الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الانانية العربية السبب الرئيسي في افشل المغرب للتأهل لمونديال 2026

يعقوب يوسف
كاتب مستقل

(Yaqoob Yuosuf)

2018 / 6 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


هل الانانية العربية السبب الرئيسي في افشل المغرب للتأهل لمونديال 2026
وكالعادة ما ان خسرت المغرب ترشيحها لمونديال 2026 حتى انطلقت صيحات الاستهجان والمؤامرة دون ان نعيد قراءة الحدث برؤية عقلانية ودون ان نضع النقاط على الحروف والبحث عن أسباب هذا الاخفاق وإستخلاص النتائج بموضوعية ودون انفعال، علما انها المرة الخامسة التي تفشل المغرب فيها استضافة مباريات كأس العالم.
كلنا نود ان تقام هذه البطولة في هذا البلد العربي والافريقي، وما يجعلنا نتمنى من كل قلبنا الى تحقيق هذا الإنجاز التاريخي هو توقعنا الى ما سيحققه من تغيير وتقدم في هذا البلد في كل المجالات الحضارية تغيير جوهري اجتماعي واقتصادي وسياسي وسياحي، لقد نزلت الكلمات الرقيقة التي قدمها الوفد المغربي كالماء البارد على قلوبنا، والاجمل قولهم ان ألأفارقة يعتبرون كرة القدم دينا بالنسبة لهم.
.
عندما قدمت دولة المغرب طلبها الأول في مونديال 1994 كان عدد الفرق المشاركة آنذاك 24 فريقا ثم تغير العدد الى 32 فريقا فيما سيشارك 48 فريقا في مونديال 2026 وبواقع 80 مباراة وهذا يتطلب استثمارات هائلة لبلد ليس فقط لا يمتلك القدرات الاستثمارية المطلوبة وكل ما قدمه هو التمنيات والتوقعات بالحصول على الاستثمارات خاصة واننا نتحدث عن بلد بنيته التحتية في المنشآت والخدمات الرياضية والفنية عنده لا تقارن مع البلدان المنافسة أساسا، وبمعنى آخر ان المغرب لم يتطور كثيرا عن العام 1994 ليكون مستعدا لعام 2026 وعندما تجد روسيا بكل ثقلها وخبراتها الكبيرة والقديمة فهي لها باع كبير في الإنجازات الرياضية وهي التي اقامت عام 1980 دورة اولمبية كانت لمن يتذكرها في غاية الروعة والجمال، أعدت 12 ملعبا لإقامة لاستقبال 32 فريقا ومع ذلك هناك منشأة واحدة على الاقل لم يكتمل بنائها لهذا اليوم والمباريات بدأت، ولربما بوجود 48 فريقا لكان الامر صعبا عليها او مرهقا لها، وبالمقابل قدمت الدول الثلاث 23 ملعبا لإنجاز المهمة وهي بلدان لها قدراتها الاقتصادية والفنية والخدمية إضافة الى تاريخها المعروف في كافة النشاطات الرياضية الدولية والمحلية.
.
وفي ظل هذه المتغيرات الدولية ودخول عامل جديد لنجاح حصول الدول على استضافة المونديال وهو التصويت من خلال برلمان اتحاد كرة القدم الدولي، لماذا لم يتفاعل المغرب مع تطورات الأحداث ويطلب مشاركة دول أخرى معه في مغامرة ضخمة ومهمة، كما فعلت دولة كبيرة (الولايات المتحدة) وهي وحدها قادرة على تنظيمها،
فكان بالإمكان التعاون مع كل من الجزائر وتونس لمنافسة أمريكا وكندا والمكسيك، فعلى سبيل المثال ان قارة افريقيا كانت سابقا منقسمة بين المغرب والجزائر في مشكلة الصحراء الغربية، ولكن باتحاد الدولتين مع النفوذ التونسي الاخر لكانت افريقيا كلها معهما، (وإن كانت مشكلة الصحراء لم تكن حاضرة في الدول التي لم تصوت لصالح المغرب وهذا شيء رائع) ولكن من حيث المبدأ فإن اتحاد أكثر من دولة معناه أصوات أكثر.
ان حصول دولة واحدة مثل المغرب على 65 صوت في تقديري هو مؤشر إيجابي رائع لصالح المغرب وليس سلبي وهو يمثل المكانة الجيدة لها في المجتمع الدولي ولا اعتقد انها كانت ستحصل على أصوات اكثر بمفردها، مقابل 134 صوت لثلاث دول لها قوتها في المجتمع الدولي، فالمكسيك لها مكانتها في أمريكا اللاتينية والعديد من دول العالم الأخرى وكذلك كندا وقوتها الاقتصادية وعلاقاتها الدولية المتينة إضافة الى كونها من دول الكومنولث(53) دولة ونحن نعلم ان العديد من هذه المجموعة دول إسلامية وهنا تلعب العلاقات السياسية والاقتصادية وألتعاطفات والمجاملات دورا في الانحياز لهذا الطرف او ذاك، وأخيرا الدور الأمريكي وقوته في مثل هذه الاتحادات والتجمعات.
.
إضافة الى ما جاء أعلاه، وهنا الهدف الأهم للاتحاد الدولي لكرة القدم والمتمثل بالموارد التي سيحصل عليها من المونديال، فإنه حسب تقديرات المونديال القادم 2026 المتوقع 10 مليار دولار وحتى إذا لم تصل الإيرادات الفعلية الى هذا الرقم فانه سيكون أكبر بكثير مما سيتحقق من مونديال المغرب وكذلك مما سيتحقق من مونديال قطر.
ان مسألة قيام دولة واحدة في تنظيم هذا العرس الدولي الكبير بات من الماضي خاصة في ظل نظام 48 فريق و80 مباراة، وإن كانت قطر قد نجحت في لعبتها فإن ذلك حصل في ظروف تختلف كثيرا عن الواقع العالمي الجديد ولا زالت قضية ما يقال عن تدخل الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي واستدعائه لبلاتيني والطلب منه التدخل لدعم ملف قطر إضافة الى ما يقال أو يدعى عن وجود الرشاوي.
وعند الامتحان ..........
انه الانانية والتشرذم الواضحين في المجتمع العربي الذي تبين مع ثاني اختبار من هذا النوع فقد سبق لدولة قطر ان انفردت بهذا العمل مغترة هي الأخرى وهنا على قدراتها المالية إضافة الى علاقاتها الدولية ومكانتها في نادي الغاز والنفط ، وبالرغم من ان هذا الحدث حصل قبل عدة سنوات إلا انه يظهر لنا مدى الانشقاق بين البلاد العربية وعدم التفاهم والذي انكشف لاحقا في الصراع الخليجي الحالي، وإلا فدولة صغيرة مثل قطر كان من المنطقي جدا وهي العضو الفاعل في منظمة دول الخليج التي هي الأخرى عدا السعودية دول صغيرة وغنية أيضا ان يتفقوا معا في إقامة هذا المونديال حبا في الاحتفال المشترك وحرصا على الأموال العامة للشعوب ..ولكن المصيبة اعظم.
لكن ليست كل دولة غنية تفكر كما تفكر قطر، فلدينا مثلا النرويج الدولة الغنية والتي تملك محفظة مالية تقدر بضعف المحفظة المالية لقطر، بلد له تاريخه الرياضي المتميز إضافة لما تملكه من امكانات اقتصادية ورياضية وفنية وخدمية جيدة لكنها لم تنفرد في مشروع كبير كالمونديال لأنهم دائما يحسبون الامور على أساس الكلفة ومقدار المردود منها أولا وقبل كل شيء.
كفانا بكاء على الاطلال .... ونكذب على أنفسنا ونحمل الاخرين مسؤولية فشلنا وتشرذمنا، وعلينا ان نعيد النظر في حساباتنا واولوياتنا ونفكر في المستقبل بروح نقدية تفاؤلية بعيدة عن نظرية المؤامرة التي نضحك بها على أنفسنا وعلى شعوبنا.
وأخيرا لا زال الامل والتفائل امام المغرب قائما ولكن بعقلية جديدة والحياة سوف لن تنتهي غدا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي