الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القول المفيد في جرائم -تركي والخطيب- ..الأزمة في السياسة

سيد طنطاوي
(Sayed Tantawy)

2018 / 5 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


منذ يناير 2011 وبعد مرور 7 سنوات على انطلاق الثورة، تستمر عمليات التطهير، وسقوط الأقنعة، إذ كانت جماهير يناير –وليس الأهلاوية فقط- على موعدٍ مع سقوط "أسطورة الخطيب" المزيفة.
احتراق الخطيب، ليس شأنًا أهلاويًا خالصًا كما يحاول البعض أن يصنفه، بل شأن عام يخص جماهير الأهلي والزمالك والإسماعيلي والمنصورة والمحلة، "واللي ملهمش فيها"، لأن الأمر سياسي قبل أن يكون رياضيًا، وإن سقط "بيبو" في الجزيرة، تهتز أركان "ضاضا" في ميت عقبة.
من البداية.. لم ينجح الخطيب أمام المرشح الآخر المهندس محمود طاهر لأنه الأقوى، بل لأنه كان مقررًا له النجاح، وكان مقررًا أيضًا، وجود تركي آل الشيخ.
انتساب "تركي" للأهلي، جاء بقرار سياسي، لأن المملكة تريد إصلاح صورتها العامة لدى المصريين، والتي وصلت في السنوات الأخيرة إلى مرحلة سيئة، فبعيدًا عن العلاقة التي تبدو جيدة على المستوى الرسمي، هناك كراهية موجودة ضد المملكة بسبب قضية المحامي أحمد الجيزاوي وجزيرتي "تيران وصنافير" والضغوط التي مارسها آل سعود على مصر، وهو ما جعل المصريون ينظرون للمملكة بعين الغضب.
أدرك آل سعود أن عليهم أن يُمارسوا تطبيعًا يعيدون به العلاقات الشعبية التي افتقدوها بعد تراجع سيطرة السلفيين -أتباعهم- على نصاب الأمور بالشارع المصري، والكراهية الواضحة من الجميع لهم، ولم تجد السعودية سبيلًا لذلك إلا بالتسلسل عبر كرة القدم وهي اللعبة الأكثر جماهيرية في شوارع المحروسة ومن هنا كانت عملية زرع العميل "تركي آل الشيخ في الكرة المصرية، خاصة بعد تغيير السفير السعودي السابق في القاهرة أحمد القطان الذي بلغ الغضب ضده مداه، حتى وصل الأمر إلى تأديب الدكتور أحمد السيد النجار الخبير الاقتصادي ورئيس مجلس إدارة الأهرام سابقًا له، في أحد الجلسات ذات المستوى الرفيع.
أيضًا لا يغيب عن المشهد ما قاله "تركي" قبل أشهر: "مصر قادرة على استضافة كأس العالم وستكون جاهزة خلال الخمس سنوات القادمة، في حال نجحت خطة العمل التي سأضعها مع أخي معالي الوزير خالد عبدالعزيز وأخي هاني أبو ريدة رئيس اتحاد كرة القدم"، إذن الرجل سبق الجميع وتحدث وكأنه رجل الدولة المصرية، ومسئول الرياضة فيها، فقد أخذ القرار وسيضع الخطة.
اختيار "تركي" كان اختيارًا مثاليًا من وجهة نظر من زرعوه، إذ أدركوا –يقينًا- أنه رجل يليق بالخطيب لا بالأهلي، بالدليل الدعم الانتخابي له بقيمة 4 ملايين جنيه، ثم الطامة الكُبرى بطلب مليون جنيه إضافي، وكأن المليون جنيه رقم يصنع الفارق مع الخطيب أو هكذا أوهمونا.
بعد نجاح "بيبو"، بدأت الأمور، بتطبيل متبادل بين "الرسمي والشرفي"، لكن كان واضحًا أن "تركي" لم يُدرك أن الرئاسة الشرفية تشريفًا له لا للأهلي، لذلك أخذت الأمور منحنى الصراعات المكتومة بين المجلس و"تركي" الذي صدق نفسه أنه رئيسًا بالفعل، ونسى أن دوره المرسوم مسبقًا هو التطبيع، فظهر وكأنه "مُراهق سوشيال ميديا" يحتاج "نبطشي أفراح" يقدمه كلما تحرك، بدليل غضبه وثورته في تصريحاته مع عمرو أديب أنه لم يُذكر دوره في صفقة صلاح محسن المُنتقل من نادي انبي بـ42 مليون جنيه.
مرة أخرى تجددت خطايا تركي حينما أعلن عن نيته التعاقد مع مدير فني أجنبي، وبذلك يفضح المؤامرة التي حِيكت في الغُرف المُغلقة للإطاحة بالمدير الفني حسام البدري، ثم كانت الطامة الكبرى بتحويل وجهة المدير الفني الأرجنتيني "دياز" من الأهلي إلى اتحاد جدة السعودي.
في ذلك الوقت، تتصاعد ثورة أهلاوية ضد مندوب آل سعود في الأندية، وسبقتها ثورة بيضاء من جماهير الزمالك بأن رفضوا أن يكون رئيسًا شرفيًا لناديهم، ليدرك الرجل أن الأمر كما السياسة، على المستوى الرسمي هناك نفاقًا لآل سعود أما على المستوى الشعبي -وهو المقياس الحقيقي- فلا أحد يطيقهم.
تحويل وجهة الأرجنتيني "دياز"، وتسمية الأهلي -الأقدم من نشأة المملكة- بأحد الأندية جعل الجماهير الأهلاوية تنتفض ليعلن مجلس إدارة الأهلي عن اجتماعٍ، ليفطن هنا "تركي" أن الأمر بشأنه هو، ليخرج يعتذر عن الرئاسة الشرفية، ليرد المجلس بإلغاء اجتماعه بعدما انتهت المعركة من دون نقطة حبرٍ واحدة.
خرج "تركي" ببيان فاضحٍ، يدينه ويُدين الخطيب ومجلسه، يكشف فيه عن كثيرٍ مما جرى، لكنه سقط بين سطوره في العديد من التناقضات والأكاذيب، إذ يقول الشيء وينفيه، فلم يخرج "مُراهق السوشيال ميديا" من دائرة الفتنة باللايك والشير فأصدر بيانًا حمل رقم 1 يقول فيه أنه سيُصدر بيانًا، وبعيدًا عن أنه فسر الماء بالماء، فإنه بدا وقد أصابته نار الفشل، فأخذ يصرخ على طريقة الجاهلية التي نشأ عليها ويقول: "أعطني شعلة نار".
تحدث البيان بصيغتين، الأولى وكأن البيان منه شخصيًا فقال: بدأت القصة برغبتي في دعم النادي الأهلي، ثم عاد وقال: "كانت البداية من الانتخابات حيث تم التواصل من معاليه مع الخطيب وطاهر"، فهل هو الذي كتب البيان أم كتبه له أحد؟، فالصياغة من بدايتها مضطربة نتيجة الصراع الداخلي الناتج عن الفشل.
البيان كاشفًا لانبطاح الخطيب، ليس أمام "تركي" بل أمام الفلوس، بدليل طلبه لمليون جنيه إضافي لمجرد أن استطلاعات الرأي قالت إن هناك تقدم لـ"طاهر" عليه، وهو ما لم يحدث أبدًا طوال فترة الانتخابات، إذ كان تقدم الخطيب واضحًا للجميع.
كلما استرسل في الكلام فضح نفسه، فقال: "غردت في تويتر لدعم الخطيب وطلبت تويتة من وزير الرياضة الإماراتي، وكأن الناخبون ستحركهم تويتات لأشخاص لا يعرفونهم من قبل، فلو لم يرتبط "تركي" بالأهلي لم يكن ليعرفه أحد.
يقول: "عرضت عليه –أي الخطيب- تصاميم مبدئية لفكرة الاستاد ومشروع القرن الذي عملت عليه لمدة شهر لتحقيق حلم الخطيب وجمهور النادي الأهلي" وهنا قدم الخطيب على جمهور الأهلي لأنه يعلم يقينًا أن "شوال الرز" -كما عَرَفَ نفسه- يليق بـ"الخطيب" لا بالجماهير".
أضاف: "غادرت أنا والخطيب إلى مصر للاجتماع مع الرئيس عبدالفتاح السيسي لعرض المشروع"، وهنا السؤال: هل كل نادٍ يحتاج قرارًا سياديًا أو أخذ رأي رئيس لبناء إنشاءاته؟ الإجابة بالطبع لا، وهنا يتضح أن علاقة "تركي" والخطيب تمت بترتيبات من جهات تريد لـ"تركي" أن يسيطر، وكل ما قيل من كلمات غزل وحب بينهما، لم تكن إلا مقدمة للفراش.
أما الحديث عن التعاقد مع "الشناوي" ثم إلغاء الصفقة فهذا أمر طبيعي، إذ أن انتقالات اللاعبين في مصر لا تتم بالأمر كما في صحاري آل سعود، بل هناك تنافس فليس لدينا شيخ أو أمير لنقدسه، وفي أزمة عبدالله السعيد وأحمد فتحي فالطبيعي أن يكون التجديد من الإدارة، وليس منه إذ أنه ارتضى لنفسه أن يكون "شوال رز"، فيما كان منع الإدارة من تواصل اللاعبين مع "تركي" أمرًا طبيعيًا، فإذا لم يحترما إدارة النادي –بمساوئها- فعليهما الرحيل سواء ارتضت الجماهير أو غضبت، وهذه قواعد الاحتراف.
الخطيب معروف لدى الجميع بأن موهبته خارج عالم الساحرة المستديرة، هي فن صناعة المؤامرات، ويبلغ مهارته فيها أنه من عظمة مؤامراته أنه لا يوجد مؤامرة من الأساس، وهذا ما فعله مع حسام البدري الذي رغم جرائمه الكروية يبقى الأفضل بلغة الأرقام التي لا تكذب ولا تتجمل.
"تركي" لم يعرف منطقية الحديث، إذ كان كلامه أن إعارة 5 لاعبين من الأهلي، للدوري السعودي فيه شيء من المنِّ والسلوى، والحقيقة أنه أفاد أنديته في السعودية بلاعبين أساسيين أي أنه استفاد أكثر من الأهلي إذ حصل على خدمات مؤمن زكريا صالح جمعة وأحمد الشيخ وحسين السيد وعمرو بركات، وهم من القوام الأساسي للفريق وبالتالي حديثه عن أن إعارتهم تمت بفضله وأن هذا لمصلحة الأهلي نوع جنون، فهم لم يكونوا عالة على الفريق، بل هم لاعبين يمكن تسويقهم في دقائق.
حديثه المقتضب عن عدم حضور العامري فاروق لجلسة تجديد "فتحي"، رغم أنهما موجودان في نفس المنزل، فيه الكثير من الغموض، فلماذا لم يتقابلا؟ بالطبع هناك ما خاف أن يذكره عن علاقته بالعامري فاروق، خاصة أنه تحدث في مرحلةٍ أخرى عن الغيرة الموجودة بين الخطيب والعامري، وقال أيضًا في بيانه: "في اليوم قبل الأخير لي في القاهرة وأثناء غدائي بأحد المطاعم القريبة من جاردن سيتي شفت بالصدفة وأنا خارج من المطعم نائب رئيس النادي العامري فاروق أمام منزله فتوقفت للسلام عليه وأصر علي الدخول وشرب الشاي وبعدها مشينا سيرا على الأقدام لجولة في جارن سيتي ثم ذهبت للمنزل وغادرت مصر ولدي تحفظ كبير تجاه مجلس إدارة النادي الأهلي وعلى رأسهم بيبو"، الواضح هنا أنه كان هناك تجنيد للعامري فاروق بدليل صياغة الكلام بأنهما التقيا صدفة على طريقة "أنا كنت معدية فقلت آخد الجمعية"، وكيف لمسئول سعودي على درجة وزير "يتمشى" على حد تعبيره في الشوارع خاصة أن لهم احتياطات أمنية يعلمها الجميع، وهناك محاذير عليهم، وعلى تحركاتهم.
قال أيضًا بعد التمشية مع العامري: غادرت مصر ولدي تحفظ كبير تجاه مجلس إدارة النادي الأهلي وعلى رأسهم بيبو، فما الحديث الذي دار ولم يعجبه فيه رد العامري فاروق، ليكون هناك تحفظ.
"تركي" لم يعرف الفرق بين الدعم والاستثمار، إذ أنه أراد أن يكون متحكمًا في المشهد بالوجاهة وهو ما يرفضه بيبو، إذ أن الصورة المقدسة -ولو بالتزييف- هي كل ما صنعه الخطيب ويملكه ليصبح رئيسًا للنادي، ومن ثم لن يسمح لـ"تركي" أن يزاحمه فيها.
لماذا غضب من إلغاء مباراة فالنسيا؟، واعتبر أن إقامة مباراة لاعتزال "غالي" مع أياكس امستردام جريمة في حقه، هل فالنسيا نادي ملك لنجل شقيقته؟، أم يعتزم ضمه لأندية بلاده؟، بقى له أن يقول لا تسمحوا للاعبين بالإفطار إلا بعدما أطلق الصافرة من "جدة".
في مسألة المدرب الأرجنتيني "دياز" قال إن الأهلي هو الذي رفضه، وأنه كوزير للرياضة في السعودية من حقه أن يفضل الأندية السعودية وهذا أمر طبيعي ومقبول، لكن الحقيقة أن "شوال الرز" كذاب، وذلك بالدليل من صفحته ذاتها التي أصدر فيها بياناته ولا يتوقف عن "الهبد" فيها.
أقر "تركي" أن الأهلي تفاوض مع "دياز" وكان يُفترض أن يحضر إلى القاهرة، ثم عاد ليقول في إحدى الفضائيات: "نواف المقيرن رئيس اتحاد جدة هو من طلب تعيين "دياز" مديرًا فنيًا لفريقه، رغم أنه كان قريبًا من تدريب فريق عربي آخر بدعم مني، فقلت الفرق السعودية أولى"، إذن الأهلي لم يرفض، بل هو الذي غير وجهته من "أم الدنيا" إلى المملكة.
أيضًا، "شوال الرز" ذاته، قال على صفحته بـ"فيسبوك" يوم 14 مارس الماضي: "أوقفت تعاقد "دياز" مع نادٍ سعودي"، وبعدها بـ3 أيام وتحديدًا يوم 17 مارس قال: "دياز كان من ضمن خيارات الأهلي السعودي بعد إقالته من الهلال واتصلوا سألوني وقلت لا"، إذن كان يرفض نهائيا رجوع المدرب الأرجنتيني للمملكة، ليبدو تغيير وجهة المدرب الأرجنتيني لاتحاد جدة السعودي، عقابًا مُبطنًا على أشياءٍ كان يريدها ولم تلق قبولًا في الأهلي، إذ أن "دياز" نفسه كان مرفوضًا في السعودية قبل مفاوضات الأهلي معه، وبعد ذلك أصبح مطلوبًا.
غضب "تركي" وانفعل لأن الأهلي ألغى الوكالة الممنوحة لوكيل اللاعبين الرماح للتعاقد مع مدرب تشيكي، وغضب أيضًا لإلغاء ميعاد الفريق الهندسي المسئول عن تطوير غرف اللاعبين، ولم يكن ذلك لشعوره بالتهميش، بل لأنه أدرك أنه يفقد أوراق ضغط كثيرة، وأصبح المجلس على بُعد خطوات من سحب "الرئاسة الشرفية" منه، ومن هنا كان قوله: "قلت للشخصية الكبيرة أنه خلال نصف ساعة يلغوا الاجتماع ويصدروا بيانًا يوضحوا فيه حقيقة موقفي".
إذن عرف "تركي" أنه سيطيحون به ويستغنون عنه، فأخذ ضربة استباقية بالاعتذار عن الرئاسة الشرفية، وينتقل إلى صفحته بـ"فيسبوك" يكشف كواليس الجرائم المشتركة مع الخطيب، وبقى قوس الفضائح مفتوحًا.
الخطيب انتهى سواء استقال أو استمر، أما "تركي آل الشيخ" فقد سقط، وقريبًا يمتد سقوطه إلى "بن سلمان"، وبالمناسبة "تيران وصنافير" مصرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا