الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لم يتبقى الا السراويل !!!

خزعل اللامي

2018 / 6 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


الحقيقة الواضحة المعالم في عراق ما بعد 2003 ان عدالته سبحانه وتعالى طبقت حرفيا خلال هذه الخمسة عشر عاما بعد سقوط نظام صدام المقيت، حيث عاش العراقيون في وهم كبير اسمه "الديمقراطية" التي انتجت عدد من الممارسات التي قيل انها "ديمقراطية" فاكتشف اغلبيتهم انها وهم وسنين عجاف بسبب هيمنة وتسلط "الطبقة السياسية" التي تصدت للحكم والسلطة التي امتهنت واتقنت فن التدليس والنفاق والتزوير في هذا المعترك "الديموقراطي" والعملية السياسية بمجملها ،
هم لم ولن يتوانوا عن فعل اي شيء ازاء عدم انفراط عقد السلطة من ايديهم والذي مازالوا ممسكين به وبقوة ، هذا ما كشفته انتخابات 12 ايار البرلمانية 2018،
الدورات البرلمانية السابقة كانت نتيجة انتخابات جرى بها التصويت من خلال عملية يدوية، فأصوات الفائزين من الكتل والاحزاب يتم بالعد اليدوي ، فلم تتضح عمليات التزوير حينها بالرغم من تعالي كثير من الاصوات بان التزوير يجري على قدم وساق في عدد كبير من مراكز الاقتراع وفي مختلف مناطق العراق،
"المفوضية العليا المستقلة للانتخابات" ومنذ تأسيسها هي الجهة المنوط اليها تنظيم هذه العملية ، وقد اظهرت عدم استقلاليتها من خلال انقيادها التام للكتل والاحزاب الكبيرة بسبب نظام المحاصصة،
الامر الاخر هو اصرار الاحزاب السياسية المتنفذة على تمرير قانون سانت ليغو المعدل لترسيخ هيمنتها على المشهد السياسي كونه لا يسمح للأحزاب الصغيرة والشخصيات المستقلة الحصول ولو لعدد قليل من المقاعد في مجلس النواب القادم ، والعامل الابرز في كشف وفضح عمليات التزوير هو استخدام اجهزة العد والفرز الالكترونية في انتخابات 12 ايار 2018 حيث بينت وامام الملأ التلاعب الكبير في فوز مرشح وخسارة آخر بالإضافة الى عدم دقة هذه الاجهزة حسب مختصين،
ناهيك عن شراء اصوات الناخبين قبل ايام من عملية الاقتراع، وكذلك انتشار كثير من مقاطع الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي بينت عمليات التزوير ،
وان النتائج المعلنة تؤكد عودة نفس الاحزاب ولكن بأسماء وعناوين وشعارات اخرى الى الواجهة توضح ان هناك خلال كبيرا يجب معالجته في قادم الايام ،
والسبب الاهم هو انكفاء وتراجع المواطن عن ممارسة هذه العملية "الديمقراطية " الذي له ما يبرره ، ولكنه في نفس الوقت اتاح لقواعد ومناصري تلك الاحزاب التصويت لهم حيث مكنهم من العودة مرة اخرى بالإضافة الى عمليات التزوير آنفة الذكر على الرغم من التحذيرات التي اطلقتها شخصيات مستقلة ومرشحون وتوجيهات المرجعية الدينية العليا للمواطنين للتصويت واحداث التغيير المنشود الذي طالبت به الجماهير العراقية ، وما حدث العكس تماما ، والواضح ان المقاطعة الواسعة للانتخابات البرلمانية التي جرت في 12 آيار بدخول واستخدام اجهزة العد والفرز الالكترونية قد كشفتا حجم الاحزاب الحاكمة وكبر حجم الفساد الذي زاولته على مدى ال 15 عاما فلم يتبقى الا سرقة السراويل او فعل شيء آخر ترغب في تجربته ربما.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. العراق: السجن 15 عاما للمثليين والمتحولين جنسيا بموجب قانون


.. هدنة غزة تسابق اجتياح رفح.. هل تنهي مفاوضات تل أبيب ما عجزت




.. رئيس إقليم كردستان يصل بغداد لبحث ملفات عدة شائكة مع الحكومة


.. ما أبرز المشكلات التي يعاني منها المواطنون في شمال قطاع غزة؟




.. كيف تحولت الضربات في البحر الأحمر لأزمة وضغط على التجارة بال