الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعد ثلاث سنوات من الدمار لا زال التغيير مرهونا بمبادراتنا السياسية

مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)

2006 / 3 / 21
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعد ثلاث سنوات من بدء الحرب على العراق وسقوط النظام البعثي الفاشي بات العراق يعيش في الدمار واتون الحرب الطائفية وعلى عتبة تحويلها الى حرب اهلية شاملة كما ان المجتمع تمزقه سيطرة الرجعية السياسية والتقسيمات الطائفية الاسلامية والقومية، غياب الامان، هيمنة قوى الاسلام السياسي وميليشياته والعمليات الارهابية والمجازر اليومية للناس الابرياء وتحكم قوى الاحتلال بمصير الجماهير.
بعد ثلاث سنوات من احتلال العراق وان القوى الاسلامية والقومية التي دفعتها قوى الاحتلال لتشكيل الحكومة في مأزق عميق وشامل دون مخرج.
اننا نتحدث اليوم عن الحرب بعد ثلاث سنوات وان عشرات وعشرات الالاف من الاشخاص الابرياء راحوا ضحية الاحتلال وارهاب الدولة لامريكا وارهاب عصابات الاسلام السياسي السني والشيعي ويقتل يوميا عدة عشرات من الاناس الابرياء.
في هذه الايام حتى الموظفون الامريكيون من امثال خليل زاد يعترفون بانهم فتحوا ابواب قوى الدمار الطائفي لهذا المجتمع من خلال الاحتلال والحرب. و اياد العلاوي يصرح بان ما يجري الان في العراق لا يمكن غير تسميته بالحرب الاهلية. اليوم لا يصغ احد لا في العراق ولا في العالم، غير القوى التي لها مصلحة في هذه الاوضاع ومن تلطخ ايديها بدم هذه البحر من الدماء المسفكة، لما كانت تطبل لها امريكا وبريطانيا وجماعات المعارضة القومية والاسلامية والديمقراطيين الجورج البوشيين قبل الحرب من تحويل العراق الى مركز اشعاع الديمقراطية في الشرق الاوسط بعد الحرب.
شكلت الحرب على العراق واحتلاله احدى معضلات ومسائل تاريخ العالم الراهن. انها كانت ولا تزال مسالة مرتبطة بمكانة امريكا في العالم الراسمالي الحالي وغطرستها العسكرية للتحكم بالعالم. ان دمار المجتمع في العراق وهذه البحر من الدماء وهذه الماسي المستمرة وهذا الانتعاش لقوى الاسلام السياسي والطائفية والقومية هي نتيجة ووجه من وجوه وتجلي من تجليات النظام العالمي الجديد الذي ارسى اسسه اليمين البرجوزاي الحاكم في امريكا بعد انهيار الكتلة الشرقية و تابع ترسيخه من خلال الحرب على العرا ق واحتلاله.
دع جانبا الاكاذيب المفبركة للاستهلاك العالمي لغرض تبرير الحرب من امثال مواجهة الارهاب الاسلامي الى دمار اسلحة الدمار الشامل وغيرها فالوعود والاكاذيب حول الديمقراطية وتغير النظام بنظام ديمقراطي كذلك لم تكن شئيا غير تسليم مصير الجماهير في العراق الى ايدي القوميين و قوى الاسلام السياسي التي لم تتوانى عن خنق وذبح الحريات على طريقتهم الاسلامية الشيعية والسنية.
قارن دعايات الاعلام الموالي لامريكا قبل الحرب حول رسالة امريكا الديمقرطية في الشرق الاوسط والخلاص من الدكتاتوريات عام 2003 وما نشهدها اليوم من المجازر على ايدي قطبي الارهاب، ارهاب الدولة لامريكا وارهاب الاسلام السياسي وتصاعد تيارات الاسلام السياسي في العراق والمنطقة والحرب الطائفية والقومية في العراق وخطر نشوب حرب اهلية على صعيد المنطقة.
اليوم لايدور الحديث حول قوى لم تجرب حظها في خنق حريات الجماهير، وليس الحديث هو حول كون قوى الاسلام السياسي الشيعي وجماعات امثال علاوي وجلبي و القوميين الاكراد امثال الطالباني والبارزاني ومن لف لفهم من الاناس الذين دافعوا عن الاحتلال والحرب الامريكية كانوا في المعارضة و كانوا يشكلون قوى رجعية في صف المعارضة للنظام البعثي البائد. انهم هذه الايام تواجههم الجماهير بوصفهم قوى مسؤولة عما يجري في العراق ولهم تاريخ ثلاث سنوات من الحكم الميليشي وخنق الحريات واستعباد المراة واللصوصية والقتل والمجازر والرجعية بكل اشكالها وكل ما يتعلق بدمار هذا المجتمع. انهم اليوم على بركان من النقمة الشعبية والغضب بسبب ما مارسوها ضد الجماهير وقبل كل شئ ضد تقسيم المجتمع الى القوميات والطوائف المختلفة وسلب الحياة المدنية والهوية الانسانية عنوة من الناس.
الحقيقة التي تعبر عن نفسها بوضوح اثر تجربة 3 سنوات من الماسي هو ان جميع السيناريوهات العملية السياسية "الديمقراطية" التي فرضت على الجماهير من الانتخابات والاستفتاء وغيرها كانت على حساب عزلة الجماهير السياسي وسلب حرياتها وحقوقها ومصادرة الهوية المدنية منها وتقسسيمها الى احاد منتمية الى الطوائف والعشائر والقوميات والاثنيات.
كما ان تجربة اخرى بعد ثلاث سنوات من الحرب هي ان القوى المتسلطة الاسلامية والقومية قد عملت كل ما في وسعها لجر الجماهير الى حرب اهلية وطائفية شاملة لكن رغم كل هذه التطاولات ابقت الاغلبية الساحقة من الجماهير المسحوقة بيد هؤلاء الاوغاد وحافظت على اسس المدنية للمجتمع واواصر العلاقة الانسانية التي تربط الناس.
ان الطبقة العاملة وبصفوفها المليونية المتركزة في مدن مجتمع عصري والجماهير الكادحة وكل محبي الانسانية والحرية وجماهير النساء الاسيرة بيد الطائفيين الاسلاميين والقوميين والشباب المتطلعة الى حياة عصرية كانت ولا تزال هي القوة الاجتماعية التي تتصدى بشكل او باخر للانهيار التام نحو الحرب الاهلية الشاملة. غير ان الواقع المؤلم الحالي وبعد ثلاث سنوات من الماسي يعلمنا بان هذه القوة الاجتماعية لاتستطيع ان تديم بهذه الوضعية ولا تستطيع ان تكون سدا منيعا امام الحرب الطائفية الشاملة اذا لم تتخذ المبادرة السياسية وتلوج الميدان بوصفها قوى مستقلة تدافع عن نفسها وعن وجودها وكيانها بوجه عصابات الطائفيين والقوميين من كل الاصناف.
هناك جانب مهم اخر بحاجة الى التاكيد عليه وهو ان قضية مساعي الجماهير ونضالها لنيل حقوقها المدنية والسياسية ولحرياتها اصبحت قضية عالمية ليست فقط بالمعنى العام للكلمة بل بالمعنى العملى والمحدد ايضا. ان الحديث عن الطبقة العاملة في العراق، الحركة العمالية فيه، الاعتراض اليساري، حزبنا، اتحاد المجالس، ومنظمة حرية المراة، النضال التحرري والمساواتي للمراة، مؤتمر حرية العراق والبديل الثالث هو متداول ولو بشكل ضعيف وغير كاف في تلك الاوساط واكتسب تعاطف اقسام من اليسار العالمي وبعض القطاعات المتقدمة في الحركة العمالية العالمية. بعد ثلاث سنوات اصبح الامل بصعود نضال الجماهير المستقلة في العراق والوقوف بوجه كل تلك القوى الرجعية القومية و الطائفية مرهونة بشكل عملي في نظر اقسام كثيرة من اليسار العالمي بتطور قوى قطب اليسار في المجتمع العراقي ويرى نفسه في موقع المسؤولية تجاهها و ابداء الدعم السيا سي والمعنوي العالمي لقضية تحرر الجماهير في العراق.
بعد ثلاث سنوات من الماسي لازال التغيير مرهونا بمبادراتنا السياسية. ليس هناك بديل غير ولوج الجماهير الميدان بشكل مستقل وتحت راية ثورية وانسانية وراديكالية كي تنجز اهدافها وتاخذ مصيرها بيدها. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي والحركة العمالية والنسوية ومنظماتهما جزء اساسي من الاعتراض السياسي بوجه هذه الاوضاع ومشروع مؤتمر حرية العراق هو مشروعنا واصبح لحد الان مشروع اقسام من هذه الحركة ومنظماتها لتقوية قوى الجماهير وتنظيمها في حركة شعبية عارمة بوجه هذه القوى المتسلطة على رقاب الجماهير. ان مؤتمر حرية العراق يهدف الى تقصير ايدي الاسلام السياسي وانهاء الاحتلال ويسعى لتحويل الاعتراض الشعبي الواسع بوجه هذه الاوضاع الى اعمال الدفاع عن النفس واخذ مصير وامن الجماهير باياديها في الاحياء والمحلا ت.
ان الذكرى السنوية الثالثة للحر ب هو في الوقت نفسه الذكرى السنوية الاولى لتاسيس مؤتمر حرية العراق. ان هذا المشروع السياسي هو مشروع شعبي للجماهير في العراق للمبادرة في الدفاع عن نفسها بوجه قوى الاحتلال والاسلام السياسي والدفع بنضالها في اطاره نحو كسب حقها في اختيار نظامها السياسي بحرية والذي سلبت منها تحت شتى الذرائع السياسية وبمختلف الوسائل. ان الجماهير في المحلات والاحياء بحاجة الى تنظيم نفسها وتسليح نفسها واخذ المبادرة بنفسها بشكل جماعي كي يفرض التراجع على قوى الاسلام السياسي واية قوى عصابية وميليشية تريد الحد من حرياتها وسلب امانها. ان مؤتمر حرية العراق هو الاداة النضالية الشعبية الواسعة لتحقيق تلك الاهداف لنقويها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجندي الأمريكي موريس مورفنت: انتماؤه الى -كاجان-، مكنه من أ


.. مرشحو الانتخابات الإيرانية: من يصل إلى قوائم الإقتراع؟




.. جنوب أفريقيا: ملف ملكية الأراضي الزراعية يلغم نتائج الانتخاب


.. خامنئي: من قام بعملية {طوفان الأقصى} أفشل المخطط الكبير للشر




.. حماس تنظر بإيجابية إلى مقترح بايدن لوقف إطلاق النار في غزة