الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اللغة العربية !! تهجم ؟

منير الكلداني

2018 / 6 / 2
الادب والفن


في الاونة الاخيرة شاهدت كثيرا من الافراد يهاجمون اللغة العربية ولعل اوضح اسباب الهجوم على هذه اللغة هو ارتباطها بحسب المدعى بشيئين رئيسين
الاول : الاسلام لان الديانة الاسلامية عندها الكتاب المقدس (( القران )) وهو كتاب عربي بأصل وضعه
الثاني : العرب لكونهم ناطقين بها على الاقل في صلة التفاهم العام باختلاف لهجاتهم المنبثقة منها بحسب عوامل تاريخية وسياسية
وهذان السببان لا اراهما كافيان في التهجم على لغة وجدت منذ اكثر من 20 قرن ولا زالت محتفظة بهويتها بل وقوتها من حيث البناء اللغوي فيها فمن غير المعقول ان اهاجم لغة معينة لكوني اكره من يتكلم بها او يعتقد بفرع من قداستها وهذا بتصوري حيلة العاجز الذي لم يجد شيئا في اللغة الا بمهاجمتها عبر معتنقيها كمثل من ينقض قاعدة علمية بسبب ان مخترعها لا يعتقد بما اعتقده ..
مضافا الى ان الحرية التي يتفق الجميع عليها لا تجعل من اللغة وسيلة للتسقيط او لتقليل المقابل فهي فرع عنصرية وطبقية يكاد العالم ان يتخلص منها بوسائله الانسانية
ان اللغة العربية تعتبر من امهات اللغات الحية التي بنيت واسست على اصول فاقت فيها كثير من اللغات التي كانت موجودة في عصرها بل نرى ان كثير من تلك اللغات تمزقت واصبحت لغات اخرى واندثرت منها الكثير فيما حافظت هذه اللغة طيلة هذه القرون على مكانتها رغم ما مرت به البلدان العربية من سياسات طمس الهوية من حيث التقاليد والعادات واللغة على مر حقبة زمنية ليست بقليلة فمنذ سقوط بغداد بيد هولاكو والى منتصف القرن الماضي كان العرب تحت السيطرة من قبل دول اخرى كانت تمتلك لغة مباينة ومختلفة مثل المغول والفرس والاتراك والدول الاوربية التي تسيدت لقرون على هذه الارض ورغم كل ذلك لم تندثر هذه اللغة لما لها من جذور تاريخية وبنيوية يعصب ان تنال منها ولو كانت لغة اخرى تتعرض لما تعرضت اليه هذه اللغة لاندثرت بمئة سنة كما حدث في اللغات الاوربية في فترة الحروب التي كانت دائرة بين الممالك الاوربية حينها حيث اندثرت اللاتينية لتحل محلها لغات عديدة (( لغات وليس لهجات )) وومعلوم ان لكل لغة قواعد بخلاف اللهجات التي لا توجد لها قواعد معينة فاللغة الالمانية والانجليزية والفرنسية لغات لها قواعدها الخاصة من حيث طريقة تعليمها مع وجود اللهجات داخل البلدان ، فوجود اللهجات لا ينفي اللغة الام التي تعود اليها وزعم ان اللهجة نافية للغة الام زعم لا يقترب من الصحة بحال لما نراه موجودا في كل لغات العالم فضلا عن العربية ...
ولعل قوة اللغة العربية تكمن في جذرها الثلاثي (( علم الصرف )) فللجذر هنا مكانة في الثبات تجعله اقوى من لغة اخرى لا تعتمد على الجذر فهو يعطي مساحات اكثر من حيث التطوير وبقاء الاصل البنوي من غير تغيير فمثلا :
(( طير – طائرة – طيران )) لها جذر واحد اصله (( ط – ا – ر ))
وهي تدل على التحليق جوا ونفس هذه المفردات لو طبقناها على اللغة الانجليزية لظهر لنا التالي :
((bird - Plane – Flight ))
بحيث لا يوجد جذر لغوي يربطها ومن هنا كان للغة العربية هذه القوة التي نادرا توجد في لغة اخرى حتى من نفس اللغات السامية التي تعتبر الاقرب اليها من حيث النشوء والتطور ..
واما ان نحصر ابداع هذه اللغة وتهميشها بسبب اعتناق الاسلام او نظرتنا لمتكلميها بالدونية فهذا امر اقرب للاجحاف منه الى الانصاف ، واذا كان المهمش بنظره يرى الانسان وعدم الطبقية والعنصرية فكيف يرضى لنفسه ان يتصف بما يهاجمه ...
ورغم كل ما تقدم تبقى اللغة العربية تحمل في مكنونة البقاء مساحات اوسع من الاندثار وهي من اللغات الاصيلة والتي تجذرت عبر عدد غير قليل من القرون وليس ذنبها ان تكلم بها بعض ممن مارسوا الجريمة فكم هم الذين مارسوا الجريمة من اناس تكلموا بمختلف اللغات فهل يعني هذا ان اهمش كل اللغة بسبب الافعال الفردية والتي لا تتحمل الامم مسؤوليتها وقد يسعفنا الزمن بمقارنات اخرى بين اللغة العربية وباقي اللغات الاخرى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1


.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا




.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية


.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال




.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي