الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


البوليفونية الحداثوية بالقصة القصيرة نص (صخرة أيوب) نموذجا للكاتبة زهرة عز

أ.حمد حاجي

2018 / 6 / 15
الادب والفن


تصدير
============ يقول الناقد المغربي الدكتور جميل حمداوي Jamil Hamdaoui ===
[الرواية البوليفونية هي التي تعتمد على تعدد المواقف الفكرية، واختلاف الرؤى الإيدولوجية، وترتكز كذلك على كثرة الشخصيات والرواة والسراد والمتقبلين، وتستند إلى تنوع الصيغ والأساليب، واستعمال فضاء العتبة، و توظيف الكرونوطوب(وحدة الزمان والمكان)....]..
=======
ما البوليفونية ؟
=======
لئن برز مصطلح البوليفونية polyphony بمجال الموسيقى المعزوفة بأكثر من صوت واحد. وقد تصل إلى 40 صوتا مختلفا لدرجة أن كل صوت قد يكون له لحن خاص به، أو لحن واحد قد يتناوله أصوات مختلفة .. فلقد أخذت الرواية هذا المفهوم لتتحرر من ضديدتها المونوفونية الرواية الأحادية التقليدية او الرواية المنولوجية (الصوت الواحد )..
=========
رؤية قبل البدء
==========
سيرة سيزيف[أيوب] لم تصل إلينا كاملةً؛ فقد إنمحت أجمل أجزائها بمرور السنين،وبادت بحبر ويراع الناسخين...و أن لسيزيف [أيوب] قصةً أخرى.
تحكيها لنا الاستاذة Zahra Azz بروعة قلمها وبسحر سردها الفاره:
================ قراءة في البوليفونية القصصية ==============
....................
مقدمة :
=========
على طريقة الكتاب الكبار برز نص (صخرة أيوب ) نصا بوليفونيا بامتياز يرتكز على التعدد والاختلاف والتنوع اننا نجد بالنص وجوها مختلفة ومن زوايا نظر متعددة وبلغة متشظية متناوبة بين السطح والعمق متفاوتة بين الهامش والمتن ..ووقع بناء النص فنياً على محمل تقنية القصة القصيرة فلمحنا وجود قوى خير وقوى شر تلعب ضد بعضها في فضاء النص، تتصالح حينا و يغلب أحدها الآخرحينا ، وهذه معادلة وتقنية تعتمد عليها النصوص الأدبية..
وكتبت الاستاذة زهرة نصها كما كتب ويليام فولكنر (الصخب والغضب) روايته التي أحدثت ضجة حين أوكلت السرد لأربعة شخصيات انفصل كل منهم بوجهة نظره عن أحداث الرواية،ولم تشأ إلا أن تترك (اي تلك الشخصيات) بصمتها الرؤيوية واللغوية على النص المسند إليها.
==============
أوَّلا : تعدد الشخصيات :
==============
ثلاثة شخصيات:
......................
أ - أيوب: نرى بالعتبة النصية اضافة الصخرة الى ايوب (صخرة أيوب)
النص محمول على أن البطل يمثل امة انه (كشعب مناضل ) صبر أكثر من النبي أيوب،
ب- زيوس: قدم لنا النص رؤية ان البطل أقوى من زيوس الذي هو إله السماء والصاعقة في الميثولوجيا الإغريقية، .
ج- سيزيف : ويشبه نفسه بأنه سيزيف رمز العذاب الأبدي الذي عاقبه زيوس كبير الآلهة بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى قمته، وكلما اقترب من القمة سقطت إلى الواد، فيعاود المحاولة من جديد بدون كلل .
===================
ثانيا : تعدد المواقف وزوايا النظر:
===================
إن تنويع زوايا النظر في سرد القصة ينطلق من تنويع الأصوات بما يتناسب مع الشخصيات. فمن خلال الإتقان اللغوي نلمح بالنص تعالياً أو تضليلا للحدث يؤثثه التخييل بقدر يجعل القارئ يرى الشخصيات الثلاث شخصية واحدة (فما ايوب الا زيزيف / و/ أو زيوس )وهذا لعمري مغزى البوليفونية التي تحدث تناقضاً مع مونوفونية السرد وتجاوزه لاحداث مهمات للقص جديدة ومنطلقات للأحداث مختلفة ...
مواقف الراوي : الراوي موجود بقوة في القصة، وهو لا يريد أن يتخفى أو يتوارى، بل اذ نجد صوته ممتزجا بقوة مع أصوات شخصيات النص ليحكي بأسلوبه عن تضامنه وتعاطفه الشخصي وتعاطفه معهم، يحضر الراوي العليم بمفردات اللغة التي تشي بوجوده ويحضر الراوي بالتبئير صفر حين سرده والتعبير عن ذائقته اللغوية .
وهكذا أمكن للقاصة أن تحقق باقتدار الادهاش بقفلة القصة ومنه تضمن بقاء القصة حية في الأذهان إلى حد كبير..
================
ثالثا : تعدد مجازات اللغة
(ما بين شعرية السرد وسردية الشعر)
==============
على مستوى اللغة: فيما اتكأت الكاتبة /الراوية على اللغة الشعرية نجد البطل يتعامل بواقعية اللغة التي تخدم الحدث ولا تعلو عليه ولا تغازله اوتحاول أن تضلله.
اللغة جاءت متوازنة وبدا خط سيرها مستقيما، وكانت الكاتبة بارعة في وصف مشاعر الحيرة والقلق التي سيطرت على بطلها وهو يتقصى حقيقة هويته النسبية، و كانت أبرع في وصف التفاصيل الصغيرة انها تستعمل الحواس كلها ففي حين نلتمس التراب [باستطاعته الان لمسها عن قرب والتعرج على كل ملامحها المشوهة] فاننا نرى الأماكن[بكهفه المظلم/توجه لمدخل الكهف حيث صخرة العبث والبلاهة] ونسمع الأصوات[بدأ في زعزعتها ودحرجتها خارج الكهف] ونشم الروائح[وقد تشبّع بكل أسلحة النضال والتحدي]، حتى اذا ما أكملنا قراءة القصة ندرك أننا شهود عيان على ما رأينا وسمعنا وتشممنا ولمسنا، فمن خلال هذه التفاصيل وغيرها يتقدم السرد متكئا على مسروده وهو يعاضد لغة مباشرة حينا وحينا نابعة من القلب، وحينا آخر يزخر السرد كله بالتوق للخلاص والحنين الى الحقيقة، وبالمجمل لا يخلو النص من شعرية السرد وسردية الشعرأيضاً.
==================
خاتمة
================
هكذا بدا النص شائقا سردا مكثفا انبنى على ركائز ثلاثية الابعاد بالقص بالغة الدقة والتكوين
ولعل اولى الركائز :
البعد الثلاثي البنائي للنص : الروعة في اختلاط الاسطوري بالتخييلي وبالواقعي (حين دمج الشخصيات الثلاثة ايوب / زيوس / ازيس)
فانت لا تقدر ان تميز بالسرد ما بينهما من ائتلاف واختلاف وهنا روعة النص القصصي
الركيزة الثانية : تظهر بالأبعاد السطحية والعميقة ذات البعد الثلاثي للمتن النصي :
البعد الاول عرضي : طرفاه الوعي وغياب الوعي
البعد الثاني الطولي : طرفاه النور والظلمة
البعد الثالث في العمق : طرفاه الحكمة والشقاء
ومن هذا التقابل وعلى أساسه..
ينشأ صراع القصة (بين الحق والحقيقة و )مصدره السلطة والجهل والاستغباء والحكمة
الركيزة الثالثة تتمثل في الايقاع الثلاثي لزوايا النظر:
نستشفها من رؤية الراوي ...
1- رؤية الراوي العليم يمثلها موقف سيزيف الصخرة التي يقع دمج الرؤية فيها مع رؤية الشخصيات الباقية
حتى وان كنَّا نؤاخذ الكاتبة حقا اذ كان عليها ان توظف الصخرة دون ذكر سيزيف و القارئ وحده سيدرك العلاقة
2- الرؤية الثانية : الراوي مع الشخصية : الراوي يعلم على قدر الشخصية (حين يأخذ المشعل ليضيء العتمة )
3- التبئير : رؤية ثالثة الراوي يعرف اقل من الشخصية اذ تقرر الشخصية اسقاط الحجرة على العالم السفلي

وهو ما مثل انزياحا عن النص الاصل الذي يرى الصخرة لا تتجاوز أن يوصلها لقمة الجبل فقط.....
بينما الكاتبة ارادت / واضافت انه لايكفي أن نوصلها بل وقع اسقاطها على العالم السفلي......
=================
النص //صخرة أيوب ،،//
=================
بكهفه المظلم تمدّد أيوب مهموما يدغدغد كوابيسه ، بعدما أرسل أحلامه في رحلة اقتناص لأشعة الشمس، حين اندلعت شرارة أضاءت عالمه المظلم ، بروميتيوس كان كريما وهو يمنحه شعلة المعرفة وينير كل العتمة المحيطة به، عانق أيوب ظلّه أخيرا و أحلامه المتشبعة بالنور وتوجه لمدخل الكهف حيث صخرة العبث والبلاهة تسد منفذه يرتجي معانقة الفضاء الرحب وكرامته .لم تعد هذه الصخرة عائقا لحريته بعدما أنيرت كل زوايا عالمه المظلم ، باستطاعته الان لمسها عن قرب والتعرج على كل ملامحها المشوهة . استجمع قوته وبإرادة سوزيفية بدأ في زعزعتها ودحرجتها خارج الكهف، سؤال محيّر نغّص عليه لوهلة فرحه بأمل خلاصه ،، اين سيرمي بصخرته الملعونة ؟ لم يتردد كثيرا وهو يقف على حافة قراره . سيرمي بها في العالم السفلي خارج زمانه ومكانه حتى لا تحجب الشمس عن غيره من الأيوبيين ،،،
فبذلك العالم أسفل السافلين، وقد يستأنسون بعبثهم وبلاهتهم وهم يقفون على رؤس غبائهم ويتحسرون على تسرب النور والحكمة بين أصابعهم الهلامية .
اتسعت ابتسامة أيوب إشراقا وقد تشبّع بكل أسلحة النضال والتحدي لإزعاج البلاهة والعبث ومجابهتها في عالم اصبح بعيدا كل البعد عن العقل والعقلانية .
أدرك أخيرا وهو يرمي بالصخرة إلى الجحيم ان هدف حياته الأسمى يكمن في مواجهة مصيره وصناعة قدره وفي موقفه الشجاع تكمن قوته و قيمة مايقدمه من تحدي وإصرار .
مقاطعون ومصرون على إزعاج البلاهة وفضح العبث ،،








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا


.. فنانون مهاجرون يشيّدون جسورا للتواصل مع ثقافاتهم الا?صلية




.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا