الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في يوم الشعر العالمي ،الشعر يقلق مضاجع الطغاة

هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)

2006 / 3 / 23
الادب والفن


كلما ضاقت الارض بفقرائها من شدة الظلم والجوع والبطش والقتل ومصادرة حقوق الانسان سواء كان في مغارب الارض ام في مشارقها , يسطع نور الشعر بقوته المعهودة محاولا التغيير وتعرية كل ما هو رديء وموبوء وموحش وخالي من القيم الانسانية ..
الشعر ذلك الكائن الخرافي المتسع الافق والمتربع على كنوز الالم والاضطهاد دائما يحاول فك طلاسم وآهات ذلك التقزز المخيف والعشوائي ازاء البشر ودائما تجده يحلم احلاماً وردية هي ليست من حقه حسب شريعة الغابة التي تتحكم بالارض , فدائماً هو يحلم ويرسم ويجدد الامل المسلوب عله يحصل عليه ذات يوم , ولعل ليوم الشعر العالمي والذي يصادف في الواحد والعشرين من اذار من كل عام مغزى خاص داخل نفوس كل الشعراء والمبدعين على حد سواء , ففعل الكلمة داخل سياق النص الشعري هو ذاته فعل الرصاصة عندما تنطلق من فوهة البندقية صوب العدو , ولهذا ترى دائماً الملوك والامراء والرؤساء يخافون تلك الكلمة بشكل مخيف ! الامر الذي يضطرهم للامساك بالشاعر محاولين قتله او تشويه او نفيه او اعتقاله بكل الطرق وكل الوسائل القمعية التي في متناول ايديهم .. فهذا الجبروت الهائل الذي هو في يد الحاكم وسيطرته ونفوذه يتزحزح ويوشك على الانهيار جراء الكلمة والجملة الشعرية التي يكتبها الشاعر والمبدع في كل زمان وفي كل مكان ....
ولهذا نجد دائماً وابداً ان دور الشعر لا يمكن باي حال من الاحوال محوه او تهميشه على الرغم مما يقال الان في ظل العولمة والتطورات التي طرأت على كوكب الارض بشكل عام , الجميع راهنوا على انتهاء دور الشعر واضمحلال قوته الفعلية , الا انهم فشلوا في هذا التنبأ وبتلك التصورات , ان الطغاة والجبابرة , لم ولن يفهموا دور الشعر داخل سياق الحياة , متناسين جمالياته العذبة التي تدخل الى روح الانسان بطريقة سلسة لا ارادية ومن دون شعور الامر الذي يجعل المتلقي ان يطرب وان يستنشق هواء الحرية وان يثور بكل الطرق التي تتاح اليه سواء وقف امامه الحاكم ام لم يقف ., لقد كان لدور الشعر قوة هائلة في كل شيء بهذا الوجود الكوني وعلى كل الاصعدة من دون اي استثناءات , الشعر وحده الذي يسّير خطى هذا العالم المترامي الاطراف ووحده الذي يجعل كل شيء قابل للاشتعال والاحتراق وبالسرعة التي يريدها الشعر ذاته , ولهذا نجد دائماً ان الشعر هو الذي يتخذ كل القرارات وهو الذي يبت بها دون الرجوع الى الحاكم / الطاغية ..
ولطالما ارتكب الحاكم / الجلاد ، الجريمة تلو الاخرى ضد الشعراء فالعديد منهم تمت تصفيتهم جسدية اي اعدامهم , وقسم اخر لقوا حتفهم داخل سجون وزنزانات الطغاة , والاغلبية فرت بجلدها الى المنفى لكي تتخلص من التعذيب والبطش وقسوة الحاكم , وعلى الرغم من ابتعادهم عن اوطانهم ظل الشعراء يرجمون الحكام والطغاة بقصائدهم التي ظلت ومازالت تقلق مضاجع الطغاة الذين يخافون كلمة الحق , فمازال دم الشاعر غارسيا لوركا لم ينشف بعد ؟
ومازال العديد من الشعراء مجهولي المصير داخل سجون الحكام , ومازال بعض اخر يعانون الغربة والموت البطيء , لكنهم متسلحون بسلاح الشعر وبقوته التي لا تنهار مهما حاول الطغاة انهيارها وسلبها قوتها...
وهاهم شعرائنا الكبار البياتي وبلند الحيدري والجواهري شاعر العرب الاكبر ومصطفى جمال الدين رحلوا عنا في منفاهم القسري الذي اختاروه مرغمين بعد ان رفضهم الطغاة في كلمتهم التي كانت عبارة عن شوكة وسكين دامية في وجه الحاكم , بعد ان حاولوا تغيير العالم بالطريقة التي يبتغيها الشعر وحده , نصراً للانسان المظلوم ونصراً لمباديء العدالة والمساواة في هذه الارض , فدفعوا الثمن بقذفهم في الغربة لعشرات السنين ومن ثم الموت بألم على الوطن والانسان المظلوم واحتجاجاً على كل الطغاة في الارض/الوطن بخاصة,والاوطان والشعوب المغلوبة في الارض بعامة ...
ان الشاعر والشعر هما الفضاء الرحب والامان المطلق بهذا العالم وهما الوجود الكريم للشعوب المغلوبة على امرها جراء الطغاة الجبابرة الذين ارادوا ان يكون الشعر مادحاً لهم ليس الا , وقد تناسوا ان وظيفة الشعر مخالفة تماماً لما يصبون اليه ....
لقد ظلت وظيفة الشعر انسانية بحته لم يستطع احداً ان يغير مسارها على الرغم من ان بعض الشعراء قد باعوا باثمان بخيسة تلك الكرامة المميزة للشعر ازاء مدحهم العديد من الطغاة ورفع شأنهم ومكانتهم القرقوزية التي نبذها تاريخهم المزيف والعاري من الحقيقة ..
وفي هذا اليوم فقد انتصر الشعر وشعرائه على الطغاة وما علينا الا ان نحتفل بهذا اليوم التاريخي بكل بقاع العالم انتصارا للكلمة الحرة الشريفة , كلمة الحق والجمال والانسان المظلوم .................................................................؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقابلة فنية | الممثل والمخرج عصام بوخالد: غزة ستقلب العالم |


.. احمد حلمي على العجلة في شوارع روتردام بهولندا قبل تكريمه بمه




.. مراسل الجزيرة هاني الشاعر يرصد التطورات الميدانية في قطاع غز


.. -أنا مع تعدد الزوجات... والقصة مش قصة شرع-... هذا ما قاله ال




.. محمود رشاد: سكربت «ا?م الدنيا 2» كان مكتوب باللغة القبطية وا