الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الممثلة الهوليودية : أنجلينا جولي

اسماعيل شاكر الرفاعي

2018 / 6 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


زارت الممثلة الهوليودية مدينة الموصل وصعقت لهول الدمار الشامل ، ولشروط الحياة الباءسة التي يعيشها الناس ...
اثار الخبر لدي نوعاً من المقارنة بين كبراء قومنا ، وبين هذه الممثلة التي لا تنتمي الى هوءلاء القوم ولا تعرف لغتهم ، ومع ذلك صدمتها ظروف عيشهم الباءسة ، في حين لم نسمع عن واحد من كبراءنا صدمه منظر الآلاف الذين يفتقدون لابسط مستلزمات العيش الإنساني ، فنقل على اثرها الى مستشفى الأمراض العقلية او العاهات الجسدية ...
لماذا ، ما السبب الذي يجعل الغريب يتحسس وجود ماساة حقيقية في الموصل ، ولا يتحسسها كبراء الدولة (صانعي الماساة ) فلا اثر لها في خطبهم الطويلة ولا انعكاس لها على مشاعرهم ...
الممثلة الهوليودية اقتربت من الصغار وحاورتهم : ليس بالخطب الرنانة عن الاصالة والدين الصحيح تمهيداً الى دعوتهم الى حمل السلاح والانخراط في الحروب العربية الداءرة من سوريا الى ليبيا مروراً باليمن ، إنما تنازلت لهم عن سني عمرها ، عن النظريات التي درستها وخاطبهم بجسدها كما يحب الأطفال ان يخاطبوا ، فاستخرجت من أعماقهم طفولتهم التي غيبتها الأسلاك الشائكة والبنادق المشرعة والأوامر العسكرية الغليظة ...
هل بإمكان كبراء دولتنا الذهاب الى الموصل ، والتنازل للحظات عن كراسي حكمهم التي يحملونها معهم أينما ذهبوا ، ويلعبون مع أطفال الموصل لعبة " الغميضة جيجو " كما لعبت الهوليودية ( المتهمة من ثقافتنا بتهمة التحلل والفجور ) . لا اظن بان ثقافتهم كباراءنا الوقورة : ثقافة الدهاليز المظلمة والتامر والشللية تسمح لهم بذلك ...
وزادت هذه الفراشة الراقصة على ذلك : بان تبرعت بثلاثة ملايين من مالها الخاص الى الأطفال والطفولة المعذبة في العراق ، فماذا يعني ذلك ، ماذا يعني كف اليد ، مع المقدرة على التبرع ، من قبل الجعفري والمالكي والعبادي والجبوري وعلاوي والحكيم والصدر : مع انهم قادرون على حماية ذاكرة الأطفال في بلادي من ذكرى الغرباء الذين عطفوا عليهم في مأساتهم على مراى من زناكينهم وتجار حروبهم ...
هل كف اليد ، مع المقدرة ، هو سلوك تمليه ثقافة بعينها : ثقافة وقورة يزيدها وقاراً : المحبس في الخنصر والمسبحة بين الاصابع ووشم في الجبهة تمنع اجسادنا من اللعب مع. الصغار في فضاء مفتوح ، ام ان اللاوعي المطمور في أعماقنا يحرم علينا مد اليد ، ومساعدة المختلف دينياً وطاءفياً ، لانه لا يملك صحيح الدين الذي نملكه والذي سنفوز من خلاله بأنهار العسل واللبن وبلذة الجنس مع الحوريات ..؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -صانع قدور- و-بائع كمون-.. هل تساءلت يوماً عن معاني أسماء لا


.. حزب الله ينسق مع حماس وإسرائيل تتأهب -للحرب-!| #التاسعة




.. السِّنوار -مُحاصَر-؟ | #التاسعة


.. لماذا تحدى الإيرانيون خامنئي؟ | #التاسعة




.. غزة.. ماذا بعد؟ | ما جديد جولة المفاوضات بين حماس وإسرائيل ف