الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قصة قصيرة بعنوان ( رقصة الموت ) بقلم نور اليقين الخفاجي

جعفر حاجم البدري

2018 / 5 / 31
الادب والفن


قصة مشاركة ضمن مسابقة ميادين الأدبية في القصة القصيرة

( رقصة الموت )
يقبع في كرسيه منتظرا ارتفاع صوت المؤذن للإفطار وهو يمعن النظر بحسرة للكرسي الفارغ أمامه إلا من صورة بإطار وضعها فوق الكرسي .. لا يوجد أحد سواهما .. هو والصورة .. اطرق برأسه للأسفل .. واغمض عينيه ... وبدأ يشد الرحال ليتجول في صفحات كتاب قديم مقدمته خطت بحبر العيون .. يتسلل الضوء من النافذة إلى نافذة ذاكرتي كسارق يسلط الضوء على أثمن ما نملك .. جراحنا .. بعض الجراح أثمن من أن نقبل التنازل عنها .. وجودها لذة لا تضاهيها لذة .. وفقدها ضياع جزء منا بلا عودة. لاشئ أكثر ألما من الذكريات .. حلوها ومرها .. قديمها وتلك التي لا تزال لم تحمل هموم زمن .. تتبعثر كل الصور ولا تلتقط عينيك سوى وجوههم !! وصوت طفل صغير قادم من بعيد .. جدي .. جدي .. أين ذهب أبي ؟ فأهمس له : ذهب ليعيد الوطن .. الطفل : الوطن ؟ ؟!! .. نعم هناك كل يوم كانت قلوبهم تقطر طهرا .. تنتشي بمنظر رسمه سرب حمام حالم .. صائمون لا ينتهي امساكهم إلا بغروب الظلم .. صائمون وغدا سيفطرون على العزة والخلود .. هناك كل يوم حتى الحجر الأصم تكلم .. انت تريد .. وأنا أريد والله يفعل ما يريد .. دائما ما أقف خلف النوافذ أودع قوافل الرحيل .. دائما ما اتجرع مرارة الفقد كشراب ادمنته وادمنني. . اقفلت نافذتي ليأخذ الظلام حقه في حفظ كنوزه وليتابع رقصة الروح على عزف اناتها !! تتثاقل خطواتي كلما اقترب من تلك الصورة .. تتسارع خفقاتي كأن قلبي سيحطم أضلعي ويرحل للبعيد .. لماذا هذا الخوف الذي يعتريني كلما اقتربت رغم أني في كل عام أمارس نفس الطقوس .. أمشي نحوها ببطء .. اتلمسها برهبة .. أنظر إليها فتتساقط ادمعي لتغسلها وتغسل روحي قبلها .. وفي رأسي تقرع أجراس مأذنة .. الله اكبر .. الله اكبر .. منذ متى والتكبير كان مبعثا للخوف ؟! أليس هو نداء للسلام والمحبة وكأني اسمع صوت الطفل قادما من بعيد .. أعيدوا لنا الوطن ليعود أبي !!! سلام على روحك أيها النائم في طيات الغياب ..سلام ألف مرة للكلمات الضائعة مني في حضرة الغياب .. وها أنا عدت لأتحسس إطار الصورة حيث دونت هناك رقم هاتف قديم كنت أحتفظ به كجوهرة ثمينة .. في كل عام أختم طقوسي بالإتصال به .. أعلم أنه لا أحد سيجيبني ولكني اعاود الإتصال به واستمع لصوت الرنين كموسيقى تدندنها روحي فتنطق .. افتقدك .. افتقدك .. اكررها كصلوات مقدسات . عندها اقفل هاتفي واحبس الهواء بقوة في داخل تجويف صدري لابدأ بعدها رحلة النسيان .. أو رحلة تمثيل النسيان إلى أن يحين موعد الطقوس في العام القادم !!!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا