الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زمن القرقزه

ماجد عزيز الحبيب

2018 / 6 / 21
الادب والفن


زمن القرقزة


عندما يكون تحقيق المصالح الذاتية على حساب المصالح العليا او الاهداف السامية او يكون ثمنه تقديم قرابين بريئة على حساب كدح الاخرين او الاضرار بهم فهذا الانتكاس والارتكاس في حمأة الانتهازية الدنيئة,
لا اميل ولا اعترف بنظرية الغاية تبرر الوسيلة التي تبناها ميكافيلي او نظرية توماس هويز صاحب المدرسة النفعية حيث يصور الانسان بأنه ذئب يتربص بأخيه الانسان.
انا اتكلم اليوم عن الانتهازيين وهم بكل تأكيد اناس يعلموا قبل غيرهم انهم فاشلين,الذين دائما ينظرون الى الماضي ويبكون من هموم المستقبل وهم الذين صنعتهم الصدفة والمصيبة.
الوصوليون والانتهازيون والمنافقون وجه واحد لسلوك اجتماعي مريض ,فهؤلاء اصحاب الوجوه المتعددة يمارسون نوعا من السلوكيات غير الطبيعية والمترجمة في سياسة التدليس واللعب بالكلمات والعبارات وذلك بطرق توصيلية اجتماعية ملتوية والهدف منها ايقاع الطرف الاخر والخصم والطعن بالاخرين في ظهورهم للوصول الى اغراضهم الخاصة, رغم انهم يعتقدون بأنهم اصحاب نهج سليم ويرفعون اصواتهم مؤيدين لمنهجهم يساعدهم في ذلك اقزام مثلهم يصفقون ويطبلون لهم ايضا.
ان الوصوليين يصلون على اكتاف غيرهم بالخديعة والنفاق محللين لأنفسهم استخدام جميع الوسائل المتاحة للوصول الى ما يريدون.
حين تفضل المصلحة على حساب المبدأ فأنت انسان تافه ومريض وغير متزن.واذا ما اؤكل لك القيام وعلى سبيل المثال لتنسيق امور متشابكه ثم حلت في عينك ان تكون في الواجه وان تستحوذ على مناصب الاخرين الذين قضوا فترات طويلة في تكريس عملهم الجيد في ادارة الجمعية او الاتحاد او المنظمه واستحوذت عليها وعزلت الاخرين وطبلوا لك بعض المنافقين فأعلم انك انسان غير سوي انتهازي ومنافق ووصولي وغير مؤتمن.
في زمننا هذا كثر هؤلاء وبدرجه اصبحت حالتهم هذه هي العامه ويشار لها بالبنان واصبح الخيريين هم الشواذ.
الانتهازي والوصولي المعنى المبسط لهما هو الذي يعرف من اين تأكل الكتف ..ليس لكونه ذكيا بل هو قمة في الغباء والتغابي وهو مريض بمرض سلوكي اجتماعي خطير ..نراهم في كل مكان ونعرفهم بسلوكهم البين ورغم ضعف امكانياتهم الا اننا تراهم هنا وهناك وفي اماكن حساسة ,هؤلاء كدمى القرقوز التي يتم تحريكها عن طريق اليد.
والقرقوز وفي سياق حديثنها هذا هي كلمة تركيه تتكون من كلمتين هما قره اي السوداء وقوز اي عين فتصبح كلمة قرقوز ذو العين السوداء وذلك دلالة على سوداوية النظر للحياة ..اذن هؤلاء القراقزه او الوصوليين هم اناس اصلا ناقمين على الحياة وعلى المجتمع.
الانتهازية كلمة جاءت من فعل تهز اي الدفع والحركة والامساك بالفرصة وعدم تركها,وهي القدرة على التلون كل يوم بلون وهي مهنة رئيسة للبعض من البشر وهي تأتي على وجهين,التفريط في المصالح العامة بالمجتمع والاضرار بالمصلحة الخاصة للاخرين , والانتهازية كما الوصولية فالوصولية هي سلوك اجتماعي يمارسه الفرد ويكرس كل نشاطه لهدف الترقي في المنصب رغم قلة كفائته وهي شكل من اشكال الانانيه وكلها امراض ابتلى بها المجتمع.
لنأخذ مثالا على هؤلاء وليكن في المجال الثقافي والكثير منهم قد ابتلت به الثقافة والادب ,هؤلاء الفاشلون الذين يديروا اليوم الكثير من المنظمات الثقافية هم انتهازيون ووصوليون سعوا لتثبيت اقدامهم وتقوية مكانتهم دون النظر الى اي اعتبارات ,دائما لديهم مبدأ انا قررت هكذا ..فنفذوا ,وهناك الكثير من المحيطين بهولاء هم ايضا كارثه على المجتمع وعلى الادب والثقافه وهم بلاء اخر,هؤلاء هم من يطبل ويزمر لهم فهم لا يثقوا بأي شخص الا بأنفسهم واذا تحدثوا معك فأنهم عادة يكذبوا او يتحدثوا بخبث,وهم لا يستمعوا الى الرأي الاخر..كفاءتهم تجدها بالتملق الى الاعلى منهم لكي يكسبوا الود,ومن هنا جاءت الويلات والنكبات على الثقافة والادب واصبح الادب من جراء هؤلاء مرتديا السواد,وركن المثقفين والادباء الى جنب لان توجهات هؤلاء المثقفين وتطلعاتهم وسلوكياتهم الشريفة لا تسمح لهم بمجارات هؤلاء المرتزقه في قيادتهم لدفة الثقافه والتلاعب بها في توجيهها يمينا ويسارا خدمة لمصالحهم العفنه..ان اخطر منصب في المجتمع ليس هو منصب وزيرا للدفاع او الداخليه بل هو منصب من يقود الثقافة والادب فالامم تتقدم وتنمو وتكبر حين يرأس هذا المنصب الكفؤ والمقتدر الفاهم والواعي والمثقف والنزيه والشريف والعفيف الذي يضع مصلحه الناس والطبقة الثقافيه امام اعينه ,ولكن نجد المجتمع ينزل الى الدرك الاسفل حين يعتلي النصابين الجهله الانتهازيين الوصوليين دفة الثقافه,الغريب ان هؤلاء يفوزوا مرة بعد مرة حين تجرى الانتخابات وقد يتسائل احدا لماذا ,,سأجيبك لان ليس هناك من المثقفين من يحضر تلك الانتخابات والذين حضروا هم اما قد جلبهم معه المرشح لكي يصوتوا له او من التافهيين .او الشلة المحيطه به وهؤلاء كما قلت اخطر لانهم لا يعرفوا سوى النطق بكلمة نعم حين يراد منهم,فينجح الامي الذي احب ان ينادوه الباحث وينجح الفاشل الذي احب مناداته بالكاتب وينجح الوصولي الذي احب ان ينادوه الاستاذ الدكتور والقئمة تطول ولن يستطيع الاخرين التغير لان القرقوزات دائما كالقرده تنط من مكان الى اخر..عذرا للثقافة من هؤلاء الاوغاد الذين لا يعرفوا حتى معنى الثقافة فليس كل من لبس عباءة الثقافة اصبح مثقفا..وكل ما اخشاه ان تعامل الثقافه من وراء هؤلاء كالفطائر والمكسرات للهو واللعب.. فلا تتعجبوا ..نحن في زمن القرقزه..

ملاحظة..انا من اوجد مصطلح القرقزه,,


ماجد عزيز الحبيب
كاتب وشاعر
السويد








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أمسيات شعرية- الشاعر فتحي النصري


.. فيلم السرب يقترب من حصد 7 ملايين جنيه خلال 3 أيام عرض




.. تقنيات الرواية- العتبات


.. نون النضال | جنان شحادة ودانا الشاعر وسنين أبو زيد | 2024-05




.. علي بن تميم: لجنة جائزة -البوكر- مستقلة...وللذكاء الاصطناعي