الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شهرزاد

رامي أبو شهاب

2006 / 3 / 22
الادب والفن


(1)
بفستانِها الفضفاض عبرت
لغةَ التكوين
رائحةُ عطرِها تتسلقُ ممراتِ الذّاكرة
هكذا تشكّلت وتلاشتْ
جسدٌ يفضي إلى جسد
تلمستْ ضِفافَ جَسدي
وتركتْ حكايتها على غصن شجرة
أيقظتني رائحةُ الصَّباح
هجرتْ زمانَها ورحلت صوب َالمُدنِ الجديدة
قصفني نهداها تحتَ قميصِها المُعطَّر .
اغْتَسلتْ بصمتي
وكان السكوتُ رعشةَ البحْر المُثلَّج
شهرزادُ تبدأ ُ حكايتَها
أسيرتي
هي وأنا
بين نهْديْهَا خمْرةُ الصَّباح
انتشلتْ عينيها من عينيّ وغرقتْ بطرحِ كلامها
أغرقتْني برائحةِ بخورِها وحنينِها الآلهي
كان حلمِي يَضيقُ على خاصرتِها
حيثُ خرج السندبادُ وعلي بابا ...وعلاء الدين
كنتُ أحدَ عُشاقِها في حوانيت بغدادْ
امرأةٌ تمْضِي بي إلى فراشِها المَسْكوب من عرائش البُحور
شهرزادُ أميرتي الصَّابئة ألا تقتفينَ أثرَ أحلامي
وتَضعينَها بينَ يديَّ
ألا تمضين بي نحوَ مجاهل نَهْديكِ حيثُ الخبزُ والمسكُ والبُخور
هلاّ أخرجتني من هذهِ الأسلاكِ الكهربائية
ألا تسرينَ في دمي كالسُّم
ألا تطرحينَ عنّي هذا الضجر
وتقتبسينَ من قصائدي لغةَ جسدك
الليلُ أنتِ أوّله وآخرهُ ونصفهُ
لا صباحَ يشرقُ بعد عينيك ولا هجير بعدَ دفءِ نهديك
لا بحر يحيطُ بي لا سماء ْ
ولا قمرَ ولا نجومَ أتعلقُ بها سواكِ أنت ِ
إذ جُنَّ الليلُ هلاّ ترفقينَ بقصيدتي كي أكملها
وتؤجلي حكايتَكِ حتى أتخلصَ من هاتفي وبعضَ قصائدي وأغلق حاسوبي لئلا تختلطَ أشياءك بأشيائي .
جئتكِ عارياً مهْزوماً تنْهشُني الأمطارُ
لا شيءَ سوى هذياني وصمتي وغربتي
دافئةٌ أنت حينما تتجاوزين تلعثمَ القصيدةِ الأول
وتحرقينَ غبارَ القصائدْ
وعواءَ الشعراءِ في مَجاهلَ غرورِهم الأبدي
حانَ الأوان كي نمارسَ الانزلاقَ نحوَ موتِنا المُشتهى
نتكدسُ في غبارِنا ونضفي على ساعاتنا اليومية شيئاً جديدا
مدنٌ ترحلُ من مدنٍ وأنا أرحلُ منَ المُدن الرّاحلةِ مني
وأنتِ ترحلين مني ومن المُدن
وأنا مُدانٌ والمُدنُ مُدانةٌ بفعلِ الضّجر والكآبة الأبدية
هذا ديدنُ الضّجر ممراتٌ لولبيةٌ تفضي إلى الممرات
وقصائدُ بكماء تفضي إلى قصائدَ صمّاء
هديرُ الشوارعِ يمتصُّ دمي
وينفثهُ مرةً أخرى في إحدى مقاهي الانتظار..
تُشاهدينني أحتسي القهوةَ وعيناي على أرداف امرأةٍ تنزلقان
أبصقُ في وجهِ التاريخِ وألعنُ الأنظمة وأهذي
وفي الصباحِ أحملُ خوفيَّ البدائي
وأقلامي وكُتبي وأجلسُ على مكتبي فابتسم لأول امرأة ٍ
في باص حارتِنا الصباحي .
تنهشُ عيناي نهديها
فيتكورا ويشتدا كقبضةِ أنظمتنا
وتمضي الساعاتُ على أرصفةِ الحُلم وأنتِ هناك..
على رفِّ مكتبي تمارسين إغواءك المسائي
وفي الفجرِّ تعودين إلى جحرك ..
فأصبحُ الملعونَ ما بين السّماءِ والأرض
شهرزادُ مأساتي لا تبدأ ُ منك ولكن تنتهي إليك
فهلا ّ
قرأتِ لي شيئاً من هذيانك لعلي أنام أو أصحو
أو أسكت عن الكلامِ المُباح قبلَ أن يدركَني الصباح








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا تفوتوا متابعة حلقة الليلة من The Stage عن الممثل الكبير ا


.. بعد أن كانت ممنوعة في ليبيا.. نساء يقتحمن رياضة الفنون القتا




.. مهرجان كان السينمائي.. ريتشارد غير، أوما ثيرمان وإيما ستون ع


.. ترامب يعود للمحكمة في قضية شراء صمت الممثلة الإباحية




.. المخرج الأمريكي كوبولا على البساط الأحمر في مهرجان كان