الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سيادة الرئيس انتبه قد آن وقت الغرق

طلال سيف
كاتب و روائي. عضو اتحاد كتاب مصر.

(Talal Seif)

2018 / 6 / 7
مواضيع وابحاث سياسية


سيادة الرئيس انتبه قد آن وقت الغرق
ربما عمل مقارنات بين سياسات الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس عبد الفتاح السيسي، لا تعجب البعض وربما أيضا كتب عنها الكثيرون. لكنني أركز على نقطة فاصلة فى حياة الزعيمين إن جاز التعبير. عبد الناصر لم يطالب الشعب أن يتحمل الجوع وتكلفة التطوير، التي لمسها الشعب بذاته على شكل أكبر مشروع فى القرن العشرين" السد العالي" ومصانع كالحديد والصلب والألمونيوم فى نجع حماد والمراجل البخارية وغيرها من المنجزات على أرض الواقع. تلك المنجزات الإنتاجية والبنائية التي صبت رأسيا فى مصلحة المواطن. لذا فقد تحمل المواطن دون أن يسأله الرئيس. أما أن يطالب الرئيس السيسي، المواطن بالتحمل نظريا دون أن يلمس العائد عليه من التحمل فذلك تغييبا للعقول، وكأنك تطالبهم بأن يعيشوا مثل شعب غاندي وأنت تعيش مثل أوناسيس. تلك قسمة ضيزى. ماذا يعني هذا الاستخفاف بالعقول حينما ترتفع أسعار كل السلع بما لا يتناسب طرديا مع الدخول، ويخرج أحد رجالك متنطعا بالقول: أن هذا يصب فى مصلحة المواطن. حينما يفقد الإنسان الثقة بينه وبين حاكميه، يتحول بالضرورة إلى نصف مواطن، فى نصف وطن، وكأنني أشاهد تاريخ الكفار تماما، حينما كان أبولهب يصب فى مصلحة أبي جهل بتعذيب عمار بن ياسر، ويحاولان اقناعه بأن العذاب يصب فى مصلحته!!
أحد.. أحد
فحكم الواحد الذي لا يقبل النقد ويزج بمعارضيه فى غياهب السجن، مآله للغرق. فقد قالها فرعون من قبل" لا أريكم إلا ما أرى ولا أهديكم إلا سبيل الرشاد" فكان مصيره والشعب معا فى غياهب بحر لجي. أما أن يشعر المواطن أنه نصف فى وطن نصف. فالأمر قد يتعدى كل التوقعات، منها قبول العدو على أنه المخلص، أو استقبال الجماعات الدموية على أنها المهرب من تلك النصفية. سيادة الرئيس من أقنعك بأنك على صواب مكتمل. محض منافق مكتمل، فكلنا نعيش تجارب إنسانية تقبل الضدين. لست مقتنعا بأن عاصمة إدارية جديدة يبدأ سعر المتر فيها ب 6000 جنيها يعد من قبيل الإنجازات، فأي مواطن راتبه 3000 جنيها يمكنه شراء 3 سم بالكاد شهريا. كيف أقتنع وقد ظهرت النتيجة بأن توسعة قناة السويس مشروع ناجح وقد أثبتت الأرقام فشله؟ كيف أقتنع بأن الجيش المصري الذي ظل آلاف السنين محافظا على سلامة الوطن، أصبح مستمرا فى السوق الحرة؟ من أقنعك أن النقد كراهية، فهو بلاشك مختل العقل. سيادة الرئيس أنت تحاول اقناعنا بأن هناك عدو غائب وأنت فى حالة حرب معه. اطمئن فقد قرأناها فى رواية جورج أورل 1984 وقرأنا أيضا مزرعة الحيوان. إن استمرت سياسة الرجل الذي لا يرينا إلا ما يرى، فأبشر بالغرق، وليس هناك شاهد على تناقضاتك أفضل من زيادة رواتب الوزراء ونواب البرلمان والشعب يشكي مرار المعيشه. اللحظة أسمع صافرات الإنذار. كلنا غرقى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا