع ..
عندما كنت أراقب مفردات الخطاب عند المعارض المسلح ، و عند الموالي المسلح ، كانت في قمة الثأرية و الانتقام . تقودها عاطفة عمياء غير واعية لما يحدث ..و لكن بعد فترة تغيرت هذه المفردات ، بعد أن شبع البصر من مشهد الدم ..و الأذن ، من كذب من يؤجج العاطفة . لذلك ، بدأت عملية الشك ، و هي بوابة العقل السليم ..فهل هناك من يتعمد إغلاق هذه النافذة في العقلية السورية ، الآونة ، عند الموالي و المعارض معا ، لا عبا على الوتر ذاته ، و العواطف ذاتها التي كانت الوقود الذي أجج المعركة ، و أرهق الطاقة الشبابية السورية ، و قتل منها الكثير ، ناهيك عن خسارة من رحل عن الوطن .؟؟ و هل سيبقى الحكم العربي في سوريا ، كما في باقي البلدان العربية ، حكما خليفيا ، كتوأم سيامي يلتصق فيه الديني مع السياسي ، ليعيد ذات المشهد الذي أحبط العقل ، و الإنسان و الوطن طيلة زمن القومجية و أحزابها التي خرجت من سروال الأمير الديني .؟؟
سننتظر الدستور الجديد للبلد ..لعله يجيب عن تساؤلات ترقص على صفيح ملتهب .!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. حماس وإسرائيل.. محادثات الفرصة الأخيرة | #غرفة_الأخبار
.. -نيويورك تايمز-: بايدن قد ينظر في تقييد بعض مبيعات الأسلحة ل
.. الاجتماع التشاوري العربي في الرياض يطالب بوقف فوري لإطلاق ال
.. منظومة -باتريوت- الأميركية.. لماذا كل هذا الإلحاح الأوكراني
.. ?وفد أمني عراقي يبدأ التحقيقات لكشف ملابسات الهجوم على حقل -