الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا و أنا -قصة قصيرة-

حسام محمد السيد

2018 / 6 / 12
الادب والفن


الساعة الرابعة فجراً .. ها أنا أُغير من روتيني و أذهب للقهوه وحدي دون أخي الكبير و أصدقائي الأثنين القدامي .. لإنشغال كل واحداً مِنْهُم أصبح يَشغل نفسه ُ بعالمهُ الخاص .. ولكني ألتمس لهم العُذر ..
ها أنا أطلب طلبي المُعتاد *قهوه فنجان .. و لأول مره منذ فترةً طويلة معي من المال ما يكفي لشراء علبة سجائر من النوع الجيد نوعاً ما و أيضاً ما يكفي لأطلب طلبً أخر عند أنتهاء قهوتي .. و لكن كان ينقصني الحديث المعتاد بيني و بين أخي و أصدقائي .. فكان علي فعل شئ لكي لا أُصاب بالملل و أرحل سريعاً و أعود إلي البيت .. فبدأت حديثاً مع نفسي .. و أسميت هذا الشخص الذي اتحدث معه *أنا .. فكان الحديث كالاتي ..
- أتعرف يا أنا أني لست بمجنون لأُحدثك و لكني أشعر بالوحده و سأشعر بالملل إذا لم أفعل شيئاً و سأعود للبيت لأفعل الشئ الوحيد الذي أبرعُ فيه و هو *النوم ..
- أنا : بالطبع أنك لست بمجنونً أو مختل لتحدث نفسك .. و بالتأكيد أنت لست وحدك فأنا معك في كل الأوقات حتي في تلك الأوقات التي تكون محاط بكل من بيحبك و من يكرهك حولك ..
- أخبرني هل انت بخير يا أنا ؟
- أنا : نعم .. أنا بخير و بأحسن حال و لكن أنت من ليس بخير .. أخبرني .. أنا هنا دائماً و لن ارحل كالباقون .. سأستمع لك حتي و إن كان مضمون كلامك تافهاً ..
- حسنا سأخبرك ولكن عليك أن تعدني أنك لن تخبر احد بما سأقوله لك .. * ماهذا الذي أقوله بالطبع أنت لت تخبر أحد فأنت أنا و أنا أنت .. ولكن علي كل حال عليك أن تعدني ..
- أنا : أعدك ..
- أنا لست بخير .. لقد تعبت من الحياة بكل تفاصيلها الغبية .. لقد تعبت من الخيانة لقد تعبت من حياتي الدراسية لقد تعبت من تكرار هزيمة الزمالك في الدوري امام الأهلي .. لقد تعبت من المناقشات العائلية و تدخلهم في حياتي بأستمرار .. لقد تعبت من المناقشات الدينية التي لا يستفيد أي أحد من كل أطرفها بأي شئً يُذكر و دائماً ما تنتهي المناقشة بسب كل طرف للأخر .. لقد تعبت بسبب أني قد ولدت في دولة لا تقدر أي شئ في حياة مواطنيها .. لقد تعبت من الفتاه التي أحبها لأنها لم تعد تكترث لي .. أتعرف .. بالطبع أنت تعرف ! .. أني سأتم العشرون عاماً بعد اياماً قليلة و أتحدث بتلك الطريقة التي و كأني رجلاً في السبعين من عمره و قد فقد جميع أولاده الذين في مثل عُمري تقريباً في أنهيار عقارهم فوق رؤسهم .. و أصبحت نظرتي للحياة كنظرة ذلك الرجل حين أعطاه موظف الدولة 5 ألاف جنيه كتعويض عن حياة أولاده .. أتعرف .. بالطبع انت تعرف .. *يالله لماذا أكرر تلك الجملة رغم أني أعرف أنك تعرف ..
- أنا : أتعرف أنت يا صديقي ؟ .. اتسمح لي أن أقول لك ياصديقي .. أتعرف لماذا سألتك رغم أني أعرف كل ذلك الكلام ؟ ..
- طبعاً أسمح لك .. فوق كل شئ قد تكون أقرب لي من كل شئ .. فأنت أنا ..
- أنا : لقد سألتك لأني قد رائيت و أنا بداخلك أنك تحتاج إلي الحديث .. تحتاج إلي حديث حقيقي ليس كالذي بينك و بين أخيك و أصدقائك الذي يمتلئ بالضحك المتكرر أو الأشياء ذاتها التي تتحدثون عليها في كل مره مثل .. سوء جوده السكر الذي يُقدم في القهوه .. أو تلك الفتاة التي تراها دائماً في كُليتك التي تخجل أن تتحدث إليها في كل مره ..أو أنكم دائماً تسبون من يضع لكم الأختبار علي الرغم أنكم لا تذاكرون .. أعتقد أنك قد أختلقتني من العدم لكي تتحدث معي لأنه إذا لم تخرج ذلك الكلام الذي بداخلك قد تنفجر ..
- انت فعلاً علي حق .. أتعر.. لا لا لن أقولها هذه المره .. بأنكَ بالتأكيد تعرف ..
- أنا : أعتقد أنك الأن بخير نوعاً ما ولكن ليس تماماً .. مع كثرة الحديث معي ستكون بخير تماماً .. ولكن لا تنساني ..
- إلي أنت ذاهب ؟؟ أنا أحتاجك معي .. لا تذهب ..
- أنا : أنا دائماً معك .. و عندما تحتاجني سأكون عندك بمجرد أن تناديني ..إلي اللقاء .
- إلي اللقاء لن أنساك .. فأنت أنا .
أنتهي حديثي معي نفسي أو كما أسميته * أنا .. بحلول الساعة الخامسة و الربع صباحاً .. عُدت إلي البيت ليس معي سجائر لتبقيني مستيقظاً لأفكر .. لقد نفذت العلبة سريعاً لإني كنت أتقاسمها معهُ .. لذلك فعلت ما أبرع فيه جيداً و هو * النوم و لكن هذه المره سأنام و أنا أعرف اني قد أضفت صديقاً من نوعاً أخر كنوعي أنا ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??