الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مدخل إلى الشعر الشعبي العراقي

عباس خضر

2003 / 3 / 13
الادب والفن




 

في وسط أجواء الترقب التي يعيشها العراق والمنطقة العربية يحاول بعض الكتّاب  تجاوز كل هذه  المأساة والحزن ليستمروا في مشاريعهم وإنتاجهم الإبداعي بلا كلل أو تردد , ليس لا مبالاة بما يحدث, إنما محاولة , لإبقاء الصوت الثقافي والإبداعي عاليا كي لا تدفنه وتواريه طبول الحرب ...
 ومن هؤلاء الكتّاب كان عبد الكريم هداد مؤخرا يطرق عليّ بابا جديدا في وسط كلّ هذا القرف السياسي بكتابة الجديد  الصادر في السويد 2003 (( مدخل إلى الشعر الشعبي العراقي)) في دراسة تعتبر, حسب تصوري, الأولى من نوعها بما تقدمه من محاولة جدية لتتبع تطور القصيدة الشعبية في العراق وتحولاتها الجمالية منذ البدايات وإلى أيامنا .
وجاء ((المدخل)) في 142 صفحة من القطع المتوسط  وفي ستة فصول تحدث الكاتب في الفصل الأول عن أهمية هذه القصيدة في العراق وأسباب تميزها عن مثيلاتها في الأقطار العربية  الأخرى وفي الفصل الثاني تطرق إلى أشكال  القصيدة الشعبية من الموال مرورا بالأبوذية وحتى الدارمي مفردا بقية الفصول لمتابعة تحولات هذا النوع الأدبي وتغيراتها عبر قصيدة التجديد والرواد والمنفى والحرب .
 وتأتي أهمية هذه الدراسة في أنها ليست سردا تاريخيا لهذا النوع الأدبي فقط إنما محاولة((
قراءة في تاريخ شعب)) خلال أكثر من قرن من الزمان عبر همومه وأماله وأحزانه وانتكاساته التي عبرَ عنها على شكل قصائد عامية لأن (( مذكرات الشعوب بكل تفاصيلها اليومية , المهمة والهامشية , يمكن قرأتها خلال الأدب الشعبي الخاص بتلك الشعوب)) ص9... بهذه الدراسة
التي أعتمد فيها كريم هداد منهجا دقيقا في البحث معتمدا على كل ما يقع في يديه من مصادر مكتوبة وشفاهية ومعاشة سدَّ فراغا كبيرا في المكتبة العراقية والعربية التي افتقرت لمثل هكذا دراسات.
 ما نقف أمامه بحيرة في هذه الدراسة وفي غيرها للكثير من الباحثين العراقيين هي تركيزها على ثنائية السياسي والإبداعي في النص بشكل يكون في أغلب الأحيان طارئا على البحث ويلاحظ بوضوح, والتصور تطرحه ربما إشكالية الثقافة العراقية حاليا برمتها وظروفها الصعبة بكل صورها التي لم تدع للكاتب فرصة في جمع شتات الذات والخروج من أزمة السياسة وبالذات بعد مسيرة طويلة من الحروب والديكتاتورية والمشاكل السياسية والاجتماعية والثقافية, ما أقصده هو إشكالية الرأي الثقافي الأسود أو الأبيض التي لا تجد لونا آخر , على الرغم من وجود عدة ألوان أخرى . هذه الإشكالية تظهر بوضوح في الفصل الأخير في (( مدخل إلى الشعر الشعبي العراقي)).
وعبد الكريم هداد من مواليد العراق مدينة السماوة 1961, شاعر مبدع وواحد من الكتاب المهتمين بدراسة الأغنية العراقية , وفي هذا المجال له العديد من البحوث والمقالات التي نشرت في الصحف والدوريات العراقية والعربية في المنفى, إضافة لإصداراته الشعرية (( طفل لم يرم حجرا)) السويد 1995, (( آخر حزن)) ديوان شعر شعبي السويد 1999, وعن دار ورد في دمشق ديوان ((جنوبا تلك المدينة )) 2001.
  وأخيرا , وقبل أن أطوي كلمتي السريعة حول هذا الكتاب , أقول : لو كان هذا الكتاب قد صدر في وقت آخر لا وجود فيه لرائحة البارود لكان بالتأكيد لرائحة الإبداع والشعر الشعبي العراقي وجهد كريم هداد وقع آخر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان