الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العراق العقدة والحل العراق العقدة والحل

علي عبد الواحد محمد

2006 / 3 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


تكاد التطورات الإيجابية التي حصلت في العراق اعقاب سقوط النظام الدكتاتوري ، ان تفقد بريقها ودوافعها التي اثارت الحماس والإندفاع بداية الأمر، فقد تدهور الوضع الأمني ، وإنعدم الأمان والإستقرار بمديات جديدة فاقت تلك التي سادت قبل سقوط النظام البعثي، وعمت الفوضى بحيث خرجت محافظات كاملة ، واجزاء من محافظات اخرى عن سيطرة الحكومة المركزية، وازداد تدخل دول الجوار بالشأن الداخلي العراقي ، فأصبح العراق مرتعاً لعملاء هذه الدول ، ناهيك عن غياب السيادة الوطنية ، وشيوع الفساد الإداري والرشوة والمحسوبية ، والأخطر من هذا كله هو الإحتقان الطائفي الذي وضع البلاد على حافة الحرب الأهلية، ومع ذلك فإن الحلول لازالت متاحة ولم تفلت الفرصة من ايدينا نهائياً، فتعالوا نضع النقاط فوق الحروف كي نعرف ما علينا فعله الآن وما علينا فعله غداً.

كل منا يطمح ان تكون بلادنا متطورة ،واضعة المنجزات العلمية التكنولوجية موضع التطبيق من خلال الإنتاج والتسويق والتوزيع، وإعادة الإنتاج والتسويق والتوزيع وهكذا ، سنجد إن هذه الدورة ستترك تأثيراتها الإجتماعية والسياسية والثقافية على المجتمع برمته، إلاّ إن الواقع الفعلي يسير باتجاه آخر إذا قدر له ان يسير، فقد حدث تراجع تام في عملية التنمية وعلى كل المستويات،واولها التراجع الملحوظ في مجال تجهيز البيوت والمنشئات الأخرى بالماء النقي للشرب، الذي كان يلبي سابقاً الحاجات ، قبل عمليات التخريب المتتالي التي طالته ، والقصور الواضح في عمليات تصليح المخرب، لحد تفاقم الأمر ووصوله للعجز عن تلبية الحاجات ، ومثل ذلك يقال عن تجهيزات الكهرباء العامة التي نسيها الناس في العراق، واصبحت لاتعني لهم شيئاً، وبالمثل يمكن ان يقال عن الخدمات البلدية والصحية والنقل وكل ما يقال له خدمات ، ويتعدى ذلك الى كل البنية التحتية، لننظر الى البيئة العراقية ، التي يكون الحديث عن اهمية العناية بها في ظل الأوضاع الحالية نوع من الترف ، لأن المياه الآسنة الراكدة واسراب الحشرات الطيارة والزاحفة ، واكوام القمامة لاتشغل بال دولتنا العزيزة التي لا تهش ولا تنش.

دعك الآن عن الفوضى العارمة في كل شئ ، وعن المحافظات الكاملة وعن اجزاء المحافظات التي لاتسيطر فيها الحكومة المركزية على مقاليد السلطة، مما فسح المجال لغيرها لملأ الفراغ بمعرفتهم ،و لتجر مباريات عرض العضلات والقوة الويلات والنكبات للناس ، فكم عائلة فقد ابنائها موتاً واختطافاً ثم قتلاً. إستباحت دول الجوار بلادنا فصارت ميداناً لتجاربها ومرتعاً لعملائها ، وقبلها بسطت القوات ألأجنبية سيطرتها ، ومارست سيادتها الكاملة ، وطرقها في حل المشاكل المتراكمة في البلد ، ورحم الفنان عزيز علي الذي قال في هذا الوضع:
والنواطير النشامة ذولة حلوين الجهامة
نايمين إشلون نومة مستريحة والنبي
فالكيانات السياسية بدلاًمن ان تنتبه الى الكارثة المحدقة وتدرس سبل محاربتها ، تضع الخطوط الحمراء ضد بعضها ، وتصعد من الإحتقان الطائفي ، ثم تختلف حول الوزارات السيادية، لأن هذه الوزارات ما خلقت إلاّ لفلان دون غيره ، ناسين هم ومن قال ان الله قد اختاره او إن الشعب قد إختاره القول المأثور (لو دامت لغيرك ما وصلت اليك) . لنكن منصفين ونتفق بان الشعب قد إختاره ، إذن نفذوا إرادة الشعب ولتكن الجمعية الوطنية هي الحكم ، فإذا كنتم مقتنعين من النجاح فعلى بركة الله ، وإن كنتم غير ذلك فلمَ هذا الإصرار على مرشحكم؟.

وهناك مسألة غاية في الأهمية ، تلح علينا كي ندركها بعيداً عن الطائفية والعنصرية ، هذه المسألة تقول إن شعبنا العراقي حُكِمَ لفترة طويلةٍ من عمره وفق قوانين دكتاتورية جائرة ، وإن السلطات المتعاقبة وخاصة سلطة البعث عملت على تجهيل الشعب وحرفه عن المطالبة الصحيحة بحقوقه فبذرت بذور الطائفية لتي وجدت الظرف الذي سعرها مجدداً ، مما اثر بالفعل على الإختيار ، وهذا امر واقعي لا غرابة فيه ، ولكن الغرابة تكمن في مسلك الكتل السياسية التي يفترض فيها وهي تتصدى للبناء الديمقراطي ، ان يكون وعيها سابقا لوعي الجماهير وان ترشدها لصلاحها ، لا ان تدفعها الى الفوضى والتسابق من اجل المصالح الذاتية البحتة ، اقول بمسؤلية الكتل السياسية بذلك لأن هذه الكتل قد توفر لها الوقت والظرف المناسب وطرق التحليل السياسي المختلفة كي تقترب من الصواب والمعالجات الناجعة ، عكس الجماهير التي لم يتوفر لها هذا الظرف، بل وقع عليها نتائج سلوك الأنظمة السابقة وخاصة نظام العفالقة. هذه الكتل عمقت التخندق الطائفي العنصري بدلاً من الحل الوطني . المهم الآن علينا الإسراع قبل فوات الأوان لحل مشكلة الحكم ، على اساس إشراك الجميع لتحمل مسؤلياتهم في حكومة الوحدة الوطنية المرتقبة ، مع مراعات النتائج الإنتخابية ، والتفرغ لحل المشاكل المستعصية التي يمكن تلخيصها بما يلي:
1ــ الأمان ومحاربة الإرهاب
2ــ الفساد الإداري والرشوة والمحسوبية والمنسوبية.
3ــ الفوضى المتفشية وفقدان الدولة لسيطرتها غلى بعض المحافظات وعلى اجزاء من اخرى.
4ــتدخل دول الجوار بشؤون العراق الداخلية .
5ــ البطالة المتفشية والأزمات الإقتصادية للمواطنين .
6ــ الإعادة التدريجية للخدمات تمهيداً لإنهاء الأزمات فيها.
إن هذه المهام وغيرها لايمكن ان تحلها إلا حكومة وحدة وطنية ، متمسكة بالقانون ، وإحياء روح المواطنة الحقة ، والمشاركة بالعملية السياية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. استهداف فلسطينيين أثناء تجمعهم حول نقطة للإنترنت في غزة


.. طلبة في تونس يرفعون شعارات مناصرة لفلسطين خلال امتحان البكال




.. الخارجية القطرية: هناك إساءة في استخدام الوساطة وتوظيفها لتح


.. مجلس الحرب الإسرائيلي يناقش خياري إيران ورفح.. أيهما العاجل




.. سيارة كهربائية تهاجر من بكين إلى واشنطن.. لماذا يخشاها ترمب