الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحزن والوجد والنوى في قصائد بشرى

ياس خضير الشمخاوي

2018 / 6 / 21
الادب والفن


قبل ان ألج في الموضوع لابد انْ أعرّفَ القارئ بالأديبة الكاتبة الشاعرة بشرى اسماعيل أرنوط .
هي ، سيدة فرعونيّة استمدّتْ ألقها من حضارات وادي النيل ، وضربتْ جذورها في عمق التاريخ ، الذي ملأ الكون عبقا وسحرا وجمالا في علومه ومختلف فنونه وآدابه .
من رحم الإهرامات ولدتْ ، وعلى شواطئ حكمة النيل ترعرعتْ .
ملامح كليوباترا وهيبة نفرتيتي وذكائها ، يجتمعان في بشرى .
انها ملكة حقيقية كأسلافها ، وزادت عليهن بقريحة شِعرِها .
من علوم أجدادها زُقّتْ العلم زقّا ... وبخطاها الثابتة شقّتْ الدرب شقا .
شاعرتنا احدى عالمات مصر ، بروفيسورة اكاديمية ، استاذة علم النفس بجامعة الزقازيق ، عضو الجمعية الأمريكية للإرشاد النفسي ، وعضو رابطة علم النفس في الولايات المتحدة الأمريكية .
ولم تزل تتمتّع بشبابٍ متجددٍ وعطاءٍ علمي ، وأدبٍ ثر يفخرُ به كلّ صديق ومحب .
تناولتْ بعض الصحف جانبا من ابداعاتها واطروحاتها القيّمة .
احاطتِها بعلمِ النفسِ منحها قدرة فائقة لتوظيف المفردة وسبر غور معانيها الدلالية والجمالية سيما في مقاطعها الوجدانية وقصائدها الغزلية .
سلوا قلبي ، لماذا أحبه ؟
وظل الليل منتظرهُ
سلوه ...
لماذا النوم قد ذهبْ !؟
عن عيني والسَهدُ عليها مرتقبْ
مساءلة شفيفة تتضمن معاني الشكوى والألم والوجد الذي يغمر قلب العاشق المكروب .
وعادة ما تكون تلك المساءلة ، كشف عن الشعور الداخلي الذي ينتاب كل منْ قاسى وشعر بألم فراق الحبيب ، لذلك جعلت الأديبة الشاعرة المخاطب هو الركن الرئيس في المحاورة ، كأنها تتحدث بلسانهم لا تشكو إليهم فحسب .
وبتوظيف آخر للسؤال الذي يبدو مباشرا في ظاهرهِ ، متضمنا عتابا غير مباشر مع الحبيب ، تقف الشاعرة على نقطة مهمة من الصراع الداخلي مع لواعج النفس .
سلوه ، كيف أنساه وعنه أنشغل !؟
وقلبي يبكي والبعد يبدو كالقرب !
سلوه كيف لمن أمضى الليالي ؟
في حبّهِ والعشق والصبا والوجد
يتلو آياتٍ من الألم في محراب رفقتهِ
صور جامحة بالخيال غزيرة بالمعاني ، مشحونة بالألم والوجع ، قد يتلمس فيها القارئ ، انّ ثمة حوار جرى بين الحبيب وحبيبته ، تخلله كثير من العتب ، وقد افصحت عنه الأديبة بهذا المقطع المزلزل .
وفي مقاطع وقصائد كثيرة لا يسعنا المجال لتناولها ، أجادتْ الدكتورة بشرى اعطاء وصفٍ دقيق للشعور النفسي والعاطفي الذي يمر به المتيم ، من خلال خبرتها ودراستها لعلم النفس ، وقدرتها على التحليل الذي عادة ما ينطوي على وصف رائع بأسلوب أدبي لتداعيات العلاقات العاطفية والوجدانية .
وتلك المزاوجة الكونية بين علم النفس والشعر كملكة وموهبة امتلكتها السيدة بشرى أرنوط ، قد أثرت النص الأدبي بدلالات ومعانٍ جديدة في الإتساع اللغوي والغرض البلاغي في الشعر .
ياس الشمخاوي/ كاتب عراقي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الفلسطينيين بيستعملوا المياه خمس مرات ! فيلم حقيقي -إعادة تد


.. تفتح الشباك ترجع 100 سنة لورا?? فيلم قرابين من مشروع رشيد مش




.. 22 فيلم من داخل غزة?? بالفن رشيد مشهراوي وصل الصوت??


.. فيلم كارتون لأطفال غزة معجزة صنعت تحت القصف??




.. فنانة تشكيلية فلسطينية قصفولها المرسم??