الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نحن بحاجة للتوحد لا لإلصاق الإتهامات...

إعتراف الريماوي

2006 / 3 / 22
القضية الفلسطينية


بعد أن أصبح تشكيل الحكومة الفلسطينية يتكون من وزراء حركة "حماس" وبعض الشخصيات المهنية الصديقة للحركة أو المستقلة، لا بد من من الجميع أن يتطلع بإيجابية لهذه الحكومة بما أنها نتاج إرادة جماهيرية ديمقراطية وفرت لحماس أغلبية برلمانية مكنتها من هذا التشكيل.
على مدار أكثر من شهر من الحوارات الفصائلية الثنائية والمشتركة، والتي أفضت محصلتها إلى عدم وجود حكومة إئتلاف وطني عريض أو حتى تحالف مع أي من الفصائل مع حركة حماس، وقد سمعنا مبررات الجميع والأسباب التي أدت للوصول إلى الصيغة الحالية، وفي هذا المجال، قد لفت إنتباهي ما صرح به أحد القياديين البارزين من حركة حماس، وقد أشار في حديثه أن الولايات المتحدة الأمريكية قد ضغطت على الفصائل الفلسطينية كي لاتشارك بالحكومة ولإبقاء حماس وحدها.
برأيي أن مثل هذه التصريحات لا تفيد بشيء سوى توزيع الإتهامات، أم أنه إيحاء من الحركة للرأي العام بأن الكل يستجيب للولايات المتحدة إلا هي؟! وهذا اعتقد أنه بعيد جدا عن الصحة والصواب ولا يعدو كونه نوع من الدعاية وللإبتعاد عن الأسباب الحقيقية لعدم وجود تحالف بين حماس وأي من الفصائل الأخرى، مع أن مثل هذا المنطق يسيء للآخرين، فنعلم ان هناك أطراف فلسطينية مؤمنة ببرامج " أوسلو" وخارطة الطريق وبل أيضا هناك من يؤمن بوثيقة جنيف كمشروع لحل الصراع، ولكن هناك أيضا فصائل فلسطينية على يسار حماس في البرامج السياسية تاريخيا وعلى مدار عقود النضال الوطني الفلسطيني، كما أن مثل هذه القوى مصنفة من قبل أمريكا والدول الأوروبية قبل حركة حماس على لوائح " الإرهاب"، فكيف يمكن لهذه القوى أن تغازل أمريكا أو تقبل الشروط الأمريكية؟!
كان من المفترض أن تكون إحدى نتائج الإنتخابات التشريعية هي مدخل لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، وإخراجه من تحت وطأة الهيمنة والتفرد وبالتالي بناء نظام تعددي وتحقيق مشاركة سياسية حقيقية، من خلال إعادة بناء م ت ف بهويتها وميثاقها الجامع، كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني. لكن ما رأينها في حوارات تشكيل الحكومة، كان هناك تشبثا عاليا بالطرح الخاص، وخاصة بين الكتلتين الكبيرتين، فكتلة فتح تشترط على حماس قبولها الإتفاقات السابقة الموقعة مع إسرائيل، بالإضافة لشرط الفصائل الأخرى المتعلق بإقرار حماس بشرعية م ت ف كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، لتدخل الحكومة معها، وبالمقابل كانت حماس تتمسك بإقرار فضفاض فيما يتعلق ب م ت ف وكذلك بالإتفاقات السياسية الموقعة، ما خلق شعورا عاما ان الحوار بين هاتين الكتلتين يأخذ الرؤيا الخاصة وتغليبها على ما هو عام، بمعنى محاولة كل طرف فرض أجندته على الآخر.
وكان هناك حوارات أخرى، وكان أبرزها الذي تم بين حماس والجبهة الشعبية وكان بينهما تقاطعا كبيرا فيما يتعلق برفض برامج التسوية السياسية والإقرار بضرورة شرعية المقاومة ضد الإحتلال، ولكن عدم إقرار حماس بما يتعلق بشرعية م ت ف كممثل وحيد للشعب الفلسطيني، ألقى شعورا ومحذارا أن حماس تسعى لتأسيس نمط تفردي وهيمنة جديدة من خلال ترسيخ شرعيتها وحدها وشطب سواها، وهذا يرتبط بالشق الوطني والإجتماعي لما تعكسه م ت ف من ميثاق وهوية فكرية وسياسية تعددية.
وبعد تشكيل الحكومة، فقد وصلنا لحالة من النظام السياسي برأسين متنافرين، مؤسسة الحكومة برئاسة حماس، ومؤسسة الرئاسة برئاسة فتح، وإذا ما إستمرت حالة الإستقطاب، سيكون مصير حالنا في المجهول ، ولذا كان من المحبذ الوصول لحكومة إئتلاف وطني عريض لتلافي هذا التنافر، ومواصلة مشروع إعادة بناء وهيكلة م ت ف كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني، وأن يشترك عمموم هذا الشعب في عملية ديمقراطية لإعادة هيكلة هذه المؤسسة وترسيخ حالة إستقرار أفضل للنظام السياسي الفلسطيني.
في خضم هذا الحراك السياسي، يجب أن لا ننسى برامج ومخططات الإحتلال والمشروع الأمريكي في المنطقة ككل، وأن ندرك أن صمود شعبنا ومقاومته الباسلة وبقاءه موحدا هو صمام أماننا وضمان إفشال المخطط المعادي برمته، ويجب أن يكون موضوع الحكومة ليس أكثر من محطة في هذا السياق، وأن لا تكون نهاية المطاف، بل يجب توظيف كل الإمكانات في إعادة الترتيب الداخلي الفلسطيني وتعزيز المقاومة والصمود.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تشاد: انتخابات رئاسية في البلاد بعد ثلاث سنوات من استيلاء ال


.. تسجيل صوتي مسرّب قد يورط ترامب في قضية -شراء الصمت- | #سوشال




.. غارة إسرائيلية على رفح جنوبي غزة


.. 4 شهداء بينهم طفلان في قصف إسرائيلي لمنز عائلة أبو لبدة في ح




.. عاجل| الجيش الإسرائيلي يدعو سكان رفح إلى الإخلاء الفوري إلى