الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحلامُ شجرةُ ( التُكّي )*

كريم عبدالله

2018 / 6 / 2
الادب والفن


شجرةُ ( التُكّي )* ترسفُ في قلبها أحلام طفولتنا المسجونةِ فوقَ أوراقها مخلّفةً ذكريات خضراء تجتاحُ أزمنتنا المستباحة ترضعنا مِنْ ضرعِ ثمارها نستطعمُ الأنين الأحمر كـ الشفاهِ المتمرّداتِ خجلاً يرتجفُ , تَهِبُ ( الحِبَّ )* المستكينَ المرهفَ الدموعَ تحتها تجتاحهُ برودة تنعشُ الماءَ المتراقص حلقات تغازلُ ( طاسة ً )* تنامُ على سطحهِ مسترخيةً حالمة لا تزعجُ العصافيرَ تحتهُ تنفشُ ريشها الرقيق الحزن تحتمي متسلّيةً لاعنةً قسوةِ الصيف تستعذبُ قطراتهُ الباردة غارقة تحفظُ الأسرارَ , كلّما هبَّ نسيمُ الشوقِ يحرّكُ أغصانها تتراقصُ مشاعرنا الخجولة تغنّي آهاتها الطويلة , كمْ مرّة ومرّة نضجَ ( التُكّي )* يغازلُ عميقاً جذورَ البراءة فينا يشاكسُ سنوات شيّختها غربة تناسلتْ كثيراً على أبوابِ المنافي حينَما هبّتْ ريحٌ عارمة سرقتْ أفراحَ حديقتنا تشتّتَ الأعوامَ الثمينة الى حتفها تسوقُ الربيعَ تتناهشهُ السياطَ المنمّقة رحّلتْ الأعشاشَ الآمنة تتناهبها الأصقاعَ ضائعة الآمال تعبّىءُ بيوضها المتشبّثة خلفَ الأقفاص يزركشها النسيان تسوقها الذئاب تغيّبها . كـ شمسٍ خابيةٍ عادتْ في دفاترِ الأسلاف سوى الكلمات المنكسرة تصاويرهم مرصوفة مكتويةً الأجنحةُ براثنُ الجحود تتفتّحُ على أذيالها عالقة بربريّة تتنرجسُ بـ خبثٍ يداعبُ أفولَ أحلامهم العصيّة حاضرةً تثبُ عاليةً تردّدها حبال الأمنياتِ المستفيقة في بحرِ يحرسهُ العدم . هو الوطنُ يسكنها تتشبّثُ يُلهبها أوارُ القلب تمسحُ الرمادَ والحزنَ عنْ لحاءِ شجرةِ ( التُكّي )* تعلّقُ على أغصانِ عشقها أسماءهم الغائبة فرداً فرداً تتأوّهُ لكنَّ مكرَ العثَ إستلذَّ قلبها المفجوعَ فـ تهاوتْ تتنفسُ وحيدةً هجومَ المرارةِ وعبثَ الحروب المزمنة أزليّةً سرقت أغاني الأصدقاء فلا طعمَ سـ ينمو في كهولة الروح العاشقة إلاّ الندم يتقاطرُ يملأُ العيون . على نخيلِ الوطن المتهاوي سـ تُشنقُ أحلام كفنها بعدما ثقّبتهُ الرصاصاتُ الصديقة تردّدُ خيبتها : -
( غريبة ْ الروح لا طيفكَ يمرّْ بيها ولا ديرةَ التلفّيها صفتْ وي ليل هجرانكَ تردّْ وتروح ْ )* .


شجرةُ التُكّي * : شجرةُ التوت .
الحِبَّ* : اناء مخروطي فخاري يستخدمة العراقيين فيما مضى لـ تبريد الماء .
طاسة* : اناء صغير مصنوع من الالمنيوم يستخدم في شرب الماء وغيرهِ .
( غريبة ْ الروح لا طيفكَ يمرّْ بيها ولا ديرةَ التلفّيها صفتْ وي ليل هجرانكَ تردّْ وتروح ْ )* : مقطع من قصيدة الشاعر العراقي الغنائي ( جبار الغزّي ), تتحدث عن غربة الروح وعدم زيارة حتى أطياف الحبيب في المنام فلا ارض
تأويه فقط الهجران والالم تراوده .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استشهاد الطفل عزام الشاعر بسبب سوء التغذية جراء سياسة التجوي


.. الفنان السعودي -حقروص- في صباح العربية




.. محمد عبيدات.. تعيين مغني الراب -ميستر آب- متحدثا لمطار الجزا


.. كيف تحول من لاعب كرة قدم إلى فنان؟.. الفنان سلطان خليفة يوضح




.. الفنان السعودي -حقروص- يتحدث عن كواليس أحدث أغانيه في صباح ا