الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الطفل في المشاركة أين نحن من تنفيذه؟

رهادة عبدوش

2006 / 3 / 21
حقوق الاطفال والشبيبة


ليس فقط لأن الطفل إنسان المستقبل بل لأن للطفولة قيمة بحد ذاتها يتوجب رعايتها وتنميتها من هنا وجدت اتفاقية حقوق الطفل التي عملت على ترسيخ قيمة الطفولة وتغيير مفهوم الاهتمام بالطفل فلا يبقى على هامش المسؤوليات بل تتصدر حقوقه قائمة الأولويات في المجتمعات كافة.
هذه الاتفاقية التي من مميزاتها أنها جاءت لتؤمن مصلحة الطفل الفضلى في جميع سياسات وبرامج الحكومات واعتبرت من المبادئ العامة التي طرحتها والتي من ضمنها حق الطفل في البقاء والنماء وعدم التمييز وحقه في المشاركة الذي يضمن حق الطفل في التعبير عن رأيه، هذا الحق الذي كفلت تنفيذه الدول الموقعة على الاتفاقية ومنها سورية التي أقرت حق الطفل في إبداء رأيه والتعبير عنه في كل المجالات المتعلقة به وبمصالحه وإعطائه حق المشاركة الفعلية منذ طفولته المبكرة ضمن إمكانياته ومستوى نضجه الزمني والاجتماعي والجسدي.
ماذا فعلنا لأطفالنا لنؤمن فعالية هذه المشاركة؟ هل قدمنا لهم الإمكانيات والمعطيات اللازمة، والمعرفة الضرورية لتسهيل عملية المشاركة وإبداء الرأي؟
بجولة قصيرة بين صفوف طلابنا في المدارس نستطيع تلمس مدى قدرة أطفالنا على التعبير عن رأيهم ومقدرتهم على المشاركة بما يخصهم على الأقل.
لنبدأ أولا من السياسة التعليمية المتبعة والتي تتدخّل في التأثّير على تنشئة الطفل وإدخال آراء مسبقة إلى ذهن الطالب ؛ بالإضافة إلى المناهج التدريسية التي تعمل على حشو ذهن الطفل بالمعلومات بالتلقين والحفظ دون التطرّق إلى الأساليب الأخرى التي تحفز الطفل على المساهمة في الوصول إلى المعلومة بنفسه وهذه تجعله مهيئا للأخذ فقط دون البحث والاستنتاج
ويفتقر التعليم إلى الأنشطة كالرحلات التعليمية والترفيهية والتي تقتصر على رحلتين أو ثلاثة فقط في العام بالرغم من تأثيرها وأهميتها في تنشيط ذهن الطالب ؛ وكذلك ندرة الأنشطة الفنية وعدم وجود ورش عمل للأطفال الموهوبين لتنمية قدراتهم ؛ بالاضافه إلى الافتقار إلى التقنيات الحديثة و طبيعة التعامل معها كحاجة ضرورية كالكمبيوتر الذي يجب وضعه في متناول يد كافة الطلاب لكنه ما زال يعتبر من الكماليات .
هذا بالإضافة إلى تأثر الطفل بالظروف المختلفة المحيطة به ؛وعلى أبسط مثال تأثر الطفل بآراء أهله الذين يريدونه أن يصبح مثلهم ويربونه على ذلك وهم من حيث لا يدرون يحدّون من قدرته على التعبير عن رأيه ويقيدونها بأفكارهم. ويتأثر الطفل أيضاً بالوضع الاقتصادي فالطفل الذي يحيا في بيئة متوسطة يهمل من الناحية التثقيفية فلا تنمى مواهبه بالمشاركة في النوادي أو الذهاب إلى المكتبات العامة التي أصلاً تفتقر لها مدننا وهي التي تساهم في نمر الطفل العقلي ونمو قدراته وتمكينها أما العائلات الفقيرة فيضطر أطفالها للتسرب من المدارس للعمل لمساعدة الأهل وبالتالي يهملون من الناحية التعليمية أيضاً.
أمور كثيرة لا تحصى تساهم في الحد من قدرة الطفل على التعبير وتكوين آرائه الخاصة وتنمية قدرته على المشاركة التي تزداد فعاليتها باعتراف البالغين بإمكانيات الأطفال غير المحدودة على المشاركة، يجب أن نعترف بأن لهم أفكارهم الخاصة وبأن دورنا يقف عند تمكينهم فقط وليس زرع أفكارنا فيهم.
مجتمع كمجتمعنا يشكل فيهم شريحة الأطفال نحو (40.2 %) يجب الالتفات أكثر إلى اتفاقية حقوق الطفل والعمل على تطبيقها بتسخير كافة الإمكانيات المادية والعلمية ومساهمة كافة القطاعات العامة والخاصة والمنظمات المعنية للنهوض بواقع الطفل وبالتالي تطبيق كافة حقوقه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هو المطلوب لحل أزمة النازحين السوريين في لبنان؟


.. حماس تعلن عن فقدها الاتصال بمسلحين يحرسون 4 من الأسرى الإسر




.. الأونروا ترد على الاحتلال بخصوص المناطق الآمنة في غزة


.. الجورجيون يتظاهرون ضد -العملاء الأجانب-




.. Lawyer arrested on LIVE TV