الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل اعلنت اميركا الحرب على ايران ؟؟

صافي الياسري

2018 / 5 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


هل اعلنت اميركا الحرب على ايران ؟؟
صافي الياسري
لايعني اعلان الحرب بين بلدين ان يقوما باذاعة بيان الحرب من وسائل اعلامهما وتحريك جيوشهما وحشد قواهما العسكرية الواحد قصاد الاخر وان لم يكن في ساحة متقابلة فالاسلحة الحديثة الغت المسافات ، وانما بات لمفهوم اعلان الحرب معنى اخر اكثر اتساعا وشمولا مما عهدنا نحن جيل حرب 48 و67 و73 بين اسرائيل والعرب،كما ان اسرائيل اعتبرت اغلاق مضايق تيران من قبل عبد الناصر بمثابة اعلان حرب لان الاغلاق كان يعني خنق اسرائيل اقتصاديا ،وتعتبر بعض الدول امتلاك سلاح من قبل خصومها او احتلال موقع جغرافي يهدد امنها القومي بنثابة اعلان حرب وان لم تعلن فعلا كما حدث مع الاتحاد السوفيتي واميركا في ما عرف بازمة خليج الخنازير حبن اسس الاتحاد السوفيتي قاعدة صواريخ على اعتاب اميركا على الاراضي الكوبي ،وعليه يمكن اعتبار اصرار ايران على امتلاك السلاح النووي ورفض الطلبات الاميركية وتشديد الاميركان على فرض عقوبات شديدة وعزلة دولية على ايران وتشديد القبضة على خناقها بمثابة اعلان حرب وان لم تاخذ شكلا عسكريا ،فانسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي واعادة فرض العقوبات التي هدد وزير خارجية ترامب بانها ستكون الاشد قسوة في التاريخ ومنع الشركات الاوربية من التعامل مع ايران وفرض 12 مطلبا على ايران تنفيذها وبعكسه فانها لن تتوقع الاجراءات الاميركية كما هدد الرئيس ترمب ،وفي تقرير اعلامي بهذا الخصوص قرأنا انه بعد مضي أسبوع على إعلان الرئيس دونالد ترامب الإنسحاب من الإتفاق النووي ، جاء خطاب وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يوم الاثنين المنصرم كإعلان حرب شبه كاملة ضد ايران حيث انه توعد إيران بأقسى عقوبات عرفها التاريخ بحال إستمرار سياساتها وفي الوقت نفسه وعد بومبيو إيران برفع العقوبات عنها بمجرد تنفيذ ما هو مطلوب منها وهو عبارة عن 12 مطلبا أميركيا وليس أكثر!
فما هي تلك المطالب؟
تشمل تلك المطالب وقف دعم الإرهاب والإنسحاب من سوريا
وتقديم تقرير كامل لأنشطتها النووية إلى المنظمة الدولية للطاقة الذرية ووقف تلك الأنشطة ووقف تخصيب اليورانيوم وإغلاق منشآتها لإنتاج الماء الثقيل والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش جميع مواقعها وإنهاء مشروعها الصاروخي الباليستي أو إختبار الصواريخ والإفراج عن المواطنين الأميركيين المعتقلين في السجون الإيرانية ووقف دعم فيلق القدس للمنظمات الإرهابية.
ووعد بومبيو بإيقاف العقوبات الأميركية ضد إيران فور تنفيذها تلك المطالب التي لم تذر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها.
ورد بيان الخارجية الإيرانية الصاع صاعين حيث حمل الولايات المتحدة جميع المصائب في المنطقة من خلق القاعدة وطالبان وداعش وغيرهم من الجماعات الإرهابية وحذر واشنطن من تداعيات سياساتها العدائية تجاه الشعب الإيراني وطمأن واشنطن من أن إيران لن تهتز أمام ترامب كما يشهد على صمودها أربعة عقود من حياة الجمهورية الإسلامية وعدم تنازلها عن مبادئها تجاه الولايات المتحدة ،الا ان ايران في الحقيقة ترتب لتراجع تدريجي في الاستجابة للضغوط الاميركية لتخفيف وطئتها على وفق معايير الربح والخسارة الذي عهدناه في سياسة قادة ايران واولهم خميني حين اعلن قبوله بتجرع السم وايقاف الحرب العراقية – الايرانية ،وانا اول من يتوقع الركوع الايراني ان لم يكن بفعل الضغوط الخارجية فبعل الانتفاضة المتصاعدة داخليا،وبفعل كليهما وهو الارجح ،وقد بدأت بوادر هذا التراجع في رضوخها لقرار اسرائيل ان تبتعد عن حدودها 25 الى 60 كيلومترا ،بل ان المتشددين الاسرائيليين ذهبوا ابعد من ذلك حين حرموا الارض السورية على التواجد الايراني ،وهو ما دفع بوتين للتدخل بالقول ان الجنوب السوري محرم على اية قوات سوى الجيش السوري ومن المعلوم انه يقصد القوات التابعة لايران ،


وقد أثبت وزير الخارجية الأميركي الجديد على وفق تقرير اعلامي لبناني ، خلال خطابه الأخير بأنه لا يملك ثقافة السياسة ولا لغتها وأنه أكثر تطرفا من رئيسه ترامب،وفي ذلك اشد الخطر على ايران والمنطقة الجالسة على برميل بارود.
ذلك لأن المطالب التي طرحها مطالب متشددة وقد تعجز ايران عن تنفيذها في وقت محدد تدفع فيه من كرامتها وموقعها السياسي في المنطقة ،وكان وزير الخارجية الاميركي قال قبل ذلك ان ايران سحب منها الكارت الابيض الذي كانت تشهره في وجه الجميع لتبرير حضورها في دول الشرق الاوسط عسكريا ،.
كما ان بومبيو لم يتوقف عند تخصيب اليورانيوم وانما طالب بتنازل ايران عن هذا الحق وهو ما اطلق رصاصة الرحمة على اي جهد ايراني ممكن ان يسهل الطريق على قبول مطالب اميركا ،ولا يبقي من خيار سوى اسقاط النظام.
وهنا نتساءل – اي الخيارين سترجح ايران ، التنازل ام تحمل ضربات المجنون ترامب ؟؟؟ وكما قلنا فان معيار الربح والخسارة هو الذي سيحكم تجرع كاس السم الاميركي هذه المرة كما تجرع خميني كاس السم العراقي .؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. منظومة الصحة في غزة الأكثر تضررا جراء إقفال المعابر ومعارك


.. حزب الله يدخل صواريخ جديدة في تصعيده مع إسرائيل




.. ما تداعيات استخدام الاحتلال الإسرائيلي الطائرات في قصف مخيم


.. عائلات جنود إسرائيليين: نحذر من وقوع أبنائنا بمصيدة موت في غ




.. أصوات من غزة| ظروف النزوح تزيد سوءا مع طول مدة الحرب وتكرر ا