الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبهة التخلص من عبد الحليم خدام

نورا دندشي

2006 / 3 / 22
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


سبعة عشرة سوريا فقط لا غير بوزن الريشة في الشارع السوري، واكبهتم ضجة إعلامية صاخبة لا تتناسب مع حجمهم على ارض الواقع ، أنجبوا فأرا أطلقوا عليه " جبهة الخلاص الوطني " إنفردوا بتقرير مصير عشرين مليون مواطن سوري ، وذلك خلال الاجتماع الذي انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل الاسبوع المنصرم، والذي تراسه كل من المرشد العام للخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني وعبد الحليم خدام ، ولا اجد وصفا دقيقا لهذا الاجتماع الا بالقول لا حول ولا قوة الا بالله " هَزُلتْ " ..!

هذا الاجتماع قد أثار لغطا واسعا في الشارع السوري ليس لكونه اجتماعا ضم بعض شخصيات من المعارضة السورية لا يمثلون الا انفسهم ، انما الاسلوب والنهج الذي انتهجه المجتمعين في الانفراد في تقرير مصير عشرين مليون سوري ناهيك عن ترسيم علني لعبد الحليم خدام كزعيما أوحد ، يعني الشعب السوري سوف ينتقل من تحت الدلف الى تحت المزراب بقيادة عبد الحليم خدام .

يبدو ان قائد الضرورة والقائد الاوحد ابتلي بهما الشعب السوري ، حيث اعتاد على مثل هذه العبارات لعقود عدة ، بدأت في عهد حافظ الاسد الذي اعتبر حتى وفاته القائد الاوحد وقائد الضرورة لتامين استقرار المنطقة ، ثم بعدها جاء بشار بدعم كامل من عبد الحليم كقائد اوحد وقائد ضرورة ، واليوم بعد الاجتماع المشبوه تم تسمية عبد الحليم خدام قائد ضرورة أيضا ، لكن هذه المرة بمباركة المرشد العام للاخوان المسلمين في سوريا علي صدر الدين البيانوني ، والسؤال المطروح هل يمتلك عبد الحليم خدام صفات القيادة ما يؤهله ليكون قائد الضرورة للمرحلة المقبلة في سوريا..؟ أشك في ذلك !! وكان الاولى بالبيانوني أن يشكل جبهة للتخلص من خدام بدلا من هذه الجبهة الرخيصة الاهداف .

وعلى الرغم من أن هذا الاجتماع لا يستحق كل هذا الصخب الاعلامي لان طموح المواطن السوري أبعد بكثير من اجتماع متواضع لا يرتقي الى مستوى العمل السياسي ، الا انه لا يسعنا الا التوقف عنده ،حيث تبين ان هذا الاجتماع وما انبثق عنه هو مشروع لفتنة وطنية أكثر منه مشروع فتنة طائفية ، وعبد الحليم هو استاذ في اثارة الفتن بلا منازع ويشهد تاريخه على ذلك .

ودحضا لما اعلن عنه عبد الحليم في مؤتمره الصحافي الذي اعقب الاجتماع بان هناك تنسيقا مع الدول العربية ، لكن من خلال اتصالاتي بعدد من الشخصيات العربية الخليجية تحديدا وبحكم علاقتي بهم خلال فترة اقامتي في الكويت ومن خلال عملي الصحفي، فان جميع من اتصلت بهم للسؤال عن رايهم بخدام حيث رفضوا ذكر اسمائهم كي لا يتسبب رايهم باي حرج لحكوماتهم ، واتفقوا على جواب واحد أن عبد الحليم خدام شخص خائن وعلق احدهم بالقول : " لو انه اتخذ موقف الحياد على الاقل لوصف بانه شخص وفيا لنظام خدم به ما يزيد على اربعون عاما، اما اليوم فلم يعد هناك اي صفة يمكن أن نصفه سوى كلمة خائن بغض النظر عن مساوئ النظام السوري .

واكدوا ان خدام لم يكن يحظى يوما باحترام اي سياسي عربي وانما كان مفروضا عليهم للتعامل معه كاي مسؤول سوري ، ولدى سؤالهم عن تولي خدام مقاليد الحكم فيما بعد مرحلة سقوط النظام السوري هذا ان سقط اصلا استبعدوا أن يكون لحكوماتهم اي توجه من هذا القبيل وعلقوا بقولهم : سيكون هذا خطأ تاريخيا جديدا سيتركب بحق الشعب السوري ، وشددوا على ضرورة تكاتف القوى المعارضة والترفع عن اي خلافات فيما بينهم للتصدي وبكل قوة لمشروع الخدام وطموحاته للعودة الى السلطة .

فيما شكك احدهم بانشقاق خدام بقوله : خدام هو خدام لهذا النظام وقد يكون الامر عبارة عن مسرحية من مسرحيات النظام لدسه بين صفوف المعارضة لعرقلة عملها الذي بدأ ياخذ صدى واسعا لدى كافة الاوساط السياسية العربية .

كما تساءل آخر مالذي لدى خدام ليراهن عليه بعد ان احرق كافة اوراقه دفعة واحدة ؟ مضيفا " يبدو ان جريمة اغتيال رفيق الحريري سوف تكون فاتورتها باهظة على الشعب السوري وسيعاقب هذا الشعب المسكين بصفقات سياسية معربا عن خشيته في أن يكون بعض سياسي لبنان يدفعون باتجاه عودة الخدام الى دفة الحكم في سوريا " مستغربا في الوقت نفسه تدخل الشخصيات اللبنانية بالشأن الداخلي السوري واردف بقوله يبدو ان الوصاية السورية انتهت وبدأت اليوم الوصاية اللبنانية على سوريا ولن نستغرب ان يلعب سياسي لبنان في اختيار رئيس سوريا بحال سقط النظام " .

هذه خلاصة راي بعض السياسيين الخليجيين الغيورين على مصلحة الشعب السوري أكثر من غيرة الخدام والبيانوني ، هذا على المستوى العربي اذا كان عبد الحليم خدام يراهن على الدول العربية ، أما شعبيا فعبد الحليم خدام هو ادرى من أي شخص آخر بحقيقة حجمه وموقعه في الشارع السوري حيث وصلني عبر الايميل مئات الرسائل من مواطنين سوريين يحثون من خلالها المعارضة في الخارج لبذل كافة الجهود لاحباط مشروع الخدام والوقوف في وجه طموحاته وأطماعه بالعودة الى السلطة ، واعربوا عن استيائهم الشديد من الخطوة الغير محسوبة التي اقدم عليها البيانوني بتحالفه هذا .

لكن رب ضارة نافعة فهذا الاجتماع الذي كان المقصود منه تشتيت المعارضة وتفريقها واثارة فتنة وطنية لكن النتائج جاءت عكسية ، حيث تكاثفت المشاورات على المدى اليومين الاخيرين بين مختلف اطراف المعارضة السورية في الداخل والخارج وتم الاتفاق على العمل للتصدي لمشروع الخدام والبيانوني الفتنوي ووأد هذه الفتنة بجبهة مضادة تهدف للتخلص من خدام واتباعه، وسيتم الاعلان عن تشكيل لجنة مشتركة لهذا الغرض الشهر المقبل خلال سلسلة من الاجتماعات سوف تعقد في عدد من العواصم الاوروربية فضلا على ذلك فانه جاري التنسيق لعقد إجتماع تشاوري في واشنطن تحضيرا لمؤتمر وطني عام سوف تشارك فيه معظم القوى الوطنية الى جانب القوى الممثلة عن العائلات السورية العريقة التي لها ثقلها في الشارع السوري للحيلولة دون عودة عبد الحليم خدام الى السلطة .

صحافية سورية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تحذر من أن المعاهدات لن تمنعها من الحفاظ على أمنها القوم


.. وزير الدفاع الأمريكي: يمكن شن عمليات عسكرية بفاعلية بالتزامن




.. نقل جثامين الرئيس الإيراني الراحل ومرافقيه من تبريز لطهران ا


.. استشهاد 4 وإصابة أكثر من 20 في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة الشو




.. هل تسير مجريات محاكمة ترامب نحو التبرئة أم الإدانة؟ | #أميرك