الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نضال المثقفين السهل ضد سوريا

ناجح شاهين

2018 / 6 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


نضال المثقفين السهل ضد الدكتاتورية في سوريا
ناجح شاهين
تجد المثقف مرتفع الصوت، حاد النبرة، وهو ينتقد النظام السوري الديكتاتوري الفاسد المتوحش ...الخ لكنه لطيف دمث ومجامل وهو يعمل في مؤسسة رئيسها فاسد ومرتش، وصديق للمول الغربي ودولته المستعمرة، كما أنه لين تجاه الاحتلال الصهيوني، إذ يدعو إلى "السلمية" التامة في مواجهة المحتل، لكنه يؤيد أي فعل عنيف موجه ضد بشار الأسد وصولاً إلى قصفه بالنووي إن الزم الأمر ومسح دمشق من خريطة الوجود بغرض أن يتنعم سكانها بالديمقراطية الليبرالية. في مقابل ذلك يبدو الأسد متوحشاً وهو يطلق النار على أوكار العصابات التي تريد رأسه ورأس الدولة وتقتل الناس في سبيل ذلك بدون تمييز. بالطبع يمكن تسويغ هذا لأنه جهاد أو نضال من أجل الحرية مثله مثل القصف الأمريكي والتركي. فقط "عنف" الدولة السورية هو العنف غير المقبول سياسياً وأخلاقياً. وليذهب ابن خلدون وهوبز إلى الجحيم بزعمهما أن الدولة هي المحتكر للعنف الشرعي.
أرأيتم كيف يكون الإنسان أخلاقياً وديمقراطياً ومناضلاُ ورائداً من رواد حقوق الإنسان والمرأة والمهمشين...الخ دون أن يكلفه ذلك أن يفقد وظيفته أو يخسر ترقية أو رحلة لأوروبا؟
لو أن هذا المثفقف "الديمقراطي الليبرالي" وأحياناً "اليساري" يعيش في دمشق الآن لكان من أشد المدافعين عن الدولة والنظام. كان سيرى أن الامبريالية الأمريكية والصهيونية والخليج هم أعداء الأمة، حتى لو لم يقتنع بذلك في أعماقه: ذلك أنه يفضل النضال السهل الذي لا يكلف شيئاً.
وكما تعلمون فإن انتقاد سوريا اليوم فيه منافع جمة: إنه يجلب لصاحبه العمل المجزي في مراكز أبحاث الامارات وقطر ووسائل إعلامها، كما أنه يجلب الجوائز والمكافآت بأنواعها.
إنهم مناضلون مرتزقة دون شك. لكن الحيلة لن تعييهم في توضيح أن الامارات وقطر والسعودية تظل أفضل من سوريا. صحيح أنها ليست ديمقراطية، ولكن هامش الحريات فيها أعلى بكثير مما هو عند نظام الأسد الوحشي الذي يستحق بضمير مرتاح أن نتعاون مع الصهيونية وأمريكا وتركيا والعصابات ومحميات الخليج القروسطية من أجل اسقاطه. نظام الأسد هو الشر المطلق الذي تهون أمامه الشرور كلها بما في ذلك التواطؤ مع المشروع الاستعماري في المنطقة.
للأسف عينة هذا المثقف منتشرة على نطاق واسع في بلادنا العريية بما في ذلك فلسطين والأردن ومصر وتونس والمغرب من بين أماكن أخرى. وهو على رأي مظفر النواب "يدافع عن كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته" خصوصا عندما تكون قضية فلسطين المحتاجة للتضحيات الجسام، والتي يحسن استبدالها فوراً بالنضال من أجل سوريا الذي يجلب المنافع العظام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل