الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لقاء عبده حقي لموقع الكتاب المغاربة مع الكاتب صالح جبار خلفاوي

صالح جبار خلفاوي

2018 / 6 / 17
الادب والفن



تقديـــم
الأديب صالح جبارمحمد خلفاوي ناقد وقاص وروائي عراقي من رواد القصة القصيرة التفاعلية يهتم أساسا بالأدب الرقمي وهومنخرط بشكل قوي في الحركية الثقافية التي يعرفها العراق اليوم . في هذا الحوار الخاص سوف نحاول مع ضيفنا ملامسة تجربته الأدبية والإبداعية الخاصة كما سنحاول الإحاطة بآرائه في العديد من القضايا السياسية والثقافية من الربيع العربي والإستثناء العراقي إلى واقع الأجناس السردية في ظل تفاعلها بالرقمية إلى رأيه الخاص في المشهد الثقافي والمثقفين المغاربة.


س ـــ لنبدء حوارنا من سؤال تقليدي ماهوجديدك ؟
ج ـــ الجديد لدي رواية بعنوان شارلمان كان يفترض ان تطبع في دار شمس بالقاهرة لكن ارقام الجوال مسحت بعد مؤتمر القمة وايضا هناك مشروع مشترك مع احدى اديبات الجزائر في العمل على الابداع الرقمي .
س ـــ طيب هذا يحيلنا إلى حالة النشر في العراق اليوم كيف هي ؟
ج ـــ توجد لدي الآن على الموقع مقالة سميتها الثقافة والسلعة البائرة تكشف مدى هزالة النشر في العراق وإذا اردت سارسلها قريبا.
س ـــ هل هذا يعني أنه من المستحيل أن يعيد العراق موقعه الثقافي التليد أيام النظام البعثي البائد ؟
ج ـــ سيدي العراق الآن غير العراق في اذهان المثقفين العرب الآن يوجد أكثر من عراق اضرب لك مثلا لاأحد يستطيع دخول مدينة أربيل إلابتأشيرة فالثوابت متغيرة في كل لحظة وكاننا نمشي على رمال متحركة .
س ـــ إذن هل يأسف المثقفون في العراق اليوم على ماقبل الإجتياح الغربي بقيادة
الولايات المتحدة الأمريكية ؟
ج ـــ لاأظن انهم يأسفون لسبب بسيط أن الحروب التي خاضوها قتلت الأمل المتيبس في صدورهم أما الاحتلال فانه رغم بغضه الا انه فتح لهم نافذة البوح لكل ما يريدون قوله ، في السابق كان احدهم يعدم لو أطلق نكتة .
س ـــ طيب كيف إذن إنعكس هذا المناخ الجديد من الحرية على حركية الكتابة والإبداع بشكل عام ؟
ج ـــ المناخ الجديد انعكس بشكل واضح على النوافذ التي شرعت فكانت هناك العديد من المنابر الثقافية والتي انتشرت بشكل افقي وعمودي بحيث تلاحظ الكم الهائل من الأطاريح الادبية والثقافية عموما وعزز ذلك الامر الشبكة العنكبوتية وتواصل الاستمرارما اوجد مناخا متحركا على عدة مستويات الحكومي والاهلي والسياسي وحتى العائلي .
س ـــ لانختلف في القول بأن أدباء الشتات العراقيين قد بصموا النظام البائد البعثي أين هم اليوم من الواقع الثقافي العراقي ؟
ج ـــ هناك لهم حضور خجول والبعض منهم من غير جلده .
س ـــ كيف غيروا جلدهم هل صاروا موالين للنظام هناك؟
. ج ـــ انهم موالون للاحزاب
س ـــ إذا كان هذا سيخدم ترسيخ أسس مجتمع ديموقراطي فما العيب في ذلك ؟
ج ـــ لاأقصد العيب لكنهم كما كانوا يقولون أنهم عقائديون أعتقد ان العيب هو التنصل عن العقيدة التي دافعوا عنها أما مسألة ترسيخ الديمقراطية فهي مسألة نسبية .
س ـــ طبعا هي نسبية حتى في الدول الديموقراطية ، الآن في هذه اللحظة تجري مناظرة تلفيزيونية بين ساركوزي وهولوند ، ماهو رأيك في هذا المشهد الديموقراطي الفرنسي متى سيحصل عندنا ؟
ج ـــ عندنا في الدول العربية الديمقراطية شعار وليس ممارسة وهنا مكمن الفرق بين العالمين وان كانت الممارسة فهي شكلية .
س ـــ طيب لنعد إلى شأننا الثقافي العربي أنت كروائي عراقي ما هو رأيك في راهن الرواية العربية ؟
ج ـــ الرواية العربية خرجت من الحكاية المروية الى العمل التخصصي لتمثل إنجازا يمكن أن يعتد به يعني ان أسلوب الكتابة فيها لايعتمد على التراتبية في السرد إنما يتم الخلق عبرمنظومة روائية متميزة .
س ـــ لكن هناك روايات عربية وليس رواية عربية ؟
ج ـــ كلامك صحيح الإشكالية تكمن في هذا التمدد عبر النت جعلت التغريب جزءا مما يسمى بالحداثة تقرأ للروائي عن ولاية امريكية في عالم يفتقر لمستلزمات الحداثة انها إشكالية في النص والدلالة .
س ـــ طيب لانريد أن نتعمق فيما هو نقدي أكاديمي حتى نقرب القارئ العادي من المشهد الروائي العراقي والعربي بشكل عام ، بالأمس كان الكل يعرف نجيب محفوظ وإحسان عبدالقدوس وعبدالكريم غلاب وعبدالله العروي ومحمد زفزاف وغالب هلسا وغيرهم ، كيف يمكن العودة إلى هذا الزمن الجميل ؟
ج ـــ الزمن في تلك الاسماء الكبيرة كان عامل قوة وانتشار.. الآن القياسات اختلفت لي راي في هذا الموضوع ، هناك نكوص نحو القصة القصيرة جدا بسبب الزمن المتسارع وانتفاء الوقت للقراءة انه تاريخ جميل ومعبرعن مرحلة لن تتكرر.
س ـــ لكن مهما كان الزمن العربي اليوم متسارعا فلن يكون أسرع من الزمن الأوروبي أو الأمريكي حيث الرواية لازالت حاضرة بقوة .
ج ـــ انت أدرى صديقي ان الأوربي وفق الاحصائيات التي يبثونها يقضي وقتا ليس هينا في القراءة في بلادنا العربية القراءة من الكماليات والزمن المتسارع عندنا في اللهاث وراء لقمة العيش اعتقد انهم لايعانون نفس مشاكلنا فالقياس هنا لايتوازى لأنهم لايعانون نفس المشاكل .
س ـــ لنعرج على الشعر كيف حال القصيدة في عراق اليوم ؟
ج ـــ الشعرفي كل وقت في العراق بخير لانه جنس خطابي تعبوي تحشد له كل الامكانيات
س ـــ هل يحرض هو أيضا على الطائفية ؟؟
في الشعر الفصيح لا ج ـــ
س ـــ هل يعني هذا أن الزجل منخرط في اللعبة السياسية بامتياز؟
ج ـــ في بعض المناسبات لكنه الآن قد خف هذا الزخم .
س ـــ وكيف هو واقع القصة القصيرة ؟
ج ـــ في لقاء سابق ذكرت أن القصة القصيرة تتصدرالمشهد الثقافي في العراق أن كتاب القصة القصيرة رغم أنهم لايمكن لهم ان يجاروا الشعراء لكن لهم حضورهم الفاعل في الساحة الادبية وايضا ، وهناك القصة التفاعلية التي أنا من روادها الأوائل في العراق لها حضور خجول بسبب عدم اكتمال ادواتها .
س ـــ تألق القصة القصيرة ظاهرة جديدة في العالم العربي هناك أنشطة على طول وعرض الخارطة العربية كما لو أن هناك تدافع بينها وبين الشعر ما رأيك ؟
ج ـــ التحول نحو قصيدة النثرجعل هذا التدافع قائما وهذا يأتي نتيجة التقارب بين السرد القائم على الشاعرية والقصيدة النثرية التي فرضت وجودها ضمن الانشطة الظاهرة للكتابة العربية..
س ـــ صحيح لكن هذا لم يعمل على تطوير النص المفتوح اللامجنس ؟
ج ـــ إشكالية النص المفتوح ليس في التجنيس فقط انما إشكاليته تاتي من
خلال الهلامية التي يعمل عليها.
س ـــ لنعد إلى القصة القصيرة التفاعلية هل يمكن أن تحدثنا عن خصوصية هذا
الجنس السردي ؟
ج ـــ مشكلة التفاعلية في تحديد المصطلح خصوصيته تعتمد الابداع الرقمي وسيلة لإيصال الخطاب ، وهنا تختلف الارسطية عنها في الكتابة الورقية .
س ـــ هل هذا يعني أنه بإمكاننا أن نتحدث اليوم عن أدب رقمي قائم الذات ؟
ج ـــ نعم ولو أننا ما زلنا في البداية وقد ذكرتجربتي الروائي المصري سيد نجم في كتابه عن الابداع الرقمي وكانت لي محاولة قبل عدة أيام عن توظيف الجات في الجنس
الرقمي .
س ــــ جيد يمكن أيضا الإشارة إلى محمد سناجلة وعباس معن ومحمد شويكة لكنها محاولات محصورة ومحتشمة هل السبب يعود إلى إرتباطها بالسند الإلكتروني ؟
ج ــــ لقد ذكرهذه الاسماء ضمن كتابه .. انها محصورة ضمن رباط مستقبلي يتوقع له أن ينهي الكتابة الورقية وهو جزء من التطورالحاصل في جميع الميادين ويمكن ملاحظته في المسائل العلمية لكنه في الجانب الانساتي ما زال في بدايته . ..
س ـــ هذا هو سؤال المرحلة الراهنة بين الإلكتروني والورقي سواء في الأدب أوالصحافة أوغيرهما كيف تنظر إلى مستقبل النشر الإلكتروني ؟
ج ـــ في المستقبل المنظور يبقى الورق سيد الموقف .
س ـــ لكن كل التوقعات تنذرببداية اختفاء الورق مثلا الصحافة المكتوبة في حدود 2030 في فرنسا وفي الولايات المتحدة الأمريكية في حدود 2020 .
ج ـــ في بلادنا العربية القياسات تختلف .. قد تطول المدة الى أبعد من ذلك بكثير.
س ـــ نعم بكل تأكيد نحن مثلا في المغرب العديد من الصحف أنشأت لها نسخا إلكترونية تعفي القارئ أحيانا من إقتناء النسخة الورقية خصوصا في المناطق النائية كيف هوالحال في العراق ؟
ج ـــ نفس الحال .. لكن النسخ الالكترونية لاتصل الى الجميع ما زال هناك من يستمتع بقراءة الصحف الورقية وهو يحتسي الشاي مع لفافة التبغ امام دكانه او على الرصيف .. هذا رغم تدني المبيعات .
س ـــ نتحدث اليوم عن الربيع العربي ما رأيك في ما حدث ويحدث من ثورات عربية منذ سنة ؟
ج ـــ هذا يؤكد ديناميكية الشعوب العربية وفشل الانظمة العربية في تسويق المفهوم القومي .
س ـــ يقال أن شبكات التواصل الإجتماعي قد ساعدت على هذا الحراك العربي ، هل هذا صحيح في رأيك ؟؟
ج ـــ على مستوى التجربة في العراق شبكات التواصل الإجتماعي لم تحرك ساكنا أما في بقية البلدان العربية التحليلات التي صدرت والاخبار المتواترة قد أكدت ذلك .
س ـــ العراق ربما خرج للتو من تجربة سياسية مختلفة واستثنائية وسابقة عرفت إسقاط الديكتاتورية باجتياح تحالف عسكري بقيادة أمريكية مباشرة .
ج ـــ المشكلة في العراق ياسيدي هي الهوية الرئيسية ، هنا نتحدث عن الهويات الفرعية هي التي تطغي في التعامل .
س ـــ طيب ، ماذا تعرف عن المشهد الثقافي في المغرب ؟
ج ـــ المشهد الثقافي المغربي مشهد ممتلىء لانه منفتح على الثقافات الاخرى من خلال القرب الجغرافي من أوروبا .. لذا فهو في نمو مستمر خصوصا في الجانب الدراسات السردية ؟
س ـــ من من أسماء الأدباء المغاربة تعرف ؟
ج ـــ سعيد يقطين وعبده حقي من الاسماء المعروفة عندنا في العراق وأعتقد قاصة مغربية أرادت ان تعمل معي على القصة التفاعلية لايحضرني اسمها الآن والكثير من الاسماء أتابعها لكن مسألة الاسماء تخونني الان لان المشهد الثقافي المغربي ثري
بأدبائه .
س ـــ ربما تقصد بالقاصة المغربية الدكتورة زهوركرام ، طيب كلمة أخيرة لجمهورقراء مجلة إتحاد كتاب الإنترنت المغاربة ؟
ج ـــ إنني سعيد جدا بهذا اللقاء الحيوي والمهم لأنه يعني التواصل الثقافي بين المشرق والمغرب العربي وأنا من خلالكم أمد يدي لتصافح يد كل أديب وأديبة مغربية لنكتب لعالم أفضل نستطيع من خلاله ان نشد رباطا من المودة والاحترام يجمعنا على الاخوة
س ـــ شكرا لك الأديب صالح خلفاوي على أريحيتك وسعة صدرك نتمنى أن نكون قد لامسنا بعضا من إهتماماتك واهتمامات المثقفين في العراق الشقيق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل