الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العقل السياسي العربي بين زايد بن سلطان .. ومفتي الجزيرة الهمام ؟

داود البصري

2003 / 3 / 13
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 

الأزمة الراهنة حاليا في الخليج وبكل أبعادها الدولية والمواقف المتفرعة عنها لاتختلف شكلا ولامضمونا مع ماساد في المنطقة العربية والعالم الإسلامي منذ صيف 1990 وحتى اليوم ؟ بل هي إمتداد طبيعي وكارثي لتلك الأزمة وملفاتها التي لم تحسم بعد ؟ فبعد غزو النظام العراقي المخزي لدولة الكويت في الثاني من آب / أغسطس عام 1990 ، فوجيء العالم بسيادة نمط غريب من السلوكيات السياسية والفكرية ! وبحدوث سلسلة من الإنقلابات الفكرية والسياسية التي تجاوزت أبعادها كل منطق سليم ؟ ففي لمح البصر إنقلبت النقائض وتغيرت التحالفات ، وسادت العالمين العربي والإسلامي هستيريا غريبة من الإنفلات الجنوني واللامحدود في التعبير المتطرف عن الرؤى والآمال والأحلام وتوضحت مدى هشاشة البناء الفكري والسلوكي والتوازني لقطاعات عديدة من الأحزاب والتيارات والجماعات الدينية والسياسية ؟ ، فمثلا إنقسم العالم العربي بشكل ليس له مثيل منذ عصر الفتنة الكبرى التي إبتدأت بمصرع الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان على يد ثوار البصرة ومصر ؟ وتحول نظام علماني / ستاليني شمولي وشرس ومغمس بدماء الأحرار والأبرياء من العراقيين والعرب إلى رمز نضالي إسلامي شامخ ؟ وتابعنا وفود ( الحجيج ) من الأحزاب الدينية وحتى نقيضتها الماركسية وهي تحث الخطى نحو بغداد ( لتتبرك ) بعطايا وإشراقات ( القائد الضرورة )!! ورأينا الماركسي الثوري من الجماعات الفلسطينية مثلا جنبا إلى جنب مع الجماعات الدينية التكفيرية أو حتى مع الجماعات الفاشية والعنصرية والقومية المتطرفة الروسية والفرنسية ؟ وجميعهم يلهجون ببطولة وحكمة ( صدام ) لأنه إبتلع الكويت وشرد شعبها في ليل بهيم ، وفتح بوابات جهنم على أمة العرب والمسلمين ؟ لقد كان عرضا سياسيا مؤلما ومريرا أن يرى الكويتيون وهم الذين دعموا بسخاء الجماعات الإسلامية في العالم من الإخوان المسلمين والتفرعات الناتئة منهم وهم ينضوون تحت معطف نظام لم يتعامل معهم سوى بلغة السيف والنطع والتقتيل الشامل وإعتبار الدين ( ظاهرة رجعية ) كما تقول مقررات وأدبيات حزب البعث الحاكم ؟.

وقتها وفي خضم ( المنازلة الكبرى ) التي دعا صدام العالم إليها غاب صوت العقل ، وتسيدت لغة الصراع المؤدلج ؟ وقام المرحوم الشيخ أسعد بيوض التميمي بإطلاق التهديدات الساخنة ضد الغرب متوعدا إياه بسوء المصير والمنقلب ؟ وهو نفس التهديد الذي وجهه جورج حبش ونايف حواتمة للمصالح الغربية ؟؟ وساد الهرج والمرج قبل أن تتكفل عاصفة الصحراء بأكمال المهمة التي كانت ناقصة ليتبين أن كل تلكم التهديدات لم تكن سوى هراء مخجل وبأن أوهام القوة التي مارسها النظام العراقي المهزوم ورقصت على إيقاعاتها جماعات الإسلام السياسي لم تكن سوى خدعة كبرى من نظام فاشي مهزوم ليس له أي فضيلة سوى أنه فضح المستور وأماط اللثام عن التصرفات الفاشية للجماعات والأحزاب التي تتدثر برداء الدين والآيديولوجيا ؟ وشهدت الأعوام العجاف الأخيرة تغييرات نادمة في العديد من المواقف إلا ان مايثير الغرابة فعليا هي حروب الفتاوي التي إندلعت أخيرا لتعيد ذكريات وتداعيات ماحدث قبل أكثر من عقد ولتكمل سيناريو الهراء السياسي للجماعات الدينية بدءا من إخوان الأردن وليس إنتهاءا بالجماعات الحزبية والدينية الأخرى وكان آخرها وليس أخيرها تلك الفتوى الملتهبة لشيخ قناة الجزيرة القطرية وأحد رموز الإسلام الوسطي كما يعرف نفسه الشيخ يوسف القرضاوي والذي أفتى ماأفتى ولم تكن فتواه بغريبة ضمن الإطار الفكري العام للشيخ ؟ ولكنها غريبة في إرهاصاتها السياسية وتفاعلاتها الميدانية ؟ فالشيخ من المحسوبين على النظام السياسي القطري ؟ وهذا النظام من أبطال الساحة والميدان في التطبيع مع الإسرائيليين وفي تقديم كل أواع التسهيلات وبكافة أشكالها وصنوفها الإستراتيجية للأميركان والقرضاوي يعلم والجميع يعلم بذلك ؟ فعلى أي أوتار يعزف القرضاوي إذن ؟ وهل إنشق عن طاعة النظام الذي يأويه ويوفر له المأوى والجنسية وبقية الإمتيازات المادية ؟ أي هل يدعو الشيخ القرضاوي الشعب القطري للثورة والإنتفاض على حكامه لأنهم لايقدمون التسهيلات اللوجستية فقط ، بل أن قطر هي القاعدة الإستراتيجية المتقدمة للقوات الأميركية والجنرال تومي فرانكس يقبع سعيدا بالقرب من المسجد الذي يصدر منه الشيخ القرضاوي فتاواه الجهادية ؟

فهل يمارس القرضاوي كقناة الجزيرة سياسة المعايير المزدوجة ؟ أم أنه يتحدث بفتاوي غير ملزمة ومخصصه للتصدير الخارجي فقط لاوعلاقة لها بالداخل القطري الطرف الأكثر إرتباطا بتلك الفتوى ؟

وبما أن الهدف من الفتوى أي فتوى هو مصلحة المسلمين العامة ؟ فهل سمع القرضاوي بمبادرة الشيخ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية ؟ هل ناقش عناصرها ؟ هل حلل طبيعة النظام السياسي التدليسي والإرهابي القائم في العراق ؟ ألم يتبنى أولي الأمر في الدوحة تلك المبادرة ؟ فما رأي الشيخ بها ؟ وهل يرفض الشيخ القرضاوي أن ينزع ( صدام ) القميص الذي ألبسه له الأميركان لحكم العراق ويرحل وزمرته بعيدا عن الشعب الذي دمر كل مقوماته وركائزه ؟ أم أن القرضاوي يريدها حربا طاحنة معروفة نتائجها قبل أن تبدأ ؟ قهل يتأمل القرضاوي أن ينتصر نظام صدام كما كان يتأمل أن ينتصر نظام ( طالبان )!!؟ ووفق أي منطق يتحدث شيخنا الجليل ؟ وبصراحة مرة أخرى نسأل شيخنا الجليل هل هو على إستعداد لأن يفجر نفسه في عملية إستشهادية ضد قاعدتي العديد والسيلية أو ضد قناة الجزيرة لأنها تستضيف الصهاينة على الدوام ؟

هل يقرن شيخنا القول بالفعل ؟

أم أن فتاوي القهاوي لاتعدو أن تكون سوى صورة أخرى من صور سيادة الغوغائية وحروب الكلام التي أوردت الأمة موارد الهلاك ؟

فهل ستشهد قطر سلسلة من العمليات الإنتحارية ترجمة لفتوى الشيخ يوسف القرضاوي ؟

علينا إنتظار برنامج الشريعة والحياة يوم الأحد القادم لنرى الرد ؟

فياأمة ضحكت ..... ؟

 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. قتيل وجرحى في انهيار مبنى بمدينة إسطنبول التركية


.. مبادرة شابة فلسطينية لتعليم أطفال غزة في مدرسة متنقلة




.. ماذا بعد وصول مسيرات حزب الله إلى نهاريا في إسرائيل؟


.. بمشاركة نائب فرنسي.. مظاهرة حاشدة في مرسيليا الفرنسية نصرة ل




.. الدكتور خليل العناني: بايدن يعاني وما يحركه هي الحسابات الان