الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مسؤوليات الشباب ودورهم في الحياة

خالد بهلوي

2006 / 3 / 20
حقوق الاطفال والشبيبة


من خلال مشاهداتي الشخصية في عدة دول أوربية هولندا ألمانيا فرنسا تبدو وبشكل واضح للعيان أفكار و ممارسات وعقلية الشباب وطريقة تفكيرهم وتصرفاتهم وأسلوب حياتهم
حيث ينصرف الشباب إلى اللهو والمرح والسياحة في أوقات الراحة التي تنظم من قبل الأسرة بالاتفاق مع رب العمل وفي قاعة الصف يتم تعليم التلاميذ منذ الطفولة مبدأ كيفية أن يعيش الفرد ضمن المجتمع (بيان حقوقه وواجباته ) فيتعلم الطفل السباحة والسير في الشارع والتجول في مخزن سوبر ماركت
- في المسبح يتعلم الاختلاط وكيفية التعامل مع الجنس الآخر
- في الشارع يتعلم حق السير والحفاظ على الممتلكات والحدائق العامة
- في السوبر ماركت يتعلم أن هذه المأكولات الشهية المعروضة ليس من حقه العبث بها او سرقتها
فتصبح المدرسة ثقافة وعلم وتربية وأخلاق مع ذلك
عندما يكبر الشاب يفضل أكثرهم عدم متابعة التحصيل العلمي لكي لا يمضي عمره في البحث والتعليم لينصرف باكراً إلى استلام مركز عمل بأقصر فترة زمنية ممكنة ويتفرغ لحياته الخاصة والتمتع بالحياة
ليس الشباب فقط بل جميع أفراد الأسرة بعيدين عن السياسة وهمومها لأن الحياة أمنة
ومستقرة لا خوف من المستقبل عند المرض أو العجز أو البطالة لهذا لا يجدون وليسوا بحاجة للعمل في السياسة وصولا إلى المطالبة بالديمقراطية والحرية والتحرر من مراقبة الأسرة والعادات والتقاليد
بعكس مجتمعاتنا كلياً التي نبحث عن الحياة الأفضل وعن المستقبل من خلال التجمعات والأحزاب السياسية لتشكل قوة ضاغطة على الأنظمة القومية البرجوازية البيروقراطية الحاكمة لننال منها وبالقطارة اعترافات وتنازلات لبعض هوامش الديمقراطية والحرية وحق الحياة السعيدة لكل فرد والعمل دون اكراه في بناء المجتمع الذي عليه تأمين تكافؤ الفرص للإفراد والحياة السعيدة للجميع
، الشبان هم جزء فعال أساسي في هذا المجتمع يؤثر ويتأثر حسب الظروف وألامكانات المتاحة والأنظمة المطبقة في كل مرحلة وكل زمان على سبيل المثال عندما كنا في الصف العاشر عام 1970
كنا مجموعة نناقش وبجدية المدرسين وخاصة في درس التوجيه السياسي بنقاشنا وأسئلتنا كنا نشكل مجموعة مميزة مثقفة مدركة لمهامه ومسؤولياتها
وكنا ننظم عملية اضرابات في المدرسة وأعتصامات عندما كان راتبنا يتأخر وكان يساوي 48.70 ل.س فقط وكنا نقابل مدير التربية ونضغط على الجهات المسئولة لتتجاوب مع مطالبنا الخاصة بمدرستنا كل ذلك كان يتم بعيداً عن توجيهات القادة السياسيين وأحزابنا التي كنا ننتمي إليها آنذاك ومع عامل الزمن وتفرد حزب البعث للعمل بين الطلاب وتوقيع أحزاب الجبهة بعدم العمل بين الطلاب انحصر النشاط والتفكير بالعمل السياسي في منظمة الطلائع ومنظمة الشبيبة تحت هدف خلق جيل قومي يؤمن بنظرية الوحدة والحرية والاشتراكية وتم ذلك ببعض المغريات وربط الطالب بمصالح صغيره والبحث عن علامات للوصول إلى المرحلة الجامعية ولتجنب إشارات وضغوط المشرفين تحديداً على التلميذ
لهذا كبر الأطفال وترسخ في عقولهم وكأنه لا يوجد فكر وتنظيم سوى الأفكار القادمة من نافذة الشبيبة وهي الوحيدة القادرة على البقاء والديمومة
واستثنى من هذه القاعدة عدد قليل من الأطفال كنتيجة طبيعية لتواجدهم ضمن أسرهم التي تحمل أفكارا قومية أو ماركسية أو دينية محددة
ومع عامل الزمن ونتيجة فرض تطبيق الأحكام العرفية وحالة الطوارى وعدم فسح المجال واسعا امام جميع فئات الشعب بنفس السوية شكل لدى الأطفال قناعه بعدم جدوى الانخراط في العمل السياسي أو الفكري وتزامن ذلك مع الأداء الضعيف للأحزاب السياسية في مجتمعنا والتي اضطر بعض قادتها إلى مراعاة ومسايرة السلطة للحصول على بعض من فتات الامتيازات والمكاسب مما انعكس سلباً على جميع قواعدها وزرعت في عقولهم ثقافة الخوف وأصبح موروثاً الخوف من السلطة ومن الأخر والعيش في الزوايا المظلمة بعيداً عن النور ليسلم المرء مع إفراد أسرته للحصول على فرصة عمل لتأمين الحد الأدنى من المعيشة والحياة وضمن هذه الأجواء انصرف الكثير من الشباب إلى ممارسة الرياضة ومشاهدة مباريات رياضية لفرغ الشحنات المكبوتة في تفكيرهم عن
طريق مساندة وتشجيع فريق ضد آخر لتحقيق الفوز لفريقه وتعويضه نفسياً عن الخسائر التي تلحق به في مسلسل أيامه غير السعيدة
وقسم آخر وجد في العبادة مبتغاة ونجاته من تعقيدات الحياة على أمل أن يؤمن مقعدا في الجنة طالما حرم منها في الدنيا من خلال الصلاة والتردد على الجوامع لان الصلاة والعبادة مسموحاً ضمن المسجد بالرغم أن الحديث والنقاش فيه يخضع للرقابة ضمن سقف محدد من قبل السلطات الأمنية
وانصرف آخرين بالتمسك بحبل النجاة باجتياز الحدود ومنهم من غرق في سفن العصابات والمافيات الدولية للهجرة إلى أوربا بحثا عن ذاته وملذاته بحثا عن لقمة الطعام على صدقات وموائد الاوروبين
و بحثا عن حرية الرأي والفكر والتعبير في فسحة من الحرية 0 وبالمقابل كثيرة هي الأقلام والفنانين الذين فتحت طريق الشهرة أمامهم واسعاً واثبتوا أن الشاب السوري قادر على الإبداع إذا توفرت له الأجواء الصحية المساعدة لإبراز مواهبه وطاقاته لتنفجر عطاء وإبداعا
نأمل من الأحزاب أو التيارات السياسية أو النوادي وبيوت الثقافة الاهتمام بجيل الشباب وتربيتهم وتوعيتهم وتوجيههم من خلال الاهتمام بهمومهم والمساعدة في حل مشاكلهم الشخصية ومشاركتهم في صنع القرار بشكل ديموقراطي بدءا من الأسرة و المنزل إلى الحي وصولا إلى المراكز الرئيسية والرسمية
كل هذه الامور تشد الشباب وتخلق لديه روح المحبة والتعاون والعمل الجماهيري وتخلق كادرا مميزا لخدمة وطنه وقوميته ومجتمعة ويخلق لديه الثقة بالنفس والتحرر من عقدة الخوف والدفاع عن المظلومين واحترام الكبار والمسنين منهم ونخلق لدية التزاما بقضايا جيله نحو مستقبل مشرق وسعيد ويدخل ميدان العمل السياسي ناجحا متميزا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيليون يتظاهرون ضد حكومة نتنياهو بعد مقتل 8 جنود في رفح


.. عشرات الهندوس يتظاهرون لطرد امرا?ة مسلمة من حيهم في الهند




.. مدير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بغزة: القتال وغياب


.. مداخلة الجزيرة مع المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إيلدر




.. تغطية مستمرة: تواصل القصف الإسرائيلي والأمم المتحدة تحذر من