الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مكانة الشعر في الفصل بين المفردات العاطفية وبناء منطق القصيدة

ضحى عبدالرؤوف المل

2018 / 6 / 1
الادب والفن


مكانة الشعر في الفصل بين المفردات العاطفية وبناء منطق القصيدة
ضحى عبدالرؤوف المل
تعيش المفردة متشردة في ديوان الشاعر "محمد زينو شومان" الصادر عن "دار الفارابي" وتحت عنوان "فاصلة بين امرأتين " لتتسامى الانسانية مع ايقاعات السعادة المخلوقة من تفاصيل اجتماعية، هي فاصلة بين امرأتين او بين ذنبين او كفين او سحابتين او راحتين. وهذا يعني ان التعبير الانساني ثنائي المعنى والخلق بين قاقية وايقاع او بين نثر وانعكاس لامرأة ولرجل ، ولفن وذهن وما الفاصلة الا تخطي للواقع وفق امكانيات الخيال التي تضىء الوعي والحدس بين الزمان والمكان. للكشف عن تطور فن الشعر المتشرد والمتسامي في قصائد تنقلنا بين زمانين ومكانين الى كوخ الغد الذي غادره "محمد زينو شومان" الى المرعى والى الفراديس الرغيدة حيث لغة الشعر الذي يضىء ذاكرة الاجيال الشعرية القادمة من مستقبل لديهم الفرصة فيه لاكتشافه لغويا، واكتشاف كل نوتة موسيقية تتعاظم مع الفعل ودرجة الانسانية حيث تنطيق على القصيدة جميع مميزات الانسان ، وتفاصيل حياته ومهنية وجوده من خلال اعادة صياغة الوجود ضمن فاصلة هي الاختلاف الزمني بين اجيال الشعر وقوانينها الحاسمة. اذ لا معنى لامرأتين دون فاصلة بينهما هي سر القصيدة بل سر الديوان بأكمله. " اهو قلبي بين كفيك رغيف من شغف؟ أم هو العشق يناديني.. ولا يترك لي فاصلة للشعر- بين امرأتين " فهل يحاول الشاعر محمد زينو شومان صون الشعر من تيه المعاني ؟
مسافة ما بين امرأتين هي تقاطع في قصيدة تمثل الوجود الداخلي لشاعر يوقظ احلام الحياة في الواقع عبر الفنون الشعرية ومفاتيحها التي يمتلكها الشاعر "محمد زينو شومان "وبتقارب بين الشعر والمشاعر والامل والقنوط او ببساطة اكثر السعادة الواقعية الغريبةبمرارتها، ومكانة الشعر في الفصل بين المفردات العاطفية، وبناء منطق القصيدة ذات الفاصلة بين قصيدتين او مفردتين، وهذه تشكل اساس اللعبة الشعرية في ديوان لشاعر مفكر متأمل ينتمي الى الوعي المنهجي والفلسفي، لافكار هي خليط من المعاني التي تكمن فيها فوة الافكار المرتبطة بالتسلسل المنطقي المبني على التصورات المجردة " رجعت بلا أي زاد-سوى ما احتفظت به في جراب الطوى-من رغيف القلق- على الشمس أن تتعود ظلي- على سلم الذكريات- فلو كان قلبي مطيعا-كما كان عهد الصبا لقذفت به في جحيم اعترافي- الاخير- ورحت اسائل عن شجر المعجزات." هناك احساس بان الاعتراف هو جحيم الغموض اللانهائي حيث الامنيات بالمعجزات، وبتشويق يغزو مخيلتنا من خلال القصيدة ونظراتها الحوارية المنتظرة للمجهول، ولبوح كاد يتمم الجواب الشافي للصدور. غير انه انهى القصيدة ليبقي على السر مخفيا " إني لاستحلف الشعر الا يبوح بما كنت اهذي- لديه طوال انتظاري المبرح- سداَ لبوابة الاسئلة." فهل نضع الفواصل امام الحس الشعري وتدفقه ليبقى مصانا من الانفعالات العاطفية ؟
تتعايش الحواس مع جميع الدلالات الشعرية التي يتلاعب بها "محمد زينو شومان" بمنظق يولد الحرية التعبيرية في لغة الاستعارات الفنية او الايقاعات الراسخة في صياغة تنتج المعرفة الاجتماعية التي يستجوبها شعريا، كعلاج للوضع المنطقي المسبب في ولادة القصيدة، ولزيادة القدرة على التأثر والتأثير بين الكيمياء الشعرية، وفكرة والاحساس بها مجازيا الى ما لا نهاية او حيث المفاجآت اللفظية التي لا تعترف بالمفارقات الدلالية، وعلاقاتها بالواقع والخيال او الاختلافات ذات المغزى المحتفظ بحركة المعاني وغرائبيتها، كأنها تشفير لرؤية تتناظر فيها التأثيرات المجازية في الشعر " وغمك - هل ستواريه في مدفن اللقطاء- كأنك لست بصاحبه، او ابيه وحامل سر الولد؟!- اتحسب ان الخوارق طوع يديك؟-تلفت- الى ما تربى هنالك في ذلك الحجر-في داخلك- اليس بشبل صغير من الحقد والأثره- يشب رويدا..رويدا بقربك، في عقر صدرك- فما هي المفارقات المنطقية التي تتميز بوظيفة دلالية للابلاغ عن معنى بتشكل امامنا وفق صدى المعنى وتأثيره الشعري؟
سمة لنواة شعرية فاصلة تجمع ولا تفرق، وتضع التناقضات الشاعرية بين مزدوجين لقياس حركة الدلالات اللغوية والاسلوبية التي تؤدي الى اظهار المعنى المتحرر من الاستعارات ، وجدلية نظام القصيدة التي يعتمدها "محمد زينو شومان " وترتكز على القوة الادراكية للحياة الاجتماعية وتكوينها المستخلص من خصائص المجازات التي تحرك المعنى الادبي والاجتماعي، وبتلقأئية تجمع سمات الشعر المميزة بين عناوين القصائد وعنوان الديوان، وبتنازع الاضداد " تتنازعني الأضداد- وجهي ينظر نحوي شزراً- قدماي كأنهما قيدان- فمتى تتحرر ذاتي من ذاتي؟" فما هو القيد الذاتي، ومتى يتشكل الوعي الشعري وتتبلور قواعده في قصائد الشاعر محمد زينو شومان؟
يقلل التأثير الشعري في ديوان "محمد زينو شومان" من غموض العمل الفني في لغة القصيدة وحرفيتها الجمالية التي تدفعنا الى ايجاد الاسلوب النقدي القادر على ترتيب الدلالات، وتسليط الضوء على تحليله الذاتي لمكنوناته التي يبررها بالاصداء الذاتية بين الدلالات والمدلول الذي يكشف عن الايماءات والمغزى الفني للفاصلة بحد ذاتها " اهذا هو المبتغى؟- لقد خاب ظني| فكيف اعود وليس بهذا الجراب الدرامي- غير فتات الامل؟ " وهذا المعنى الحقيقي للدراما الشعرية في ديوان هو جراب ذو عوامل اساسية تعتمد على التفاعلات الفاصلة بين التعبير عن العواطف ومنطق الحياة من خلال العلاقة الفنية بين المفردة والمعنى والايقاع المؤدي لترجمة الشعور الحقيقي بفواصل الواقع والخيال او القصيدة وما تترجمه من تبادل الاحاسيس ضمن وحدة شعرية غريبة التكوين الا انها متناغمة الاداء لانها تجمع بين غموض الافكار وجمالية التعبير الشعري " لست أدري ما اسمها -كيف طارت خفية، من خلف قضبان القصيدة - كم تساءلت: أهذي الارض بعض من مواريث السلف؟ أهي ملك خالص لي؟ ولمن هذي السماوات التي تمشي الهوينا- بافتخار -وصلف- اهو قلبي بين كفيك رغيف من شغف؟- ام هو العشق يناديني..- ولا يترك لي فاصلة للشعر - بين امرأتين " ولو بشكل مختلف استطاع الخروج من انواع المضاربة الفلسفية او الشعرية عن ما هو مألوف او تقليدي ولكنه أدمج بين نطريتين حدة التناقض في الشعر واهمية المثنى في تأصيل الحدس العاطفي والقيم الاجتماعية في لغة الشعر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا