الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالي الفولتية.. بابا نؤيل لن يأتي هذا العام

الفاروق علي

2018 / 5 / 31
مواضيع وابحاث سياسية


عالي الفولتية
بابا نويل لن يأتي هذا العام..
الفاروق علي..

"بقينا طويلاً نندب حظنّا العاثِر.. أيُ وطنٍ هذا الذي نَعيشُ فيه؟! إذ كانَ بلا كهرباء أو ماء و فرص تعيين، فِلما عَلينا أن نختارَ شيئاً آخر، غيرَ العويل و الصراخ، و تَمزيق جسدهِ الممزق أصلاً على الشهداءِ مِن أبناءه!"

"حَظيت حكومة الدكتور حيدر العبادي على ثقة البرلمان؛ في الثامن من أيلول عام الفين وأربعة عشر، بعدَ ثلاثة أشهر بالتمام على سقوط مدينة الموصل بيد داعش الإجرامي، وقتها؛ كانت المهمة الرئيسية للحكومة تحرير الأراضي العراقية، والتي تأتي بعدَ المَهمة الأهم وهي؛ إيقاف التمدد الداعشي!"

"قاعدة "بالأمس كنّا أفضل حالاً" التي يؤمن بها الأعمّ الأغلب من شعبنا.. كانت حاضِرة وبقوة! فمَن يَتحين الفرص لكيل المديح لصدّام؛ كانَ دائماً ما يَجد إن الأمس أفضل، الأمس أفضل سواءً كان بسقوط الموصل أو سبايكر، وأفضل بقليل لإنه شَهدَ ضياع ميزانية عام الفين وأربعة عشر "عام التهيؤ المالي للأنتخابات البرلمانية!"، وأفضل بأقلِ مما ذُكر لأن الدكتاتورية و التَفرد بالحكم باتَ أمراً واقعاً.."

"حلم الولاية الثالثة الذي كان من الممكن أن يؤسس للولاية الأبدية، رحلَ سريعاً وبقيت مئات الملفات العالقة بأنتظار التحقيقات!"

"لماذا نرفض الحياة؟! وكأننا نُريد مِن "بابا نؤيل" أن يُهدينا في أعياد الميلاد المجيد وطن! وحتى هو المسكين إذ يتمنى مُخلصاً تحقيق الأمنية؛ يُدرك جيداً إنه لا يستطيع إهداءنا وطن خمس نجوم، فالأوطان "عالية الڤولتية" لا يكفيها الأمنيات لتُخلق!"

"إحتاجت فرنسا اربعة عشر عاماً بعد تحريرها في الحرب العالمية الثانية لتؤسس نظام جديد، وجاءت "الجمهورية الخامسة_1958" بعد ثلاث حكومات مؤقتة كجزء رئيسي من حالة صحية تمرّ بها الدول بعد أي عملية قيصيرية لتغيير النظام.."

"وبالرغم من إن النظام الفرنسي يعتبر الأكثر تماشياً مع الظروف السياسية والمجتمعية والأقتصادية، إلا أن الشعب الفرنسي دخل الأنتخابات الأخيرة لأنتخاب الرئيس الثامن في الجمهورية؛ وهو يعاني مِن وجود ثلاثة ملايين ونصف عاطل عن العمل!"

"البطالة مثلاً؛ لا يمكن إعتبارها مشكلة بلد دون آخر، وفي العراق يكمن الحل في دعم القطاع الخاص، وفتح باب الأستثمار أمام الشركات الأجنبية."

"من المقاربة أعلاه نجد؛ إن الدول لا يمكن لها أن تُبنى بالأحلام والأمنيات، وحتى مقاطعة الأنتخابات العراقية الأخيرة إذ جملنّا صورتها؛ بإنها معاقبة جماعية للأحزاب السياسية، فإننا نعرف بالعمق؛ إن سلوك الفرد العراقي لا يزال يجهل استخدام النظام الديمقراطي في التعبير عن رأيه.."

"العودة لحكومة العراق في عام الفين وأربعة عشر؛ نجد إن الأنتصار السياسي الذي تحقق بأزاحة السيد المالكي أولاً، وبناء حكومة مستقرّة إلى حدٍ كبير "قياساً بالحكومات السابقة"، فتَحَ الشهية أمام أنتصارات متلاحقة، أبرزها: القضاء على داعش وتحرير الأراضي العراقية، ورفع الحظر عن الملاعب العراقية، مما يشير إلى إنفتاح دولي على العراق، يحصل للمرة الإولى منذ عام الفين وثلاثة، والمنصف يجد؛ إن دعم التغيير أفضل من مقاطعته!"

"العراق ليسَ بخير.. لكنه يتقدم بثبات نحوه، فهل نقاطع أم ندعم؟!"

"المقاطعة وإن كانت تحذيراً صارخاً لكل الساسة؛ فهي بالأصل لا تمنح فرصاً أفضل لصعود الأصلح، وإذ سبقت بعض الأحزاب السياسية غيرها بإجراء تغييرات جذرية على جسدها الحزبي، سواءً بإتخاذ العاصمة بغداد مقراً ومصدراً لقرارها السياسي، أو الأستعانة بالشباب لإنهاء أزمات كبرى في منهجية الفرد العراقي؛ ومنها: مزدوجي الجنسية، عراقيّ الداخل و الخارج، هيمنة القيادات السياسية القديمة، عقلية المعارضة في إدارة الحكم، والتلوث بالفكر البعثي، تبقى هذه الأحزاب بحاجة إلى تغييرات عميقة، على الأقل في تصدير هذه التجربة للدولة في فرصها القادمة."

"لأجل تحقيق الأمنيات.. يجب أن نخلق أحزاب قادرة على فهمها أولاً، وتحقيقها ثانياً، فأنصار بابا نؤيل لن يحالفهم الحظ.. إلا ببناء عربة جديدة قوية ومتماسكة!"

"بينَ الجمهورية الفرنسية و الجمهورية العراقية خط "عالي الڤولتية"، هناك توجد سبل للتغيير بمشاركة الوعي المجتمعي، يساعده أكثر من مائة عام على التراكمية السياسية، وهنا نحن بحاجة ماسة إلى أحزاب سياسية تستثمر عامها الأول؛ بزراعة السلوك السياسي في الشباب "خارج أسوار الحزب"، عبر مجموعة إجراءات تبدأ من "تصدير المشروع إلى المجتمع"."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -عفوا أوروبا-.. سيارة الأحلام أصبحت صينية!! • فرانس 24


.. فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص




.. رمى المقص من يده وركض خارجًا.. حلاق ينقذ طفلة صغيرة من الدهس


.. انقلاب سيارة وزير الأمن القومي إيتمار #بن_غفير في حادث مروري




.. مولدوفا: عين بوتين علينا بعد أوكرانيا. فهل تفتح روسيا جبهة أ