الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


امرأة برادة رجل دافئ

رامي أبو شهاب

2006 / 3 / 23
الادب والفن


لا أدري، ربما دفء الشمس هو ما جعلني نزقا ومجنونا وهائما في مجاهل الغرور الأبدي
أكتب لك من حجرتي الممتدة على كآبة حقيقية، أشعر بالفزع والفراغ يتخللني، أمقت هذا العالم المُعلب وأشتهي شمس محرقة تسلخ عظامي، لا أعلم لم تقفز طفولتي أمامي وتنساب كقطرات من الماء البارد أسفل ظهري .
حزين أنا ومتوهج جسدي وروحي معتمة، هذا الدفء الذي في الجو يجعل عالمي مقفرا، ولكنه لذيذ. هنا تكمن المشكلة أن الجسد يحتاج إلى شيء من التماس حتى تبلج منه تلك الجرثومة التي تعتمل في داخله .
في الأمس خرجتُ من فضاء الالكترونات هائما حزينا، كان الانسحاق على ركبة امرأة يعني لي الكثير .
وهج حقيقي في داخلي وتراكم للغبار على عقلي ، أكره أن أكون نصف الأشياء، نصف شاعر ونصف عاشق ونصف إنسان ونصف وطني ونصف فلسطيني، كيف يمكن للإنسان أن يحقق معادلة صعبة؟ وكيف يتجلى كسلنا في الوجود ، أعشق الكتابة ولكني محاط بالإحباط إنني أغبطك على خفتك في عالمك بينما أنا تعلوني الأسوار وتمتد إلى داخل روحي وتصبح كجدار الفصل .
شرقي أنا في كون ينفض يده من شرقيته كأنها جناية. أتعلمين ؟ أكره أن أكون رومانسيا، لكن وجهي المحترق من شمس حارتنا وبنطالي الممزق وكرة في يدي والغبار كل هذه الأشياء تجعلني أرغب في أعود إلى الخلف، حيث تكون الرائحة مفتقرة إلى الحياد وتبدو واضحة ومفهومة. لا أعرف كثيرا لماذا أردد كلمة الرائحة كثيرا؟ ربما إنني أشبه الكلاب، إن الحواس هي منطقة الحياة، وأية محاولة للخروج عن ذلك عبارة عن وهم إن القيم والأخلاق لا وجود لها خارج الحواس ، العالم الماورائي وهم ، إن الرائحة والضوء والمذاق واللمس والسمع هي كينونة الحياة المطلقة، وما عدا ذلك حذلقة كاذبة، أريد أن اكتب ولا شيء يشجع على الكتابة سوى خدر جميل يسري في أركاني وشهوة للانكفاء نحو المناطق المغلقة حيث تتشكل عوالمي الموبوءة بالحزن هل من امرأة تحرقني بحنين عينيها وجمر رموشها ؟! أريد كونا استثنائيا امرأة تطفو بقلبي بعشق خارج من قيود المكان والزمان.
إن جمالية العشق أنه دوما في خطر والمرأة الأجمل هي الغائبة دوما الحاضرة في تلافيف الخيال، قصيدة لم تتشكل، ما زالت تمتلك عذرية البوح واشتهاء الصمت، في الأمس عندما التقينا في الأمسية الشعرية تعمدت أن تكوني خفيفة ومتوهجة وكنت تنثرين أنوثتك في كل اتجاه وحتى ربما توزيعنها مجانا على الذين من حولك خاصة الرجال كنت ترتدين بنطلونا من القماش الأسود يضيق كثيرا وقميصا قصيرا أيضا وكأنك كنت تعاقبينني على شرقيتي لذلك جئت اليوم ناضحة بالأنوثة والإغواء آه فهمت تعلمينني بأن أخلع عباءتي وألقيها هناك في مخلفات حاوية الحضارة انسحبت دون أن يلاحظني أحد خرجت من باب النادي وشعرت بنسمات هواء محتارة بين أن تنحاز إلى الدفء أم البرودة أما أنا فقد قررت بأن أنحاز إلى الدفء حينها ، أشعلت سيجارتي وانسكبت كماء ينسكب الشاي في كؤوس الزجاج وكنت سعيدا لأنني ما زلت دافئا .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. من المسرح لعش الزوجية.. مسرحيات جمعت سمير غانم ودلال عبد الع


.. أسرة الفنان عباس أبو الحسن تستقبله بالأحضان بعد إخلاء سبيله




.. ندى رياض : صورنا 400 ساعةفى فيلم رفعت عينى للسما والمونتاج ك


.. القبض على الفنان عباس أبو الحسن بعد اصطدام سيارته بسيدتين في




.. تأييد حكم حبس المتسبب في مصرع الفنان أشرف عبد الغفور 3 سنوات