الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ياليت اللهُ -كُم- يملك قلباً كقلبي!

دعد دريد ثابت

2018 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


أعشق وأهوى وأحلم بمجتمع متفاهم متجانس منوع وملون، بكل الأطياف الثقافية، العقائدية والفلكلورية، ولكن....
كلما أعي أن حلمي وأقصد تقبلي الآخر بحسن الدافع، ينقلب ضدي أو من هم مثلي، يصيبني الغثيان والغضب والرفض.
وسأتطرق هنا لموضوع الأديان، واتقاني شرور محترفيها الأرثذوكس- التقليديون-.
ففي كل دين هناك نصوص أو تفسيرات متناقضة. فهي حيناً تعترف بالأديان الأخرى وتعتبرهم أصحاب رسالة. أما حين نرى الواقع التاريخي ولليوم، فكانت الفتوحات أو بمسمى آخر الإحتلالات، تفرض على المهزوم من الديانة الأخرى، الجزية او تغير الدين وإن لم يتم القبول بالشرطين فالقتال بحد السيف. وهذا لا يقتصر على الدين الإسلامي فقط. وإنما ماسبقه من الأديان حين يقوى عودهم بمن سبقهم، كمتبعين الديانة المسيحية حين تزايدت أعدادهم وأحكموا سيطرتهم، باليهود والوثنيين الذين آثروا البقاء على معتقداتهم بادئ الأمر، فكان سحلهم، تعذيبهم وإحراقهم تماماً كما عوملوا من قبل الرومان الوثنيين قبل إعتناقهم المسيحية، أو مافعل الصليبيون بالمسلمين وماحدث في إسبانيا
بعد خسارة المسلمين بهم وباليهود وهلم جرا.
ومن ثم دعونا لاننسى نصوص هذه الكتب السماوية التي تبجل من يعتنقها وتكفر ماعداهم بطريقة غير مباشرة. مثلاً شعب الله المختار، قتل من هم مختلفون بالعقيدة وحتى الأطفال منهم، أفضل الأمم، كنتم خير الأمم وآخرها وأكرمها عند الله. وكثير من هذه النصوص أما موثقة أو من تفاسير علمائهم.
وماذا عن الغير مؤمنين أو الملحدين والكفار؟ فبالتأكيد عبر التاريخ ولليوم قتلهم ورجمهم وسوطهم والإستيلاء على أملاكهم وحرق وإتلاف كل مراجعهم وكتبهم.
لا أفهم أين التسامح في هذه الأديان؟ إن كان الله هو من يحاسب كل على أفعاله ومعتقداته، فلم هذه القسوة والإنابة عن الله في قصاصه؟ هل وكلهم الله مثلاً بهذه المهمة وهم الغير مكتملين، فالكمال لله وحده، او كان قاصراً ولن يستطيع محاسبتهم؟ أو هل سيرتقون بمراتب عليا بنظر الله إن آذوا أو حتى حكموا ببواطنهم عن عقيدة أو لا عقيدة غيرهم؟
لم لايستطيع الإنسان الجهر برفضه الإيمان في بلادنا، ويُحترم لأخلاقه وأفعاله ويُقيم عليها فقط؟ بينما من يدعون الإيمان ففسقهم وسرقاتهم ونفاقهم وتنكيلهم ببعض وصل الى حد يصعب حتى على الله تجاهله.
لم لايستطيع حتى المسلم بالوراثة والرافض للصيام مثلاً، أن يشرب الماء علانية ويتناول طعامه بدون الحاجة للتبرير أو النظر اليه شزراً؟ هل يصوم المؤمن رغماً عنه، ويحقد لأن هناك من يجرؤ على الجهر برفضه؟ هل يصوم إرضاء لله، أم إرضاء وإدعاء للمجتمع؟
لم لا تستطيع المرأة رفض الحجاب ولبس ماترغبه؟ وكيف يكون الرجل مؤمناً ولايستطيع كبح جماحه الجنسية، في حين ان الرجل الغربي لايهمه أمر ماتلبسه المرأة أو حتى مالاتلبسه؟ وبرغم الحجاب والنقاب، فإنحراف الأخلاق يصل حد الهوس الجنسي حتى بإغتصاب فتيات العائلة نفسها من قبل أقربائها.
إن لم يكن الدين سوى موضة وإرضاء للمجتمع خوفاً أو نفاقاً او طمعاً، فقد فقد الدين إدعائه التسامحي، وتصيبني الحيرة كيف يصدقون كذبهم ويصدقون ان الله يصدق ذلك.

الديانة هي التطهير والتصالح الذاتي بهدوء وبدون الحاجة لمظاهر التعظيم والتكبير والتخويف. لاتحتاج الى بيوت العبادة المبالغة المترفة بالذهب والسجاد الفارسي، لكي تثبت قربك لله، وهناك الملايين الجائعة المحرومة ومن المسلمين يعيشون على بقايا النفايات والمرضى الذين يموتون لأنهم لايجدون ثمناً للدواء، في حين يذهب المسلم للحج عدة مرات، وهو راضٍ عن نفسه، والى أين؟ للسعودية، البلد التي دمرت بلاد أخوتها بالإسلام. وتذهب الأموال الطائلة للحجاج كل عام لخزينتهم التي تسهل عليهم شراء الأسلحة وقتل الناس الأبرياء. أما كان أحق وأفضل إنسانياً، مقاطعة هذا البلد، لأخذ موقف من سياسة هذه الزمرة، ومن جهة أخرى صرف أموال الحج عوضاً عن ذلك بمساعدة الفقراء في بلادهم؟
أما كان الله سيكون مسروراً بهذا الحج الإنساني أكثر من الحج لبيته؟
والأمثال كثيرة للأسف عن الدول التي تدعي الإسلام بينما همها الوحيد هو تدمير كل ماعداها بل حتى شعوبها.

والكثير الكثير على غرار ماذكرته، من تطرفات سياسية وعشائرية وقومية تحلل لمتبعيها وتكفر أو لاتحترم من يخالفها وتساهم حتى في قتلها.
وننسى في كل معمعة هذه المهرجانات التسويقية الدموية، مغزى الدين، الا وهو المحبة
والعلم والتطور الأخلاقي الإنساني. وبدلاً من تشجيع وحث المجموع للإرتقاء في بناء بلادهم، نعود لعصور ليس ماقبل الأديان فقد كانت هناك حضارات عظيمة، وإنما لعصور وحشية لا أستطيع حتى أن أجد مسمياً لها لدنائتها وقبحها وجوعها الأخلاقي.

فكيف لي ولمن هم على شاكلتي أن أتسامح بمن لايحترم طريقة تفكيري وأسلوبي في الحياة، وأن امارس كل ذلك بعلانية وبدون خوف حتى على حياتي؟
الا يدل ذلك على غباء او حسن نية غير مأمونة العواقب حين تتقبل من لايتقبلك وتحترم من لا يحترمك؟
وإن كان إيمان الآخرين ثابتاً فلن تؤثر عليه تصرفات أو قناعات مختلفة عنه، وإن تغيرت فليس هناك ضرر.
فليس الإنسان في حالة ثابتة او ساكنة، فهو يتطور ويتغير إن أُعطي الحرية والفرصة للنقاش والتعلم بدون حساسيات ومهاترات الدين والقبيلة والعرف الشرقي العائلي.
ولكل من يعتبر نفسه إنساناً بدين أو غيره، لابديل له عن الضمير الواعي
وحين يُحترم الإنسان في بلدي بل والعالم بغض النظر عن ماهيته ويكون حراً بتصرفاته
حينها أستطيع القول بأن الأديان هي أديان محبة ورحمة وعلم
وبأن قلب الله واسع يسع الجميع ويسعني








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الله الغني المطلق لا يحتاج الى احد من خلقه
سمير آل طوق البحراني ( 2018 / 5 / 29 - 10:41 )
احسنت لقد اصبت كبد الحقيقة التي لا مراء فيها. الله الغني المطلق لا يحتاج الى بشر هو خالقه ليدافع عنه او صرف اموال على عادات وثنية والفقراء يتضورون جوعا ولا يحتاج الى عبادة نفاق اي خوفا من القتل او التنكيل ولا يحتاج الى مساجد او جوامع عالية البنيان مزخرفة بانواع الزينة تحيط بها بيوت مهدمة. الاديان اصبحت سلعة يتاجر بها دهاقنة الدين ويشتريها المدجنون ولكن للحق والحقيقة ان المتاجرة بالاديان اصبحت من الماضي الا الدين الاسلامي لا زالت اسواقه عامرة تارة بالعبادات المبالغ فيها وتارة ببيع وشرآء الحور العين بالتفخيخ وقتل الابرياء وتارة بالسوق كـ القطيع من قبل دهاقنة الدين. حجة الاسلام والمسلمين وصاحب الفضيلة وولي امر المسلمين الذين لا يحسنون الا علم تنظيف المؤخرات والرقيات وهم قابعون في كهوفهم .ارحم الله الجواهري:
على باب -شيخ المسلمين - ، تكدّسَتْ *** جياع ٌعلتهم ذلة ٌ وعراة ُ
هم القوم احياءٌ تقول كأنهم *** على باب - شيخ المسلمين - مواتُ
يلم فتات الخبز في التـُرْب ِ ضائعا *** هناك واحيانا تـُمص نواة ُ
بيوت على ابوابها البؤس طافحٌ *** وداخلهن الاُنسُ والشهوات ُ

شكرا لك.

اخر الافلام

.. الصين تحذّر واشنطن من تزايد وتراكم العوامل السلبية في العلاق


.. شيعة البحرين.. أغلبية في العدد وأقلية في الحقوق؟




.. طلبنا الحوار فأرسلوا لنا الشرطة.. طالب جامعي داعم للقضية الف


.. غزة: تحركات الجامعات الأميركية تحدٍ انتخابي لبايدن وتذكير بح




.. مفاوضات التهدئة.. وفد مصري في تل أبيب وحديث عن مرونة إسرائيل