الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطير والدولار / قصة قصيرة

يوسف الصفار

2018 / 5 / 28
الادب والفن


الطير والدولار/ قصة قصيرة
أنا الانسان الخطأ من الزمن السحيق , تميد بيَ الارض , وتقذفني الحمم كصخرة صماء ,.. اخوض في بحر من الاوحال . امسك بيديَ الامال فتتسرب من بين اناملي كالرمال ..
جائني الطير بمرسال , قال لي : انها تنتضرك في محراب الزمان .. قلت له : ابعد عني أيها الطير الذليل , اما تراها انها لاتعرف الحب وتريد الاستقرار ؟, الا ترى التخلف في اجنحتك الزرقاء التي تحمل الاسئلة البلهاء؟
ذهب الطير وعاد بعد سنين , كنت قد تجاوزت منتصف العمر . قال : ياهذا أراك تعبت من العراك في سفوح الحياة , وأخذت منك الكتب كل مأخذ . حبيبتك رفستك كمهرة متمردة , واضاعت عليك كل سنين الشوق واللهفة وارتبطت بمن يطاولك في حياة المغانم , بجسارة الفرسان .. قلت : ياطير انت دائما تأتيني بالاخبار حينما تتسخ اجنحتك , اغرب عن وجهي بغير رجعة فانا لايملكني نظام , انا ابن هذا الكون الفسيح ابحث من جديد عن المسيح . بعد مائة سنة سيضرب الارض حجر كبير , فيحيل كل شيء الى هباب , حتى شوارع وول ستريت وناطحات السحاب ..
ضحك الطير اللعين ضحكة صفراء , وقهقه , ورفرف باجنحته البلهاء , وقال : لازلت تهرب من واقعك الى آخر افتراضي ولا تعترف انك مهزوم لامحال ..
غاب عني الطير باجنحته الوسخة , فتنفست الصعداء , وقلت مع نفسي حان الاوان للأتيان بما يكتبه لك الزمان.. ومر عقد او عقدان , حتى عاود الطير الظهور على باب منزلي الجديد باثاثه الفاخر ورونقه البهي , وبدل ان يأتيني بالاخبار سألني وهو حيران ,, كانت اجنحته نضيفة غير متسخة قال : اراك عصي الدمع شيمتك الغدر , قلت له الصبر قال لي لا, الغدر , لاني اراك وقد ركنت ما كنت تدور حوله كحمار الناعور واخذت تزهوا بسنينك السمان واصبح لك صبيان .. قلت : يا هذا انه الهدف القصير الماحق .. رفرف باجنحته وطار ..
اتاني مرة اخرى بعد عقد او عقدين من الزمان وقال لي : اراك عصي الدمع شيمتك الصبر قلت , الغدر قال ,لا, الصبر .. لاني اراك قد وهن العظم منك ولك ابناء رجال , لكنك لاتمتلك من امرك شيء , قلت له الاولاد على سر ابيهم يقصفونك بالمليان ويحملونك اسباب وجودهم في عالم الحيرة والبهتان , ويخوضون في بحر من الاوهام , وانا تائه ولهان .. ضحك الطير وقال لي : لاول مرة اراك تستجير بطير مهيض الجناح ساتيك بالاخبار من لم تزود ..فقد ذهب صنوك سارق الاحلام مودعا الى السماء السابعة ,وبقت تلك التي كانت تراودك عن نفسها وحيدة بدون دار او مكان ..
قفزت من مكاني وقلت : يا هذا كيف !؟؟ انها الشريان في مجمل الاوطان , النسغ الصاعد والنازل في سلم الحياة .. فصاح بيَ : وزوجتك ؟ قلت انها صنم من عاج قال لي : اطمئن ساخبرها بما ستعرضه قلت له وقد تملكني الشوق وانسحقت سنيين النسيان واستعدل الوزن والقبان : قل لها ماشئت اريدك فقط ان تأتيني ببيان ..
ذهب طيريً الحبيب كالولهان , وعاد لي هذه المرة باجنحة مبللة وكانه سقط في وحل من الامتهان , وقال لي : تسألك هل لديك قدرة على ان تثير جوانح الشوق , وتحي الذي كان , يصاحبه الدفع بالدولار .. قلت : الحب اهم الاركان . فذهب ولم يعد , فعدت الى صوابي وقلت مع نفسي للمرة الثانية ترفسك كمهرة جانحة وتسائلت هل للعدالة ميزان وانا الباحث عن الحقيقة .. اغور في الاكوان واجوب حدائق الانغام لي تاريخ طويل بالشد والجذب لفيزياء العقل , فاتسامح واشدوا باعذب الالحان , لكن في كل لحظات العمر , يلازمني القنوط ويتملكني جنون الارتياب فاتحول كمريض العقل والوجدان ..
ضحك الطائر وهو جذل فرحان واخذ يرفرف بجناحيه القرمزيتين وقال لي : ما تسطره في هذه الحياة يصيبه الوهن والنسيان وتندثر معالمك كانسان لانك لاتمتلك الورقة الخضراء والتي يسمونها الدولار .. اما ترى هؤلاء الحفاة في سالف الازمان كيف اصبحوا منتفخي البطون , يعتلون المنابر بكل صلف وعناد , ويزاحمون العقل بالاوهام , ويصرفون عملتهم على السذج والجهلاء .. غلمان السياسة لايهمهم شيء غير اللهاث والدوران في دوامة مزمنة من الذل والامتهان ؟ .. اما تراهم كيف يمشقون السيوف , ويلوحون بالكلمات ويقلبون الحقائق .. يلاحقون البسطاء والاجساد المنهكة , بمفاهيم التغريب في الازمان السحيقة , ويتمكنون من كل هذا وذاك لا لشيء سوى انهم يمتلكون الدولار ويلوحون به بكل المناسبات .. هؤلاء هم صناع الحياة .. وما حياتك سوى وهم مركون في صحائف النسيان ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا