الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اساتذة الجامعة بين مطرقة الطلبة وسندان وزارة التعليم

ماجد عبد الحميد الكعبي

2018 / 6 / 8
مواضيع وابحاث سياسية


على الرغم من تحسن المستوى المعاشي للاستاذ الجامعي الا ان المشاكل التي نعاني منها في الجامعة كثيرة ومعقدة منها الادارية والعلمية ومنها الخدمية. واصعب هذه المشاكل واعقدها تلك التي تتعلق بالجانب العلمي في الدراسات الاولية والعليا. لقد بات الاستاذ محتلا موقع العذول بين طرفين كل منهما يحرص على نيل رضا الاخر: الطالب والوزارة. فهو من يتحمل اخطاء الوزارة وتدني المستوى العلمي للطلبة وهو الذي يتحمل عبء التدريس غير المنضبط في المرحلة الثانوية عندما يستلم طلابا لا يحسنون كتابة الاملاء. اصبح كثير من الاساتذة ضحية لوضع يتواطؤ فيها هذان الطرفان مع بعضهما، فالوزارة ترغب بنسب نجاح مرتفعة خوفا من المساءلة في التقصير وخشية من تذمر الطلبة والطالب يطمح في الحصول على الشهادة بسهولة ويسر في حين يسعى الاستاذ بينهما حريصا على المستوى العلمي. لقد تحولت العلاقة بين الطالب والوزارة من علاقة ادارية وعلمية الى علاقة دعم ومساندة بدافع ايديولوجي لكي يبقى المسؤول في منصبه، لان المسؤول الاداري الضعيف يتودد للطالب خوفا من خروجه بمظاهرات تزيحه عن منصبه . السيد المسؤول يعلم جيدا ان الطلاب قوة شبابية كامنة لذا فهو حريص على بقائها كامنة عن طريق نيل رضاهم. ومن جانب اخر يستغل الطالب قوته الناعمة لكي يؤثر بها على الاستاذ فيستدر عطفه بالبكائيات والتوسل فضلا عن البحث الحثيث لايجاد واسطة من المقربين والاصدقاء من اجل التدخل والضغط على الاستاذ لتمريره نحو النجاح المضمون. يضاف الى ذلك - ومع الاسف الشديد - ان معظم الطلبة ياتي الى الجامعة بدافع الحصول على الشهادة الورقية والظفر ببنت الحلال ، واما التحصيل العلمي فياتي في اخر السلم من اهتماماته. وهنا ، لا احمل الطلبة المسؤولية كاملة في تدني مستواهم العلمي ولكن يتحمل الطلبة جزءا من المسؤولية لانهم قبلوا بتدجينهم مقابل النجاح السهل.
هذا الاضطراب في العلاقات بين الاطراف الثلاثة يمثل احد اهم الاسباب التي أدت الى ان يتحمل الاستاذ الجامعي كل الضغوط النفسية والاجتماعية والاخلاقية وهو يرى نفسه وقد تحول الى اداة تُستغل لتخريج طلاب غير مؤهلين علميا وغير مدربين لمواجهة صعوبات الحياة العملية. وهو يرى هذا الكم الهائل من الهدر في الوقت والجهد على مدى اربع سنوات وبالنتيجة يتخرج الطالب وهو لايتقن ابجديات بحث التخرج فضلا عن فقدانه للخبرات والمهارات اللغوية والتقنية. وهو يرى نفسه في حيرة لحل "طلاسم وهلوسة وتحشيش وهذيان" قدمها طالب في دفتر امتحاني قد رسب سنتين متتاليتين ليس لها اية قيمة علمية او جمالية سوى انـــــــها "شخابيط " ورصف للحروف كيفما اتفق.
وهو يرى هذا الطالب وامثاله يتخرجون ويحصلون على وظائف حكومية ومناصب ادارية وسياسية وربما يأتي بعد سنة او سنتين ليقدم على الدراسات العليا فيقبل ويدخل في دورة اعادة الانتاج المشوهة فيصبح استاذا وزميلا لذلك الاستاذ القديم الذي خرجه رغما عن انفه.
ربما يستفهم احدهم ويقول: هل يعقل ان التعليم الجامعي قد وصل الى هذا المستوى المتدني ، لا بد انك تبالغ فتتكلم عن حالات خاصة لا تتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة ؟ واقول فاجيب: نعم ، حالات خاصة لا يتجاوز عدد الطلبة الذين يستحقون النجاح حقا اصابع اليدين الاثنين ولكن هذا ليس هو الهدف من التعليم الجامعي لان هذا العدد الضئيل من الطلبة الذين استحقوا النجاح قدموا الى الجامعة وهم اصلا لديهم الاهلية الكافية للتعلم والاستعدادات المسبقة للنجاح ولكن اي نجاح؟ النجاح في ادنى مستويات شروطه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إسرائيل تناور.. «فرصة أخيرة» للهدنة أو غزو رفح


.. فيديو يوثق اعتداء جنود الاحتلال بالضرب على صحفي عند باب الأس




.. مراسل الجزيرة يرصد آخر تطورات القصف الإسرائيلي في جميع مدن ق


.. حماس: تسلمنا المقترح الإسرائيلي وندرسه




.. طالب يؤدي صلاته وهو مكبل اليدين بعدما اعتقلته الشرطة الأميرك