الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعاً لينين

مروة التجاني

2018 / 6 / 22
الادب والفن


في الجمهورية الديمقراطية الألمانية أو المانيا الشرقية كما يعرفها الكثيرين تدور أحداث فلم وداعاً لينين المنتج عام 2003م . يصف الأبن الحالة التي آلت إليها اسرته بعد رحيل والده إلى الغرب قائلاً " ترك والدي عدواً نوعياً في بلد رأسمالي يسيطر على عقله ، وهو لم يعد أبداً . أمي حزينة ولم تعد تتكلم " . هكذا أصيبت السيدة كيرنر بإنهيار عصبي حاد لتعود بعد أسابيع من تلقي العلاج باحثة عن آمالها في الجمهورية . تحولت لناشطة ضد المظالم الصغيرة ، علمت الأطفال أغاني الثورة ، ساعدها العمل من أجل الوطن على الصمود لأعوام طويلة فتجاوزت محنتها .

لم تسر الحياة كما يجب .. حيث دخلت في غيبوبة طويلة حدثت خلالها أحداث غيرت وجه التاريخ ، سافر إبنها مرة إلى الغرب وعملت ابنتها التي تخلت عن النظرية الأشتراكية فى محل لبيع البيرقر بعد انهيار النظام الشيوعي ، دخلت شركات الكوكا كولا ، سقط الجدار بين الألمانيتين وأنتخب هلموت كول للرئاسة .. كل هذا حدث والأم نائمة في غيبوبتها وخلال 8 أشهر فقط .

عاشت من خلال الذاكرة القديمة عن الجمهورية . ومعرفة أن كل هذه التغيرات حدثت كان سيكون سبباً في موتها . كان على الأبناء الحفاظ على مظهر المانيا الشيوعية كما تركته قبل أن تغيب . احتفظ الأبن بعلب طعام كانت تقدم في زمن الجمهورية ويعمل على تعبئتها من جديد حتى لا تدرك الأم أن ثمة اختلاف . جاء رفاقها القدامى وحدثوها عن واجبات الحزب ، مثلوا أمامها أن كل شئ بخير وتماماً كما تركته قبل المرض . دفع الأبن الأموال للأطفال ليغنوا أمامها أغاني الثورة التي طالما حلمت بها .

هي الوحيدة في ذلك الزمان التي لم تعلم بإنهيار جدار برلين ، صنعت لها ذاكرة مختلفة . عند حدوث خطأ كمشاهدتها لوحة إعلان للكولا كان على الأبن إعطاء تبرير كافي عبر تصوير مشهد مزيف مع صديقه يشرح ويبرر وجود الشركات الرأسمالية . فكرة الفلم غريبة تتحدث عن إمكانية صناعة ذاكرة لنعيش من خلالها في العالم الذي لطالما حلمنا به . يحكى عن المفارقات بين الجمهوريتين ، الكل كان يناضل من أجل الحرية وفق تصوره .
لم يعد والدهم حتى مع تبدل الأحوال ، السيدة كيرنر وحدها تعيش في مجتمع اشتراكي خالص ، صحيح أن الكل ممثل فيه لكن إيمانها لم يترك مساحة ليتهدم العالم الذي لطالما ناضلت من أجله . حتى مشاهد سقوط الجدار أعيد تمثيلها من أجلها لتبدو وكأن سكان المانيا الغربية هم من اقتحموا الشرقية هرباً من مظالم العالم البرجوازي . يقول أبنها " ماتت أمي بعد أيام من قيام جمهورية المانيا الموحدة ، أظن إنه من الصواب أن لا تعرف الحقيقة أبداً . لقد ماتت سعيدة " . فلم وداعاً لينين جدير بالمشاهدة وجدير بالمزيد من التحليل ليلهم الأجيال القادمة .

_ رابط لمجتزاء منه :
https://www.youtube.com/watch?v=u5hzmwGW4Ac








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد فوز فيلمها بمهرجان مالمو المخرجة شيرين مجدي دياب صعوبة ع


.. كلمة أخيرة - لقاء خاص مع الفنانة دينا الشربيني وحوار عن مشو




.. كلمة أخيرة - كواليس مشهد رقص دينا الشربيني في مسلسل كامل الع


.. دينا الشربيني: السينما دلوقتي مش بتكتب للنساء.. بيكون عندنا




.. كلمة أخيرة - سلمى أبو ضيف ومنى زكي.. شوف دينا الشربيني بتحب