الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مجتمعات المؤخرة!!!

محمدعلي شاحوذ

2018 / 6 / 19
كتابات ساخرة


تستفزك هذه الايام احداث وصور ومواقف مختلفة بعضها يحدث امام عينيك وبعضها تسمع به دون ان تراه , مما يضعك انت وقلمك ومخك في حيرة من امرك تشبه حيرتك من المساحة الكبيرة التي يحتلها انفك في وجهك !! .ومما يزيد الامر حيرة ان لا شئ ثابت او خاضع للقانون , فما تراه بالامس مستحيلا صار اليوم ممكنا , وما كان حراما امسى حلالا وما كان عيبا غدا مسموحا , بل ان كل العيب اليوم هو انك اذا بقيت تعيش بعقلية الضمير الحي والمبادئ والقيم , فتصبح بنظر الناس رجعيا غير قابل للتطور والتقدم. فلو تابعت ببوصلتك اهتمامات وتحركات المجتمع العربي المضطرب الذى يتابع بشغف منقطع النظير ستجده يعطى الاولوية لسياسات النفخ المحيرة لمؤخرات ومقدمات الغانيات وبائعات الهوى , ثم تشير البوصلة الى سياسة الكبت والحرمان والاضطهاد المبرمج الذي تمارسه الحكومات العربية ضد شعوبها الخانعة,. فانك حتما ستصاب بالدهشة والحيرة, فتارة تتبجح تلك الشعوب بالربيع العربي , وتارة تتبجح بالخريف , رغم انني من مشجعي الخروف ولحمه لا الخريف!. ثم تكبر حيرتنا شيئا فشيئا حتى تصير بحجم هرم خفرع ونحن نشاهد مظاهر غريبة كان مجرد التفكير فيها ضربا من ضروب الخيال .فمع مرور الوقت وتطور المجتمع, صرنا نرى الفاشلين وهم يتصدرون المشهد السياسي والاقتصادي والعلمي , وليس غريبا وانت تشاهد اللصوص وهم يشترون الآراء والاحزاب والصحف , ويرسمون سياسات البلد من الالف الى الياء, ويفتتحون قنوات اعلامية ويشترون دواوين الشعر لتحمل اسمائهم وتواقيعهم , فلا ضير عنده ان وقع على ديوان شعر او بصم على بطن مومس, المهم ان يظهر اسمه , وكل ذلك بأموال سرقوها علنا بوضح النهار دون خجل او خوف .لقد اختلت الموازين اليوم في خضم التطور والتحضر فصار الحرامي مناضلا بعد ان كان منبوذا, وصارت العاهرة طاهرة مضحية بعد ان كانت عارا, وصار المتخاذل في الدفاع عن وطنه مقداما جسورا بعد ان كان جبانا مهزوما , وصارت عصابات السلب والنهب جمعيات خيرية غايتها خدمة الفقراء والمساكين , ولبس الدجال عباءة الاصلاح والصلاح ,وتظاهر القرد بمظهر الغزال وبقدرة قادر انقلبت كل صفات القبح والعهر والسفالة الى صفات الجمال والطهارة والنبل !!. وحينما تتجول في مجتمعنا اليوم تحس كأنك في عصر الجاهلية, حيث كل مظاهر التخلف فكل الطرقات والساحات والجامعات والمدارس والدوائر مليئة بأمثال ابي جهل وابي لهب وابن سلول وستصطدم بعقول بالية صدئة همها الاول الحرام وملئ الكروش بكل انواع السرقات لا ضمير يردعها ولا دين يحكمها ولا قانون يضبط ايقاعها. صرنا في زمان أغبر حيث الرجال همهم الاول متابعة ارداف هيفاء وهبي وخصر نانسي وصدر اليسا الصناعي, بينما غدت النساء همهن الاول متابعة منتجات الموضة العالمية ونفخ وتغليف وتنحيف كل شبر من اجسادهن.
في مجتمعاتنا العربية صار الحرامي يحج الى مكة بأموال سرقاته ومنها يتصدق ويؤدي الزكاة, وبيديه الملطختين بدماء الابرياء المرفوعتين الى السماء يطلب القاتل الصفح والمغفرة من الله. في مجتمعاتنا لن تجد سيفا واحدا يطعن قلوب الاشقياء والمجرمين والظلمة, بل ستجد كل السيوف مغروزة في قلوب الفقراء والبؤساء والضعفاء ومعدومي الحيلة.
في ما مضى كانت مجتمعاتنا في مقدمة الامم بكل شئ والان صارت في المؤخرة ولا تؤمن الا بالمؤخرة!!! .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أحمد فهمى و أوس أوس وأحمد فهيم يحتفلون بالعرض الخاص لفيلم -ع


.. أحمد عز الفيلم المصري اسمه الفيلم العربي يعني لكل العرب وا




.. انطلاق فيلم عصابة الماكس رسميًا الخميس في جميع دور العرض


.. أوس أوس: هتشوفونا بشكل مختلف في فيلم عصابة الماكس وكل المشاه




.. مؤلفين عصابة الماكس: الفيلم قائم على العائلة وأهميتها.. ومشا