الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنا و أنت ( 1 )

هيثم بن محمد شطورو

2018 / 6 / 24
الادب والفن


ـ " نحن نعترف بأنـنا قـد أذنبنا لأنـنا نـتألم".
ـ سوفوكل في "انتيغون". أليس كذلك؟
ـ ما دمت قد تمكنت من استحضاري بواسطة التركيز الكبير للوعي و تكثيف شحنات الروح، فالألم الكبير يعتصرك. تُريد ان تعترف بذنوبك في استحضار الذكريات لحياة ترفض ان تكون قد ولت و انتهت. المتـناهي و الامتـناهي مترادفان. أرأيت كل ما يجري أمامك من انمحاءات لحظوية في الدنيا؟ إنها مباشرة لها صفحات أخرى ليس في اللامرئي المحسوس و انما في المعقولية في ذاتها بما هو لامتـناهي تجده كأنه ضل الأشياء في الأرض..
تعتـقد في ذلك سبيلا للتخلص من الألم..
ـ تُرى هل يتبقى للذرة الأنوية في الملكوت الأعلى شيء من الروح الأبوية؟ ألح علي هذا السؤال و ما كنت لأتبصر جوهره دون تـنظيم طريقة تـفكيري بشيء من الإصرار لأن تلك المسألة ليست سهلة بما توحي به الكلمات الموجزة. كنت محظوظا نوعا ما لأن لي منطقة في عقلي تؤمن ان العالم هنا في رأس الإنسان، و ان هذا الرأس هو الذي يُحدد العالم و يرسم خرائطه الفعلية.
كان بإمكاني نفي كل ما حولي باعتباره مجرد تمظهرات للوعي البشري، و بالتالي لأجل خلق عالم جديد ما كان لي إلا أن أستهزئ بكل المعارف الحالية باعتبارها تعينات بشرية ميتة إزاء التعينات الجديدة الممكنة. الجوهر هنا في الداخل. قابع في أعماق البئر. البئر هو الوعي الذاتي الذي يكون العالم بصراعه لكي يكون العالم.
أنت تلاحظ مثلما عرفـتـني أني لا أريد التحدث بلغة العواطف المُخادعة. إني أراها مجرد جلجلة بدون أي معنى..
قاطعني و قال، و كأني ألمح ابتسامة خفيفة جدا على محياه:
ـ لأجل ذلك إنطبعت أمامك. إنها دفـق كلي. إنها ما ليست قرارا أو إرادة أو جهد ذاتي فليس من ذات في العالم الكلي.
إبتهجت و زال الخوف من وجداني. إذاك إنبثـقـت الرغبة في معانـقـته. فكرة هذه الرغبة حملت في تجاويفها رغبة البكاء لإطفاء نار الشوق إليه. لحسن الحظ أني لحدود تلك اللحظة لم أحرك ايا من سواكني. كان على العقل ان يكون متملكا للذات برمتها. مفتاح هذا الاتصال انه اتصال عقلي بما انه حضور كلي في الكل.
أنا كائن الرغبة لازلت و علي ان أسيطر على رغباتي دون العقلية لأحافظ على هذا التواصل الذي جاهدتُ نفسي كثيرا حتى يتم هذا الانبثاق.
التواصل مع ذرة عقلية لا يكون إلا بالعقل. كل أشكال التواصل التي نراها أمامنا هي في جوهرها تواصل مع الأنا. الآخر الشبيه الذي هو أنا مُجسد أمامي بما انه يتعـسر على المرء رؤية وجهه إلا لبضع الوقت أمام المرآة فيبحث عن أناه المشوه في الآخر الذي يرى وجهه أمامه.
التواصل مع ذرة عقلية لا يكون إلا بالعقل، و إن تسلل وجداني بحنينه فسينمحي من أمامي...
( يتبع)








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثل الباكستاني إحسان خان يدعم فلسطين بفعالية للأزياء


.. كلمة أخيرة - سامي مغاوري يروي ذكرياته وبداياته الفنية | اللق




.. -مندوب الليل-..حياة الليل في الرياض كما لم تظهر من قبل على ش


.. -إيقاعات الحرية-.. احتفال عالمي بموسيقى الجاز




.. موسيقى الجاز.. جسر لنشر السلام وتقريب الثقافات بين الشعوب