الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الجفاف والحالوب

شهاب وهاب رستم

2018 / 6 / 23
الادب والفن


قصة قصيرة واقعية


الشمس تحرق الزرع الاخضر بعد غياب مطر الشتاء والربيع ، ضعفت السنابل ولم تحمل البذور المرجوه ، قامة السنابل لم ترتفع طلت قزماً ، شاحب اللون مصفر .
وصلت لتلك القرية الجميلة المحاذية لنهر سيروان ، عيون تراقب القادمين من على سفح الجبل بناظور عسكري ، اطفال جالسون على دكة وسط القرية ، خوف ورعب كبيرين مرسوم على الوجوه ، غيوم سوداء مرعبة قادمة من الافق البعيد تمتد عبر السهل الفسيح ، زخات مطر سوداء برائحة النفط تتساقط حبات الحالوب تنزل وكانها كراة المنضدة ، جلست في حفرة ووضعت حقيبتي على راسي والبندقية في حضني وتكبر كرات الحالوب وهي تضرب طهره الشبه العاري ، ضحك على فكرة راودته في تلك اللحظة ( ماذا او قال الحاج نوري) انه شاهد سقوط كرات من الحالوب بقدر كرة التنس او اكبر كانوا يكذبونه لانه كان يمذب كثيراً ، لكنها الحقيقة . وتكبر الكرات لتصبح بحجم كرة التنس واكبر وما زلت اتحمل ضرب الكرات على ظهري وكانها الضرب المبرح للسياسيين من قبل الجلاد في الامن العام ، لم احس بشيء مم شدة الضربات ، تخدرت ، مرت اللحظات وكانها عام بحالها ، لكنها انقضت ، حملت جسدي المتعب من الضرب ، توجهت الى قرية ( ژاله ی صفر) ، ثلاث على ظهر تراكتور ، وقفوا التراكتور ونزل احدهم ، كان الشبخ وهاب الذي صاح بصوت عال هذا صديقنا ( ش) ثم قال : هل كنت في العراء ، والله كتب لك حياة جديدة ، تساءل ان كان بامكاني الوصول الى القرية ، لم اكن احس بشيء ، لا الم ولا احساس ولا اي شيء .
قال الشيخ اذهب الى بيتي فابني محمود موجود في البيت .
كنت اسير وكانني تحت تاثير المخدر ، لا اعرف كيف وصلت الى بيت الشيخ ، مسك محمود بيدي وادخلني الى غرفنه الخاصة ، اعارني ملابس من عنده واخذ بندقيتي ، استسلمت لقوة التخدير ولم افتح عيني الا في اليوم الثاني ، كان الشيخ وهاب واقف عند عتبة الغرفة ومحمود جالس في الزاوية البعيدة بيده الة الساز يعزف موسيقا كوردية ، فتحت عبني و امن ما زالت الدنيا تدور .
ابتسم محمود وهو يقول ماذا تحب اعزف لك ، كنت دوماً اطلب منه دوماً عندما نلتقي ان يعزف لي اغنية ( بریندارم) .
محمود خبا بندقيتي وحقيبتي في خزانته ، استيقظت من نوم عميق عند الطهيرة وانا لم اذق شيئاً منذ صباح امس ولكني ما زلت لا احس بالجوع ، جسمي محطم يوءلمني ، كدمات زرقاء على ظهري وساقاي ، الم في الراس وضعت يدي على راسي ثم دم قد جف .
قال الشيخ ، تعرف اكثر من خمسين خروف مات في الوادي وعشرات الطيور بسبب الحالوب ، انت اقوى من الموت .
قلت له الموت يهابني وضحك الشيخ وابنه من كلامي.
بقيت يومين او ثلاثة في ضيافة الشيخ ومحمود موءنسي وخير جليس .
عندما تفحصت بندقيتي وجدت غلاف السبطانة مكسورة والسبطانه قد امتلات بالطين ء، فكان علي ان اقوم بتنظيف البندقية ولكن يداي لم يقويان على مسك البندقية و تنيظفها فساعدني ابن اختي عصام وهو يضحك ويقول انت اقوى من البندقبة خالي .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أون سيت - هل يوجد جزء ثالث لـ مسلسل وبينا ميعاد؟..الفنان صبر


.. حكاية بكاء أحمد السبكي بعد نجاح ابنه كريم السبكي في فيلم #شق




.. خناقة الدخان.. مشهد حصري من فيلم #شقو ??


.. وفاة والدة الفنانة يسرا اللوزي وتشييع جثمانها من مسجد عمر مك




.. يا ترى فيلم #شقو هيتعمل منه جزء تاني؟ ??